إسرائيلَ ، هذَا ابنُ زِيادٍ قاتِلُ الحُسَينِ عليه السلام ، الَّذي حالَ بَينَهُ وبَينَ ماءِ الفُراتِ أن يَشرَبَ مِنهُ هُوَ وأولادُهُ ونِساؤُهُ ، ومَنَعَهُ أن يَنصَرِفَ إلى بَلَدِهِ ، أو يَأتِيَ يَزيدَ بنَ مُعاوِيَةَ حَتّى قَتَلَهُ .
وَيحَكُم ! اشفوا صُدورَكُم مِنهُ ، وَاروُوا رِماحَكُم وسُيوفَكُم مِن دَمِهِ ، هذَا الَّذي فَعَلَ في آلِ نَبِيِّكُم ما فَعَلَ ، قَد جاءَكُمُ اللَّهُ بِهِ . ثُمَّ أكثَرَ مِن هذَا القَولِ وأمثالِهِ ، ثُمَّ نَزَلَ تَحتَ رايَتِهِ .
وأقبَلَ ابنُ زِيادٍ في خَيلِهِ ورِجلِهِ في جَيشٍ كَثيفٍ ، قَد جَعَلَ عَلى مَيمَنَتِهِ حُصَينَ بنَ نُمَيرٍ ، وعَلَى المَيسَرَةِ عُمَيرَ بنَ الحُبابِ السُّلَمِيَّ - وكانَ قَدِ اجتَمَعَ بِابنِ الأَشتَرِ ووَعَدَهُ أنَّهُ مَعَهُ ، وأَنَّهُ سَيَنهَزِمُ بِالنّاسِ غَداً - وعَلى خَيلِ ابنِ زِيادٍ شُرَحبيلُ بنُ الكِلاعِ ، وَابنُ زِيادٍ فِي الرَّجّالَةِ يَمشي مَعَهُم . فَما كانَ إلّا أن تَواقَفَا الفَريقانِ حَتّى حَمَلَ حُصَينُ بنُ نُمَيرٍ بِالمَيمَنَةِ عَلى مَيسَرَةِ أهلِ العِراقِ فَهَزَمَها ، وقَتَلَ أميرَها عَلِيَّ بنَ مالِكٍ الجُشَمِيَّ ، فَأَخَذَ رايَتَهُ مِن بَعدِهِ وَلَدُهُ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ فَقُتِلَ أيضاً ، وَاستَمَرَّتِ المَيسَرَةُ ذاهِبَةً .
فَجَعَلَ الأَشتَرُ يُناديهِم : إلَيَّ يا شُرطَةَ اللَّهِ ، أنَا ابنُ الأَشتَرِ ، وقَد كَشَفَ عَن رَأسِهِ لِيَعرِفوهُ ، فَالتاثوا بِهِ ، وَانعَطَفوا عَلَيهِ ، وَاجتَمَعوا إلَيهِ ، ثُمَّ حَمَلَت مَيمَنَةُ أهلِ الكوفَةِ ... فَجَعَلَ يَقتُلُهُم كَما يُقتَلُ الحُملانِ ۱ ، وَاتَّبَعَهُم بِنَفسِهِ ومَن مَعَهُ مِنَ الشُّجعانِ ، وثَبَتَ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ في مَوقِفِهِ حَتَّى اجتازَ بِهِ ابنُ الأَشتَرِ ، فَقَتَلَهُ وهُوَ لا يَعرِفُهُ ... . ۲
۱۷۹۶.تذكرة الخواصّ عن ابن جرير - في ذكر أحداثِ ما بَعدَ قَتلِ ابنِ زِيادٍ - : بَعَثَ ابنُ الأَشتَرِ بِرَأسِ ابنِ زِيادٍ إلَى المُختارِ ، فَجَلَسَ فِي القَصرِ ، واُلقِيَتِ الرُّؤوسُ بَينَ يَدَيهِ ، فَأَلقاها فِي المَكانِ الَّذي وُضِعَ فيهِ رَأسُ الحُسَينِ عليه السلام وأصحابِهِ ، ونَصَبَ المُختارُ رَأسَ ابنِ زِيادٍ فِي المَكانِ