603
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني

فَكَتَبَ إلَيهِ يَزيدُ : يا أحمَقُ ، فَإِنّا جِئنا إلى‏ بُيوتٍ مُتَّخِذَةٍ ، وفُرُشٍ مُمَهَّدَةٍ ، ووَسائِدَ مُنَضَّدَةٍ ، فَقاتَلنا عَلَيها ، فَإِن يَكُنِ الحَقُّ لَنا فَعَن حَقِّنا قاتَلنا ، وإن يَكُنِ الحَقُّ لِغَيرِنا ، فَأَبوكَ أوَّلُ مَن سَنَّ هذا وآثَرَ وَاستَأثَرَ بِالحَقِّ عَلى‏ أهلِهِ . ۱

۱ / ۱۰

عَبدُ اللَّهِ بنُ عَمرِو بنِ العاصِ ۲

۱۷۱۴.أخبار مكّة للأزرقي عن ابن خيثم عن عبيد اللَّه بن سعد : أنَّهُ دَخَلَ مَعَ عَبدِ اللَّهِ بنِ عَمرِو بنِ العاصِ المَسجِدَ الحَرامَ ، وَالكَعبَةُ مُحرَقَةٌ ، حينَ أدبَرَ جَيشُ الحُصَينِ بنِ نُمَيرٍ ، وَالكَعبَةُ تَتَناثَرُ حِجارَتُها ، فَوَقَفَ ومَعَهُ ناسٌ غَيرُ قَليلٍ ، فَبَكى‏ ، حَتّى‏ أنّي لَأَنظُرُ إلى‏ دُموعِهِ تَحدُرُ كُحلاً في عَينَيهِ مِن إثمِدٍ ، كَأَنَّهُ رُؤوسُ الذُّبابِ عَلى‏ وَجنَتَيهِ .
فَقالَ : يا أيُّهَا النّاسُ ! وَاللَّهِ ، لَو أنَّ أبا هُرَيرَةَ أخبَرَكُم أنَّكُم قاتِلو ابنِ نَبِيِّكُم ، بَعدَ نَبِيِّكُم ، ومُحرِقو بَيتِ رَبِّكُم ، لَقُلتُم : ما مِن أحَدٍ أكذَبُ مِن أبي هُرَيرَةَ ، أنَحنُ نَقتُلُ ابنَ نَبِيِّنا ، ونُحرِقُ بَيتَ رَبِّنا ؟ فَقَد - وَاللَّهِ - فَعَلتُم ! لَقَد قَتَلتُم ابنَ نَبِيِّكُم ، وحَرَقتُم بَيتَ اللَّهِ ، فَانتَظِرُوا النَّقِمَةَ ، فَوَالَّذي نَفسُ عَبدِ اللَّهِ بنِ عَمروٍ بِيَدِهِ ، لَيُلبِسَنَّكُمُ اللَّهُ شِيَعاً ، ولَيُذيقَنَّ بَعضَكُم بَأسَ بَعضٍ ، يَقولُها ثَلاثاً ، ثُمَّ رَفَعَ صَوتَهُ فِي المَسجِدِ ، فَما فِي المَسجِدِ أحَدٌ إلّا وهُوَ يَفهَمُ ما يَقولُ : فَإِن لَم يَكُن يَفهَمُ فَإِنَّهُ يَسمَعُ رَجعَ صَوتِهِ ، فَقالَ :
أينَ الآمِرونَ بِالمَعروفِ وَالنّاهونَ عَنِ المُنكَرِ ؟ فَوَالَّذي نَفسُ عَبدِ اللَّهِ بنِ عَمروٍ بِيَدِهِ ،

1.الطرائف : ص ۲۴۷ الرقم ۳۴۸ نقلاً عن البلاذري في تاريخه ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۳۲۸ .

2.عبداللَّه بن عمرو بن العاص القرشيّ السهميّ ، أبو محمّد صحابيّ ، أسلم قبل أبيه، كان بينه وبين أبيه إحدى عشرة سنة! شهد مع أبيه صفّين وقاتل وندم بعدها ، ولّاه معاوية الكوفة مدّة قصيرة. كلّفه معاوية أن يكتب جواب الحسين عليه السلام بما تصغر به نفسه ، وامتنع من بيعة يزيد و انزوى بجهة عسقلان منقطعاً للعبادة ، و عمي في آخر عمره. اختلفوا في مكان وسنة وفاته (راجع : الطبقات الكبرى: ج ۴ ص ۲۶۱ - ۲۶۸ والتاريخ الكبير : ج ۵ ص ۵ و الإصابة : ج ۴ ص ۱۶۵ واُسد الغابة : ج ۳ ص ۳۴۵ ورجال الكشّي : ج ۱ ص ۲۵۹ ورجال الطوسي : ص ۴۳) .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
602

۱۷۱۰.سنن الترمذي عن عبد الرحمن بن أبي نُعْم : إنَّ رَجُلاً مِن أهلِ العِراقِ سَأَلَ ابنَ عُمَرَ عَن دَمِ البَعوضِ يُصيبُ الثَّوبَ ، فَقالَ ابنُ عُمَرَ : اُنظُروا إلى‏ هذا يَسأَلُ عَن دَمِ البَعوضِ وقَد قَتَلُوا ابنَ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله !
وسَمِعتُ رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله يَقولُ : إنَّ الحَسَنَ وَالحُسَينَ هُما رَيحانَتايَ مِنَ الدُّنيا . ۱

۱۷۱۱.مسند ابن حنبل عن محمّد بن أبي يعقوب : سَمِعتُ ابنَ أبي نُعمٍ يَقولُ : شَهِدتُ ابنَ عُمَرَ ، وسَأَلَهُ رَجُلٌ مِن أهلِ العِراقِ عَن مُحرِمٍ قَتَلَ ذُباباً .
فَقالَ : يا أهلَ العِراقِ ! تَسأَلوني عَن مُحرِمٍ قَتَلَ ذُباباً ، وقَد قَتَلتُمُ ابنَ بِنتِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، وقَد قالَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : هُما رَيحانَتَيَّ مِنَ الدُّنيا ؟! ۲

۱۷۱۲.أنساب الأشراف عن أبي اليقظان : سَمِعَ [عَبدُ اللَّهِ بنُ عُمَرَ] رَجُلاً مِن أهلِ العِراقِ يَستَفتي في مُحرِمٍ قَتَلَ جَرادَةً ، وآخَرُ يَستَفتي في قَتلِ قَملَةٍ ، وآخَرُ يَستَفتي في نَملَةٍ .
فَقالَ : وا عَجَباً لِأَهلِ العِراقِ ! يَقتُلونَ ابنَ بِنتِ نَبِيِّهِم ، ويَستَفتونَ في قَتلِ الجَرادَةِ ، وَالقَملَةِ ، وَالنَّملَةِ !! ۳

۱۷۱۳.الطرائف : لَمّا قُتِلَ الحُسَينُ بنُ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام كَتَبَ عَبدُ اللَّهِ بنُ عُمَرَ إلى‏ يَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ :
أمّا بَعدُ ، فَقَد عَظُمَتِ الرَّزِيَّةُ ، وجَلَّتِ المُصيبَةُ ، وحَدَثَ فِي الإِسلامِ حَدَثٌ عَظيمٌ ، ولا يَومَ كَيَومِ الحُسَينِ .

1.سنن الترمذي : ج ۵ ص ۶۵۷ ح ۳۷۷۰ ، تهذيب الكمال : ج ۶ ص ۴۰۰ ، خصائص أمير المؤمنين للنسائي : ص ۲۵۹ ، تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۱۲۹ ح ۳۴۱۹ كلاهما نحوه ؛ العمدة : ص ۴۰۱ ح ۸۱۵ ، روضة الواعظين : ص ۱۷۴ ، كشف الغمّة : ج ۲ ص ۲۲۲ وليس فيها «يصيب الثوب» .

2.مسند ابن حنبل: ج ۲ ص ۵۳۵ ح ۶۴۱۵ .

3.أنساب الأشراف : ج ۱۰ ص ۴۴۷ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 9890
صفحه از 952
پرینت  ارسال به