659
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني

قَيسَ بنَ الأَشعَثِ قَدِمُوا الكوفَةَ عِندَما بَلَغَهُم خُروجُ النّاسِ عَلَى المُختارِ وخَلعُهُم طاعَتَهُ ، وكانوا هُرّاباً مِنَ المُختارِ طولَ سُلطانِهِ ، لِأَنَّهُم كانُوا الرُّؤَساءَ في قِتالِ الحُسَينِ عليه السلام ، فَصاروا مَعَ أهلِ الكوفَةِ ، وتَوَلَّوا أمرَ النّاسِ ، وتَأَهَّبَ الفَريقانِ لِلحَربِ ، وَاجتَمَعَ أهلُ الكوفَةِ جَميعاً في جَبّانَةِ الحَشّاشينَ ، وزَحَفَ المُختارُ نَحوَهُم ، فَاقتَتَلوا ... .
وبَلَغَ المُختارَ : أنَّ شَبَثَ بنَ رِبِعيٍّ ، وعَمرَو بنَ الحَجّاجِ ، ومُحَمَّدَ بنَ الأَشعَثِ مَعَ عُمَرَ بنِ سَعدٍ قَد أخَذوا طَريقَ البَصرَةِ في اُناسٍ مَعَهُم مِن أشرافِ أهلِ الكوفَةِ ، فَأَرسَلَ في طَلَبِهِم رَجُلاً مِن خاصَّتِهِ يُسَمّى‏ أبا القَلوصِ الشِّبامِيَّ في جَريدَةِ خَيلٍ ، فَلَحِقَهُم بِناحِيَةِ المَذارِ ۱ ، فَواقَعوهُ ، وقاتَلوهُ ساعَةً ، ثُمَّ انهَزَموا ، ووَقَعَ في يَدِهِ عُمَرُ بنُ سَعدٍ ، ونَجا الباقونَ ، فَأَتى‏ بِهِ المُختارُ .
فَقالَ : الحَمدُ للَّهِ‏ِ الَّذي أمكَنَ مِنكَ ، وَاللَّهِ ، لَأَشِفيَنَّ قُلوبَ آلِ مُحَمَّدٍ بِسَفكِ دَمِكَ ، يا كَيسانُ ، اضرِب عُنُقَهُ . فَضَرَبَ عُنُقَهُ ، وأخَذَ رَأسَهُ ، فَبَعَثَ بِهِ إلَى المَدينَةِ ، إلى‏ مُحَمَّدِ بنِ الحَنَفِيَّةِ . ۲

۱۸۱۶.تاريخ دمشق عن عبد اللَّه بن شريك : أدرَكتُ أصحابَ الأَردِيَةِ المُعَلَّمَةِ وأصحابَ البَرانِسِ ۳ مِن أصحابِ السَّواري ، إذا مَرَّ بِهِم عُمَرُ بنُ سَعدٍ قالوا : هذا قاتِلُ الحُسَينِ عليه السلام ، وذلِكَ قَبلَ أن يَقتُلَهُ . ۴

۱۸۱۷.رجال الكشّي عن عمر بن عليّ بن الحسين عليه السلام : إنَّ عَلِيَّ بنَ الحَُسينِ عليه السلام لَمّا اُتِيَ بِرَأسِ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ ورَأسِ عُمَرَ بنِ سَعدٍ ، قالَ : فَخَرَّ ساجِداً ، وقالَ : الحَمدُ للَّهِ‏ِ الَّذي أدرَكَ لي ثاري مِن

1.المَذار : هي قصبة مَيْسان بين واسط والبصرة ، بينها وبين البصرة مقدار أربعة أيّام (معجم البلدان : ج ۵ ص ۸۸) وراجع : الخريطة رقم ۵ في آخر الكتاب .

2.الأخبار الطوال : ص ۳۰۰ وراجع : تاريخ دمشق : ج ۴۵ ص ۵۸ .

3.أصحاب البرانس : أي الذين كانوا معروفين بالزهد والعبادة (فتح الباري : ج ۱۲ ص ۲۶۳) .

4.تاريخ دمشق : ج ۴۵ ص ۴۸ ، تهذيب الكمال : ج ۲۱ ص ۳۵۹ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
658

أن يُحدِثَ حَدَثاً ، وأشهَدَ اللَّهَ عَلى‏ نَفسِهِ وكَفى‏ بِاللَّهِ شَهيداً .
قالَ : فَكانَ أبو جَعفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام يَقولُ : أمّا أمانُ المُختارِ لِعُمَرَ بنِ سَعدٍ إلّا أن يُحدِثَ حَدَثاً ، فَإِنَّهُ كانَ يُريدُ بِهِ إذا دَخَلَ الخَلاءَ فَأَحدَثَ .
قالَ : فَلَمّا جاءَهُ العُريانُ بِهذا ، خَرَجَ مِن تَحتِ لَيلَتِهِ حَتّى‏ أتى‏ حَمّامَهُ ، ثُمَّ قالَ في نَفسِهِ : أنزِلُ داري ، فَرَجَعَ فَعَبَرَ الرَّوحاءَ ، ثُمَّ أتى‏ دارَهُ غُدوَةً وقَد أتى‏ حَمّامَهُ ، فَأَخبَرَ مَولىً لَهُ بِما كانَ مِن أمانِهِ وبِما اُريدَ بِهِ ، فَقالَ لَهُ مَولاهُ : وأيُّ حَدَثٍ أعظَمُ مِمّا صَنَعتَ ، إنَّكَ تَرَكتَ رَحلَكَ وأهلَكَ وأقبَلتَ إلى‏ هاهُنا ، اِرجِع إلى‏ رَحلِكَ ، لا تَجعَلَنَّ لِلرَّجُلِ عَلَيكَ سَبيلاً ، فَرَجَعَ إلى‏ مَنزِلِهِ وأتَى المُختارَ بِانِطلاقِهِ ، فَقالَ : كَلّا إنَّ في عُنُقِهِ سِلسِلَةً سَتَرُدَّهُ لَو جَهَدَ أن يَنطَلِقَ مَا استَطاعَ .
قالَ : وأصبَحَ المُختارُ ، فَبَعَثَ إلَيهِ أبا عَمرَةَ وأمَرَهُ أن يَأتِيَهُ بِهِ ، فَجاءَهُ حَتّى‏ دَخَلَ عَلَيهِ ، فَقالَ : أجِبِ الأَميرِ ، فَقامَ عُمَرُ ، فَعَثَرَ في جُبَّةٍ لَهُ ، ويَضرِبُهُ أبو عَمرَةَ بسِيَفِهِ فَقَتَلَهُ ، وجاءَ بِرَأسِهِ في أسفَلِ قَبائِهِ حَتّى‏ وَضَعَهُ بَينَ يَدَيِ المُختارِ .
فَقالَ المُختارُ لِابنِهِ حَفصِ بنِ عُمَرِ بنِ سَعدٍ ، وهُوَ جالِسٌ عِندَهُ : أتَعرِفُ هذَا الرَّأسَ ؟ فَاستَرجَعَ وقالَ : نَعَم ، ولا خَيرَ فِي العَيشِ بَعدَهُ .
قالَ لَهُ المُختارُ : صَدَقتَ ، فَإِنَّكَ لا تَعيشُ بَعدَهُ ، فَأَمَرَ بِهِ فَقُتِلَ ، وإذا رَأسُهُ مَعَ رَأسِ أبيهِ .
ثُمَّ إنَّ المُختارَ قالَ : هذا بِحُسَينٍ عليه السلام ، وهذا بِعَلِيِّ بنِ حُسَينٍ عليه السلام ولا سَواءَ ، وَاللَّهِ ، لَو قَتَلتُ بِهِ ثَلاثَةَ أرباعِ قُرَيشٍ ما وَفَوا أنمُلَةً مِن أنامِلِهِ . ۱

۱۸۱۵.الأخبار الطوال : إنَّ شِمرَ بنَ ذِي الجَوشَنِ ، وعُمَرَ بنَ سَعدٍ ، ومُحَمَّدَ بنَ الأَشعَثِ ، وأخاهُ

1.تاريخ الطبري : ج ۶ ص ۶۰ ، تاريخ دمشق : ج ۴۵ ص ۵۶ ؛ ذوب النّضار : ص ۱۲۶ عن عمر بن الهيثم نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۳۷۷ وراجع : التاريخ الصغير : ج ۱ ص ۱۷۷ والبداية والنهاية : ج ۸ ص ۲۷۳ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14246
صفحه از 952
پرینت  ارسال به