الفصل الثاني : صدى قتل الإمام فيمن شارك في قتله
۲ / ۱
يَزيدُ بنُ مُعاوِيَةَ ۱
۱۷۴۱.تاريخ الطبري عن يونس بن حبيب الجرمي : لَمّا قَتَلَ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ عليه السلام وبَني أبيهِ ، بَعَثَ بِرُؤوسِهِم إلى يَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ ، فَسُرَّ بِقَتلِهِم أوَّلاً ، وحَسُنَت بِذلِكَ مَنزِلَةُ عُبَيدِ اللَّهِ عِندَهُ ، ثُمَّ لَم يَلبَث إلّا قَليلاً حَتّى نَدِمَ عَلى قَتلِ الحُسَينِ عليه السلام ، فَكانَ يَقولُ : وما كانَ عَلَيَّ لَوِ احتَمَلتُ الأَذى وأنزَلتُهُ مَعي في داري وحَكَّمتُهُ فيما يُريدُ ، وإن كانَ عَلَيَّ في ذلِكَ وكَفٌ ۲ ووَهنٌ ۳ في سُلطاني ؛ حِفظاً لِرَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، ورِعايَةً لِحَقِّهِ وقَرابَتِهِ .
لَعَنَ اللَّهُ ابنَ مَرجانَةَ ، فَإِنَّهُ أخرَجَهُ وَاضطَرَّهُ ، وقَد كانَ سَأَلَهُ أن يُخَلِّيَ سَبيلَهُ ويَرجِعَ ، فَلَم يَفعَل أو يَضَعَ يَدَهُ في يَدي ، أو يَلحَقَ بِثَغرٍ مِن ثُغورِ المُسلِمينَ حَتّى يَتَوَفّاهُ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ ، فَلَم يَفعَل ، فَأَبى ذلِكَ ورَدَّهُ عَلَيهِ وقَتَلَهُ ، فَبَغَّضَني بِقَتلِهِ إلَى المُسلِمينَ ، وزَرَعَ لي في قُلوبِهِمُ العَداوَةَ ، فَبَغَضَنِي البَرُّ وَالفاجِرُ بِما استَعظَمَ النّاسُ مِن قَتلي حُسَيناً ، ما لي
1.راجع : ص ۶۴۱ (الفصل السادس / يزيد بن معاوية) .
2.وَكَفٌ : أي منقصة وعيب (الصحاح : ج ۴ ص ۱۴۴۱ «وكف») .
3.الوَهْنُ : الضَعْفُ (الصحاح : ج ۶ ص ۲۲۱۵ «وهن») .