63
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني

خَابَ مَنِ افْتَرَى‏) .
ثُمَّ التَفَتَ إلَى الحُسَينِ عليه السلام فَقالَ لَهُ : أفَلا نَروحُ إلى‏ رَبِّنا ونَلحَقُ بِأَصحابِنا ؟
فَقالَ لَهُ : بَل رُح إلى‏ ما هُوَ خَيرٌ لَكَ مِنَ الدنيا وما فيها ، وإلى‏ مُلكٍ لا يَبلى‏ . فَتَقَدَّمَ فَقاتَلَ قِتالَ الأَبطالِ ، وصَبَرَ عَلَى احتِمالِ الأَهوالِ ، حَتّى‏ قُتِلَ رِضوانُ اللَّهِ عَلَيهِ . ۱

۹۳۷.مثير الأحزان : جاءَ حَنظَلَةُ بنُ أسعَدَ الشِّبامِيُّ فَوَقَفَ بَينَ يَدَيِ الحُسَينِ عليه السلام ، يَقيهِ الرِّماحَ وَالسِّهامَ والسُّيوفَ بِوَجهِهِ ونَحرِهِ ، ثُمَّ التَفَتَ إلَى الحُسَينِ عليه السلام ، فَقالَ : أفَلا نَروحُ إلى‏ رَبِّنا ونَلحَقُ ؟
فَقالَ : رُح إلى‏ ما هُوَ خَيرٌ لَكَ مِنَ الدُّنيا وما فيها . فَقاتَلَ قِتالَ الشُّجعانِ ، وصَبَرَ عَلى‏ مَضَضِ ۲ الطِّعانِ ، حَتّى‏ قُتِلَ وألحَقَهُ اللَّهُ بِدارِ الرِّضوانِ . ۳

۳ / ۱۵

زُهَيرُ بنُ القَينِ‏

كان زهير بن القين البجليّ ، ۴ أحد أبرز أصحاب سيّد الشهداء عليه السلام ، وكان يتولّى قيادة جناح الميمنة في عسكر الإمام عليه السلام ، وكان له دور مؤثّر في التصدّي لجيش الكوفة . ۵
يعتبره البلاذريّ عثمانيّ الهوى‏ ، ۶ وقد ناداه الأعداء في عصر تاسوعاء بذلك أيضاً ،

1.الملهوف : ص ۱۶۴ ، الإرشاد : ج ۲ ص ۱۰۵ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۶۴ نحوه وليس فيهما من «ثمّ التفت» إلى «الأهوال» .

2.المَضَضُ : وَجَعُ المصيبة (الصحاح : ج ۳ ص ۱۱۰۶ «مضض») .

3.مثير الأحزان : ص ۶۵ .

4.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۹۲ و ۴۰۴ ، أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۷۸ ، نسب معد : ج ۱ ص ۳۴۵ ، جمهرة أنساب العرب : ص ۳۸۸ وفيهما «زهير بن القين بن الحارث بن عامر بن سعد بن مالك بن ذهل بن عمرو بن يشكر ، قتل مع الحسين بن على بالطفّ» ، الفتوح : ج ۵ ص ۱۰۹ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۷۲ ، رجال الطوسي : ص ۱۰۱ ، الأمالي للصدوق : ص ۲۲۰ و ۲۲۴.

5.راجع : ج ۱ ص ۷۷۷ (الفصل الثاني / المواجهة بين جيش الهدى وجيش الضلالة) .

6.راجع: ج‏۱ ص‏۶۴۲ (القسم الرابع / الفصل السابع/دعوة الإمام عليه السلام زهير بن القين لنصرته في زرود).


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
62

۹۳۵.تاريخ الطبري عن محمّد بن قيس : جاءَ حَنظَلَةُ بنُ أسعَدَ الشَّبامِيُّ ، فَقامَ بَينَ يَدَي حُسَينٍ عليه السلام فَأَخَذَ يُنادي : (يَقَوْمِ إِنِّى أَخَافُ عَلَيْكُم مِّثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ * مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَ عَادٍ وَ ثَمُودَ وَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ وَ مَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعِبَادِ * وَ يَقَوْمِ إِنِّى أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ * يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَ مَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) ۱ ، يا قَومِ [لا] ۲ تَقتُلوا حُسَيناً فَيُسحِتَكُمُ ۳ اللَّهُ بِعَذابٍ (وَ قَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى‏)۴ .
فَقالَ لَهُ حُسَينٌ عليه السلام : يَابنَ أسعَدَ ! رَحِمَكَ اللَّهُ ! إنَّهُم قَدِ استَوجَبُوا العَذابَ حينَ رَدّوا عَلَيكَ ما دَعَوتَهُم إلَيهِ مِنَ الحَقِّ ، ونَهَضوا إلَيكَ لِيَستَبيحوكَ وأصحابَكَ ، فَكَيفَ بِهِمُ الآنَ وقَد قَتَلوا إخوانَكَ الصّالِحينَ ؟!
قالَ : صَدَقتَ جُعِلتُ فِداكَ ! أنتَ أفقَهُ مِنّي وأحَقُّ بِذلِكَ ، أفَلا نَروحُ إلَى الآخِرَةِ ونَلحَقُ بِإِخوانِنا ؟
فَقالَ : رُح إلى‏ خَيرٍ مِنَ الدُّنيا وما فيها ، وإلى‏ مُلكٍ لا يَبلى‏ .
فَقالَ : السَّلامُ عَلَيكَ أبا عَبدِ اللَّهِ ! صَلَّى اللَّهُ عَلَيكَ وعلَى‏ أهلِ بَيتِكَ ، وعَرَّفَ بَينَنا وبَينَكَ في جَنَّتِهِ . فَقالَ : آمينَ آمينَ ! فَاستَقدَمَ فَقاتَلَ حَتّى‏ قُتِلَ . ۵

۹۳۶.الملهوف : جاءَ حَنظَلَةُ بنُ سَعدٍ الشِّبامِيُّ ، فَوَقَفَ بَينَ يَدَيِ الحُسَينِ عليه السلام يَقيهِ السِّهامَ وَالسُّيوفَ وَالرِّماحَ بِوَجهِهِ ونَحرِهِ ، وأخَذَ يُنادي : (يَقَوْمِ إِنِّى أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ) ، يا قَومِ لا تَقتُلوا حُسَيناً فَيُسحِتَكُمُ اللَّهُ بِعَذابٍ (وَ قَدْ

1.غافر : ۳۰ - ۳۳ .

2.ما بين المعقوفين سقط من المصدر، وأثبتناه من المصادر الاُخرى .

3.يسحتكم : يستأصلكم (لسان العرب : ج ۲ ص ۴۱ «سحت») .

4.طه : ۶۱ .

5.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۴۳ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۶۸ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۲۴ بزيادة «يقيه السهام والرماح والسيوف بوجهه ونحره» بعد «فقام بين يدي حسين عليه السلام» وكلاهما نحوه ؛ بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۲۳ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 9796
صفحه از 952
پرینت  ارسال به