651
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني

ابنُ زِيادٍ لَعَنَهُ اللَّهُ عَلى‏ ما وَصَفَ ابنُ الأَشتَرِ ، فَاحتَزَّ رَأسَهُ ، وَاستَوقَدوا عامَّةَ اللَّيلِ بِجَسَدِهِ ، فَنَظَرَ إلَيهِ مِهرانُ مَولى‏ زِيادٍ وكانَ يُحِبُّهُ حُبّاً شَديداً ، فَحَلَفَ ألا يَأكُلَ شَحماً أبَداً .
وأصبَحَ النّاسُ فَحَوَوا ما فِي العَسكَرِ ، وهَرَبَ غُلامٌ لِعُبَيدِ اللَّهِ إلَى الشّامِ ، فَقالَ لَهُ عَبدُ المَلِكِ بنِ مَروانَ : مَتى‏ عَهدُكَ بِابنِ زِيادٍ ؟ فَقالَ : جالَ النّاسُ وتَقَدَّمَ فَقاتَلَ ، وقالَ : ايتِني بِجَرَّةٍ فيها ماءٌ ، فَأَتَيتُهُ فَاحتَمَلَها ، فَشَرِبَ مِنها ، وصَبَّ الماءَ بَينَ دِرعِهِ وجَسَدِهِ ، وصَبَّ عَلى‏ ناصِيَةِ فَرَسِهِ ، فَصَهَلَ ثُمَّ أقحَمَهُ ، فَهذا آخِرُ عَهدي بِهِ .
قالَ : وبَعَثَ ابنُ الأَشتَرِ بِرَأسِ ابنِ زِيادٍ إلَى المُختارِ وأعيانِ مَن كانَ مَعَهُ ، فَقُدِمَ بِالرُّؤوسِ وَالمُختارُ يَتَغَدّى‏ ، فَاُلِقيَت بَينَ يَدَيهِ .
فَقالَ : الحَمدُ للَّهِ‏ِ رَبِّ العالَمينَ ، وُضِعَ رَأسُ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام بَينَ يَدَيِ ابنِ زِيادٍ لَعَنَهُ اللَّهُ وهُوَ يَتَغَدّى‏ ، واُتيتُ بِرَأسِ ابنِ زِيادٍ وأنَا أتَغَدّى‏ .
قالَ : رَأَينا حَيَّةً بَيضاءَ تَخَلَّلُ الرُّؤوسَ حَتّى‏ دَخَلَت في أنفِ ابنِ زِيادٍ وخَرَجَت مِن اُذُنِهِ ، ودَخَلَت في اُذُنِهِ وخَرَجَت مِن أنفِهِ .
فَلَمّا فَرَغَ المُختارُ مِنَ الغَداءِ ، قامَ فَوَطِئَ وَجهَ ابنِ زِيادٍ بِنَعلِهِ ، ثُمَّ رَمى‏ بِها إلى‏ مَولىً لَهُ ، وقالَ : اِغسِلها ، فَإِنّي وَضَعتُها عَلى‏ وَجهٍ نَجِسٍ كافِرٍ ... .
فَبَعَثَ بِرَأسِ ابنِ زِيادٍ إلى‏ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام ، فَاُدخِلَ عَلَيهِ وهُوَ يَتَغَدّى‏ ، فَقالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام :
اُدخِلتُ عَلَى ابنِ زِيادٍ وهُوَ يَتَغَدّى‏ ، ورَأسُ أبي بَينَ يَدَيهِ ، فَقُلتُ : اللَّهُمَّ لا تُمِتني حَتّى‏ تُرِيَني رَأسَ ابنِ زِيادٍ وأنَا أتَغَدّى‏ ، فَالحَمدُ للَّهِ‏ِ الَّذي أجابَ دَعوَتي ، ثُمَّ أمَرَ فَرُمِيَ بِهِ ، فَحُمِلَ إلَى ابنِ الزُّبَيرِ ، فَوَضَعَهُ ابنُ الزُّبَيرِ عَلى‏ قَصَبَةٍ ، فَحَرَّكَتهَا الرّيحُ فَسَقَطَ ، فَخَرَجَت حَيَّةٌ مِن تَحتِ الستِّارِ ، فَأَخَذَت بِأَنفِهِ ، فَأَعادُوا القَصَبَةَ ، فَحَرَّكَتهَا الرّيحُ


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
650

الَّذي نَصَبَ فيهِ رَأسَ الحُسَينِ عليه السلام ، ثُمَّ ألقاهُ فِي اليَومِ الثّاني فِي الرُّحبَةِ ۱ مَعَ الرُّؤوسِ . ۲

۱۷۹۷.المعجم الكبير عن عبد الملك بن عمير : دَخَلتُ عَلى‏ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ وإذا رَأسُ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام قُدّامَهُ عَلى‏ تُرسٍ ۳ ، فَوَ اللَّهِ ، ما لَبِثتُ إلّا قَليلاً حَتّى‏ دَخَلتُ عَلَى المُختارِ ، فَإِذا رَأسُ عُبَيدِ اللَّهِ بنُ زِيادٍ عَلى‏ تُرسٍ . ۴

۱۷۹۸.سنن الترمذي عن عمارة بن عُمير : لَمّا جي‏ءَ بِرَأسِ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ وأصحابِهِ ، نُضِّدَت ۵ فِي المَسجِدِ فِي الرَّحَبَةِ ، فَانتَهَيتُ إلَيهِم وهُم يَقولونَ : قَد جاءَت ، قَد جاءَت ، فَإِذا حَيَّةٌ قَد جاءَت تَخَلَّلُ الرُّؤوسَ حَتّى‏ دَخَلَت في مِنخَرَي عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ ، فَمَكَثَت هُنَيهَةً ، ۶ ثُمَّ خَرَجَت ، فَذَهَبَت حَتّى‏ تَغَيَّبَت ، ثُمَّ قالوا : قَد جاءَت ، قَد جاءَت ، فَفَعَلَت ذلِكَ مَرَّتَينِ أو ثَلاثاً . ۷

۱۷۹۹.الأمالي للطوسي عن المدائني عن رجاله - في قِيامِ المُختارِ - : قالَ ابنُ الأَشتَرِ : إنّي رَأَيتُ بَعدَمَا انكَشَفَ النّاسُ طائِفَةً مِنهُم قَد صَبَرَت تُقاتِلُ ، فَأَقدَمتُ عَلَيهِم ، وأقبَلَ رَجُلٌ آخَرُ في كَبكَبَةٍ كَأَنَّهُ بَغلٌ أقمَرُ ، يَفرِي النّاسَ ، لا يَدنو مِنهُ أحَدٌ إلّا صَرَعَهُ ، فَدَنا مِنّي ، فَضَرَبتُ يَدَهُ فَأَبَنتُها ، وسَقَطَ عَلى‏ شاطِئِ النَّهرِ ، فَشُرِّقَت يَداهُ وغُرِّبَت رِجلاهُ ، فَقَتَلتُهُ ووَجَدتُ مِنهُ ريحَ المِسكِ ، وأظُنُّهُ ابنَ زِيادٍ ، فَاطلُبوهُ ، فَجاءَ رَجُلٌ ، فَنَزَعَ خُفَّيهِ وتَأَمَّلَهُ ، فَإِذا هُوَ

1.الرُّحبَة : مَحَلّة بالكوفة (القاموس المحيط : ج ۱ ص ۷۲ «رحب») .

2.تذكرة الخواصّ : ص ۲۸۶ وراجع : المحبّر : ص ۴۹۱ وتاريخ دمشق : ج ۳۷ ص ۴۵۹ .

3.التُّرْس من السلاح : المتوقّى بها ، معروف (لسان العرب : ج ۶ ص ۳۲ «ترس») .

4.المعجم الكبير : ج‏۳ ص‏۱۲۵ الرقم‏۲۸۷۷ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۹۶ ، تاريخ دمشق : ج ۵۸ ص ۲۴۵ نحوه .

5.تُنضَدُ : أي يُجعَلُ بعضها [ أي الرؤوس ] فوق بعض (النهاية : ج ۵ ص ۷۱ «نضد») .

6.مَكَثَ هُنَيهَةً : أي ساعةً لَطيفةً ، والهمز خَطَأ (المصباح المنير : ص ۶۴۱ «هن»).

7.سنن الترمذي : ج ۵ ص ۶۶۰ الرقم ۳۷۸۰ ، المعجم الكبير : ج ۳ ص ۱۱۳ الرقم ۲۸۳۲ ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۵۴۹ ، تاريخ دمشق : ج ۳۷ ص ۴۶۱ ؛ ثواب الأعمال : ص ۲۶۰ الرقم ۹ نحوه وراجع : بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۳۸۵ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14153
صفحه از 952
پرینت  ارسال به