601
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني

الزُّبَيرِ أنَّهُ قَد قَوِيَ ظَهرُهُ بِهؤُلاءِ الخَلقِ الَّذينَ قَد بايَعوهُ ، أظهَرَ عَيبَ يَزيدَ سِّراً وجَهراً ، وجَعَلَ يَلعَنُهُ ، ويَقولُ فيهِ وفي بَني اُمَيَّةَ كُلَّ ما قَدَرَ عَلَيهِ مِنَ الكَلامِ القَبيحِ .
ثُمَّ إنَّهُ كانَ يَصعَدُ المِنبَرَ ، فَيَقولُ : أيُّهَا النّاسُ ، إنَّكُم قَد عَلِمتُم ما سارَت بِهِ فيكُم بَنو اُمَيَّةَ مِن نَبذِ الكِتابِ وَالسُّنَّةِ، وما سارَ بِهِ مُعاوِيَةُ بنُ أبي سُفيانَ ، أنَّهُ تَأَمَّرَ عَلى‏ هذِهِ الاُمَّةِ بِغَيرِ رِضاً ، وَادَّعى‏ زِيادَ بنَ أبيهِ رَدّاً مِنهُ عَلى‏ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، وَالنَّبِيُّ صلى اللَّه عليه وآله يَقولُ : «الوَلَدُ لِلفِراشِ ، ولِلعاهِرِ الحَجَرُ» ، فَادَّعى‏ مُعاوِيَةُ زِياداً ، وزَعَمَ أنَّهُ أخوهُ ، وقَتَلَ حُجرَ بنَ عَدِيٍّ الكِندِيَّ ومَن مَعَهُ مِنَ المُسلِمينَ .
ثُمَّ إنَّهُ أخَذَ البَيعَةَ لِابنِهِ يَزيدَ في حَياتِهِ ، ونَقَضَ ما كانَ في عُنُقِهِ مِن بَيعَةِ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليهما السلام ، ثُمَّ هذا يَزيدُ بنُ مُعاوِيَةَ قَد عَلِمتُم ما فَعَلَ بِالحُسَينِ عليه السلام وإخوَتِهِ وأولادِهِ وبَني عَمِّهِ ، قَتَلَهُم‏كُلَّهُم، وأسَرَ مَن بَقِيَ‏مِنهُم، وحَمَلَهُم إلَى‏الشّامِ عَلى‏ مَحامِلَ، لَيسَ لَهُم وِطاءٌ، ولا راعى‏ فيهِم حَقَّ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، وهُوَ مَشغولٌ بِلَعبِ الفُهودِ وَالقُرودِ ، وشُربِ الخَمرِ وَالمَعاصي وَالفُجورِ ... . ۱

۱ / ۹

عَبدُ اللَّهِ بنُ عُمَرَ ۲

۱۷۰۹.صحيح البخاري عن ابن أبي نعم : كُنتُ شاهِداً لِابنِ عُمَرَ ، وسَأَلَهُ رَجُلٌ عَن دَمِ البَعوضِ ، فَقالَ : مِمَّن أنتَ ؟ فَقالَ : مِن أهلِ العِراقِ ، قالَ : اُنظُروا إلى‏ هذا يَسأَلُني عَن دَمِ البَعوضِ ، وقَد قَتَلُوا ابنَ النَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وآله ! وسَمِعتُ النَّبِيَّ صلى اللَّه عليه وآله يَقولُ : هُما رَيحانَتايَ مِنَ الدُّنيا . ۳

1.الفتوح : ج ۵ ص ۱۴۹ .

2.راجع : ج ۱ ص ۵۵۵ هامش ۳ .

3.صحيح البخاري : ج ۵ ص ۲۲۳۴ ح ۵۶۴۸ ، الأدب المفرد : ص ۳۸ ح ۸۵ ، مسند ابن حنبل : ج ۲ ص ۴۵۲ ح ۵۹۴۷ ، المعجم الكبير : ج ۳ ص ۱۲۷ ح ۲۸۸۴ ، مسند أبي يعلى : ج ۵ ص ۲۸۷ ح ۵۷۱۳ ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۲۸۱ ، تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۱۲۹ ح ۳۴۲۰ ، أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۴۲۵ نحوه ، كنز العمّال : ج ۱۳ ص ۶۷۳ ح ۳۷۷۱۹ ؛ الأمالي للصدوق : ص ۲۰۷ ح ۲۲۸ ، بحار الأنوار : ج ۴۳ ص ۲۶۲ ح ۵ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
600

حُسَيناً عليه السلام لِيَنصُروهُ ويُوَلّوهُ عَلَيهِم ، فَلَمّا قَدِمَ عَلَيهِم ثاروا عَلَيهِ ۱ ، فَقالوا لَهُ : إمّا أن تَضَعَ يَدَكَ في أيدينا ، فَنَبعَثَ بِكَ إلَى ابنِ زِيادِ بنِ سُمَيَّةَ سِلماً ، فَيُمضِيَ فيكَ حُكمَهُ ، وإمّا أن تُحارِبَ ! فَرَأىَ وَاللَّهِ ، أنَّهُ هُوَ وأصحابُهُ قَليلٌ في كَثيرٍ - وإن كانَ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ لَم يُطلِع عَلَى الغَيبِ أحَداً - أنَّهُ مَقتولٌ ، ولكِنَّهُ اختارَ المِيتَةَ الكَريمَةَ عَلَى الحَياةِ الذَّميمَةِ ، فَرَحِمَ اللَّهُ حُسَيناً عليه السلام ، وأخزى‏ قاتِلَ حُسَينٍ عليه السلام .
لَعَمري ، لَقَد كانَ مِن خِلافِهِم إيّاهُ وعِصيانِهِم ما كانَ في مِثلِهِ واعِظٌ وناهٍ عَنهُم ، ولكِنَّهُ ما حُمَّ ۲ نازِلٌ ، وإذا أرادَ اللَّهُ أمراً لَن يُدفَعَ ، أفَبَعدَ الحُسَينِ عليه السلام نَطمَئِنُّ إلى‏ هؤُلاءِ القَومِ ، ونُصَدِّقُ قَولَهُم ، ونَقبَلُ لَهُم عَهداً ؟ لا ، ولا نَراهُم لِذلِكَ أهلاً .
أما وَاللَّهِ ، لَقَد قَتَلوهُ طَويلاً بِالَّليلِ قيامُهُ ، كَثيراً فِي النَّهارِ صِيامُهُ ، أحَقَّ بِما هُم فيهِ مِنهُم ، وأولى‏ بِهِ فِي الدّينِ وَالفَضلِ .
أما وَاللَّهِ ، ما كانَ يُبَدِّلُ بِالقُرآنِ الغِناءَ ، ولا بِالبُكاءِ مِن خَشيَةِ اللَّهِ الحُداءَ ۳ ، ولا بِالصِّيامِ شُربَ الحَرامِ ، ولا بِالمَجالِسِ في حَلَقِ الذِّكرِ الرَّكضَ في تَطلابِ الصَّيدِ ، - يُعَرِّضُ بِيَزيدَ - فَسَوفَ يَلقَونَ غَيّاً .
فَثار إلَيهِ أصحابُهُ ، فَقالوا لَهُ : أيُّهَا الرَّجُلُ ! أظهِر بَيعَتَكَ ، فَإِنَّهُ لَم يَبقَ أحَدٌ - إذ هَلَكَ حُسَينٌ - يُنازِعُكَ هذَا الأَمرَ ، وقَد كانَ يُبايِعُ النّاسَ سِرّاً ، ويُظهِرُ أنَّهُ عائِذٌ بِالبَيتِ ، فَقالَ لَهُم : لا تَعجَلوا . ۴

۱۷۰۸.الفتوح : جَعَلَ النّاسُ يُبايِعونَ عَبدَ اللَّهِ بنَ الزُّبَيرِ ، حَتّى‏ بايَعَهُ خَلقٌ كَثيرٌ مِن أهلِ الحِجازِ وغَيرُهُم مِن أهلِ الأَمصارِ ، ويَزيدُ بنُ مُعاوِيَةَ لا يَعلَمُ بِشَي‏ءٍ مِن ذلِكَ . حَتّى‏ إذا عَلِمَ ابنُ

1.في المصدر : «إليه» وما أثبتناه من الكامل في التاريخ ، وهو الأنسب للسياق .

2.أحمّ الشي‏ء : إذا قرب ودنا (النهاية : ج ۱ ص ۴۴۵ «حمم») .

3.حدا بالإبل حَدواً وحداءً : إذا غنّى لها (مجمع البحرين : ج ۱ ص ۳۷۶ «حدا») .

4.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۷۴ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۸۵ ، تذكرة الخواص : ص ۲۶۸ نحوه وراجع : البداية والنهاية : ج ۸ ص ۲۱۲ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10433
صفحه از 952
پرینت  ارسال به