الزُّبَيرِ أنَّهُ قَد قَوِيَ ظَهرُهُ بِهؤُلاءِ الخَلقِ الَّذينَ قَد بايَعوهُ ، أظهَرَ عَيبَ يَزيدَ سِّراً وجَهراً ، وجَعَلَ يَلعَنُهُ ، ويَقولُ فيهِ وفي بَني اُمَيَّةَ كُلَّ ما قَدَرَ عَلَيهِ مِنَ الكَلامِ القَبيحِ .
ثُمَّ إنَّهُ كانَ يَصعَدُ المِنبَرَ ، فَيَقولُ : أيُّهَا النّاسُ ، إنَّكُم قَد عَلِمتُم ما سارَت بِهِ فيكُم بَنو اُمَيَّةَ مِن نَبذِ الكِتابِ وَالسُّنَّةِ، وما سارَ بِهِ مُعاوِيَةُ بنُ أبي سُفيانَ ، أنَّهُ تَأَمَّرَ عَلى هذِهِ الاُمَّةِ بِغَيرِ رِضاً ، وَادَّعى زِيادَ بنَ أبيهِ رَدّاً مِنهُ عَلى رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، وَالنَّبِيُّ صلى اللَّه عليه وآله يَقولُ : «الوَلَدُ لِلفِراشِ ، ولِلعاهِرِ الحَجَرُ» ، فَادَّعى مُعاوِيَةُ زِياداً ، وزَعَمَ أنَّهُ أخوهُ ، وقَتَلَ حُجرَ بنَ عَدِيٍّ الكِندِيَّ ومَن مَعَهُ مِنَ المُسلِمينَ .
ثُمَّ إنَّهُ أخَذَ البَيعَةَ لِابنِهِ يَزيدَ في حَياتِهِ ، ونَقَضَ ما كانَ في عُنُقِهِ مِن بَيعَةِ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليهما السلام ، ثُمَّ هذا يَزيدُ بنُ مُعاوِيَةَ قَد عَلِمتُم ما فَعَلَ بِالحُسَينِ عليه السلام وإخوَتِهِ وأولادِهِ وبَني عَمِّهِ ، قَتَلَهُمكُلَّهُم، وأسَرَ مَن بَقِيَمِنهُم، وحَمَلَهُم إلَىالشّامِ عَلى مَحامِلَ، لَيسَ لَهُم وِطاءٌ، ولا راعى فيهِم حَقَّ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، وهُوَ مَشغولٌ بِلَعبِ الفُهودِ وَالقُرودِ ، وشُربِ الخَمرِ وَالمَعاصي وَالفُجورِ ... . ۱
۱ / ۹
عَبدُ اللَّهِ بنُ عُمَرَ ۲
۱۷۰۹.صحيح البخاري عن ابن أبي نعم : كُنتُ شاهِداً لِابنِ عُمَرَ ، وسَأَلَهُ رَجُلٌ عَن دَمِ البَعوضِ ، فَقالَ : مِمَّن أنتَ ؟ فَقالَ : مِن أهلِ العِراقِ ، قالَ : اُنظُروا إلى هذا يَسأَلُني عَن دَمِ البَعوضِ ، وقَد قَتَلُوا ابنَ النَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وآله ! وسَمِعتُ النَّبِيَّ صلى اللَّه عليه وآله يَقولُ : هُما رَيحانَتايَ مِنَ الدُّنيا . ۳