639
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني

بَلى‏ ، فَأَحدَرَ إلَيهِمُ الدَّنانيرَ ، فَجاؤوا بِالنَّقّادِ ووُزِنَتِ الدَّنانيرُ ونُقِدَت ، ثُمَّ جُعِلَت في جِرابٍ وخُتِمَ عَلَيهِ ، ثُمَّ اُدخِلَ الصُّندوقَ ، وشالوا إلَيهِ الرَّأسَ ، فَغَسَلَهُ الدَّيرانِيُّ ، ووَضَعَهُ عَلى‏ فَخِذِهِ ، وجَعَلَ يَبكِي اللَّيلَ كُلَّهُ عَلَيهِ ، فَلَمّا أن أسفَرَ عَلَيهِ الصُّبحُ ، قالَ : يا رَأسُ ، لا أملِكُ إلّا نَفسي ، وأنَا أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ جَدَّكَ رَسولُ اللَّهِ ، فَأَسلَمَ النَّصرانِيُّ ، وصارَ مَولىً لِلحُسَينِ عليه السلام ، ثُمَّ أحدَرَ الرَّأسَ إلَيهِم ، فَأَعادوهُ إلَى الصُّندوقِ ورَحَلوا .
فَلَمّا قَرُبوا مِن دِمَشقَ قالوا : نُحِبُّ أن نَقسِمَ تِلكَ الدَّنانيرَ ؛ لِأَنَّ يَزيدَ إن رَآها أخَذَها مِنّا ، فَفَتَحُوا الصُّندوقَ ، وأخرَجُوا الجِرابَ بِخَتمِهِ وفَتَحوهُ ، فَإِذَا الدَّنانيرُ كُلُّها قَد تَحَوَّلَت خَزَفاً ، وإذا عَلى‏ جانِبٍ مِنَ الجانِبَينِ مِنَ السِّكَّةِ مَكتوبٌ : (وَ لَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَفِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّلِمُونَ)۱ ، وعَلَى الجانِبِ الآخَرِ : (وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَىَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ)۲ .
قالوا : قَدِ افتَضَحنا وَاللَّهِ ، ثُمَّ رَمَوها في بَرَدى‏ ۳ - نَهرٍ لَهُم - فَمِنهُم مَن تابَ مِن ذلِكَ الفِعلِ لِما رَأى‏ ، ومِنهُم مَن بَقِيَ عَلى‏ إصرارِهِ . وكانَ رَئيسُ مَن بَقِيَ عَلى‏ ذلِكَ الإِصرارِ سِنانَ بنَ أنَسٍ النَّخَعِيَّ . ۴

راجع : ص ۳۹۷ (القسم السادس / الفصل الخامس / إسلام الراهب النصراني) .

۵ / ۳

رَأسُ الجالوتِ ۵

۱۷۸۰.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) عن أبي الأسود محمّد بن عبد الرحمن : لَقِيَني رَأسُ الجالوت ، فَقالَ : وَاللَّهِ ، إنَّ بَيني وبَينَ داوودَ عليه السلام لَسَبعينَ أباً ، وإنَّ اليَهودَ لَتَلقاني ،

1.إبراهيم : ۴۲ .

2.الشعراء : ۲۲۷ .

3.بَرَدَى ، بثلاث فتحات : أعظم أنهر دمشق الذي يدخل هذه المدينة من جهة الشمال (معجم البلدان : ج ۱ ص ۳۷۸) ، جغرافياى تاريخى كشورهاى اسلامى (بالفارسية) : ج ۲ ص ۳۸ .

4.الثقات لابن حبّان : ج ۲ ص ۳۱۲ .

5.رأس الجالُوت : كبيرهم - اليهود - (مجمع البحرين : ج ۲ ص ۶۵۳ «رأس»).


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
638

الجَزايِرِ دَيراً ۱ فيهِ حافِرُ حِمارٍ رَكِبَهُ عيسَى السَّيِّدُ المَسيحُ عليه السلام ، ونَحنُ نَحُجُّ إلَيهِ في كُلِّ عامٍ مِنَ الأَقطارِ ، ونَنذِرُ لَهُ النُّذورَ ، ونُعَظِّمُهُ كَما تُعَظِّمونَ كعبَتَكُم ، فَأَشهَدُ أنَّكُم عَلى‏ باطِلٍ ، ثُمَّ قامَ ولَم يَعُد إلَيهِ . ۲

راجع : ص ۵۱۷ (القسم السادس / الفصل السابع / احتجاج رسول ملك الروم على يزيد) .

۵ / ۲

الدَّيرانِيُ‏

۱۷۷۹.الثقات لابن حبّان : أنفَذَ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ رَأسَ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام إلَى الشّامِ مَعَ اُسارَى النِّساءِ وَالصِّبيانِ مِن أهلِ بَيتِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله عَلى‏ أقتابٍ ، مُكَشَّفاتِ الوُجوهِ وَالشُّعورِ ، فَكانوا إذا نَزَلوا مَنزِلاً أخرَجُوا الرَّأسَ مِنَ الصُّندوقِ ، وجَعَلوهُ في رُمحٍ ، وحَرَسوهُ إلى‏ وَقتِ الرَّحيلِ ، ثُمَّ أُعيدَ الرَّأسُ إلَى الصُّندوقِ ورَحَلوا ، فَبَينا هُم كَذلِكَ إذ نَزَلوا بَعضَ المَنازِلِ ، وإذا فيهِ دَيرُ راهِبٍ ، فَأَخرَجُوا الرَّأسَ عَلى‏ عادَتِهِم ، وجَعَلوهُ فِي الرُّمحِ ، وأسنَدُوا الرُّمحَ إلَى الدَّيرِ .
فَرَأَى الدَّيرانِيُّ بِاللَّيلِ نوراً ساطِعاً مِن دَيرِهِ إلَى السَّماءِ ، فَأَشرَفَ عَلَى القَومِ ، وقالَ لَهُم : مَن أنتُم ؟ قالوا : نَحنُ أهلُ الشّامِ ، قالَ : وهذا رَأسُ مَن هُوَ ؟ قالوا : رَأسُ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ ، قالَ : بِئسَ القَومُ أنتُم ، وَاللَّهِ ، لَو كانَ لِعيسى‏ عليه السلام وَلَدٌ لَأَدخَلناهُ أحداقَنا .
ثُمَّ قالَ : يا قَومُ ، عِندي عَشَرَةُ آلافِ دينارٍ وَرِثتُها مِن أبي وأبي مِن أبيهِ ، فَهَل لَكُم أن تُعطوني هذَا الرَّأسَ لِيَكونَ عِندِي اللَّيلَةَ ، واُعطِيَكُم هذِهِ العَشَرَةَ آلافِ دينارٍ ؟ قالوا :

1.الدَّيْرُ : خان النصارى ، وصاحبه الذي يسكنه ويَعمُره ديّار وديراني (تاج العروس : ج ۶ ص ۴۳۰ «دير») .

2.تذكرة الخواصّ : ص ۲۶۳ وراجع : الفتوح : ج ۵ ص ۱۳۲ ومقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۷۱ والمحاسن : ص ۶۳ والملهوف : ص ۲۲۰ ومثير الأحزان : ص ۱۰۳ والخرائج والجرائح : ج ۲ ص ۵۸۱ وبحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۳۹ و ۱۴۱ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 9949
صفحه از 952
پرینت  ارسال به