قَيسَ بنَ الأَشعَثِ قَدِمُوا الكوفَةَ عِندَما بَلَغَهُم خُروجُ النّاسِ عَلَى المُختارِ وخَلعُهُم طاعَتَهُ ، وكانوا هُرّاباً مِنَ المُختارِ طولَ سُلطانِهِ ، لِأَنَّهُم كانُوا الرُّؤَساءَ في قِتالِ الحُسَينِ عليه السلام ، فَصاروا مَعَ أهلِ الكوفَةِ ، وتَوَلَّوا أمرَ النّاسِ ، وتَأَهَّبَ الفَريقانِ لِلحَربِ ، وَاجتَمَعَ أهلُ الكوفَةِ جَميعاً في جَبّانَةِ الحَشّاشينَ ، وزَحَفَ المُختارُ نَحوَهُم ، فَاقتَتَلوا ... .
وبَلَغَ المُختارَ : أنَّ شَبَثَ بنَ رِبِعيٍّ ، وعَمرَو بنَ الحَجّاجِ ، ومُحَمَّدَ بنَ الأَشعَثِ مَعَ عُمَرَ بنِ سَعدٍ قَد أخَذوا طَريقَ البَصرَةِ في اُناسٍ مَعَهُم مِن أشرافِ أهلِ الكوفَةِ ، فَأَرسَلَ في طَلَبِهِم رَجُلاً مِن خاصَّتِهِ يُسَمّى أبا القَلوصِ الشِّبامِيَّ في جَريدَةِ خَيلٍ ، فَلَحِقَهُم بِناحِيَةِ المَذارِ ۱ ، فَواقَعوهُ ، وقاتَلوهُ ساعَةً ، ثُمَّ انهَزَموا ، ووَقَعَ في يَدِهِ عُمَرُ بنُ سَعدٍ ، ونَجا الباقونَ ، فَأَتى بِهِ المُختارُ .
فَقالَ : الحَمدُ للَّهِِ الَّذي أمكَنَ مِنكَ ، وَاللَّهِ ، لَأَشِفيَنَّ قُلوبَ آلِ مُحَمَّدٍ بِسَفكِ دَمِكَ ، يا كَيسانُ ، اضرِب عُنُقَهُ . فَضَرَبَ عُنُقَهُ ، وأخَذَ رَأسَهُ ، فَبَعَثَ بِهِ إلَى المَدينَةِ ، إلى مُحَمَّدِ بنِ الحَنَفِيَّةِ . ۲
۱۸۱۶.تاريخ دمشق عن عبد اللَّه بن شريك : أدرَكتُ أصحابَ الأَردِيَةِ المُعَلَّمَةِ وأصحابَ البَرانِسِ ۳ مِن أصحابِ السَّواري ، إذا مَرَّ بِهِم عُمَرُ بنُ سَعدٍ قالوا : هذا قاتِلُ الحُسَينِ عليه السلام ، وذلِكَ قَبلَ أن يَقتُلَهُ . ۴
۱۸۱۷.رجال الكشّي عن عمر بن عليّ بن الحسين عليه السلام : إنَّ عَلِيَّ بنَ الحَُسينِ عليه السلام لَمّا اُتِيَ بِرَأسِ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ ورَأسِ عُمَرَ بنِ سَعدٍ ، قالَ : فَخَرَّ ساجِداً ، وقالَ : الحَمدُ للَّهِِ الَّذي أدرَكَ لي ثاري مِن
1.المَذار : هي قصبة مَيْسان بين واسط والبصرة ، بينها وبين البصرة مقدار أربعة أيّام (معجم البلدان : ج ۵ ص ۸۸) وراجع : الخريطة رقم ۵ في آخر الكتاب .
2.الأخبار الطوال : ص ۳۰۰ وراجع : تاريخ دمشق : ج ۴۵ ص ۵۸ .
3.أصحاب البرانس : أي الذين كانوا معروفين بالزهد والعبادة (فتح الباري : ج ۱۲ ص ۲۶۳) .
4.تاريخ دمشق : ج ۴۵ ص ۴۸ ، تهذيب الكمال : ج ۲۱ ص ۳۵۹ .