59
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني

وقالَ الحُسَينُ عليه السلام : أما وَاللَّهِ يا عُمَرُ ، لَيَكونَنَّ لِما تَرى‏ يَوماً يَسوؤُكَ . ۱

۹۳۲.تذكرة الخواصّ : إنَّهُ [أيِ الإِمامَ الحُسَينَ عليه السلام‏] نادى‏ : يا شَبَثَ بنَ رِبعِيٍّ ، ويا حَجّارَ بنَ أبجَرَ ۲ ، ويا قَيسَ بنَ الأَشعَثِ ، ويا زَيدَ بنَ الحَرثِ ، ويا فُلانُ ، ويا فُلانُ ! ألَم تَكتُبوا إلَيَّ ؟ فَقالوا : ما نَدري ما تَقولُ .
وكانَ الحُرُّ بنُ يَزيدَ اليَربوعِيُّ مِن ساداتِهِم ، فَقالَ لَهُ : بَلى‏ وَاللَّهِ لَقَد كاتَبناكَ ، ۳ ونَحنُ الَّذينَ أقدَمناكَ ، فَأَبعَدَ اللَّهُ الباطِلَ وأهلَهُ ، وَاللَّهِ لا أختارُ الدُّنيا عَلَى الآخِرَةِ ، ثُمَّ ضَرَبَ رَأسَ فَرَسِهِ ودَخَلَ في عَسكَرِ الحُسَينِ عليه السلام .
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : أهلاً بِكَ وسَهلاً ، أنتَ وَاللَّهِ الحُرُّ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ .
ثُمَّ ناداهُمُ الحُرُّ : وَيحَكُم لا اُمَّ لَكُم ! أنتُمُ الَّذينَ أقدَمتُموهُ ، فَلَمّا أتاكُم أسلَمتُموهُ ، فَصارَ كَالأَسيرِ ، ومَنَعتُموهُ وأهلَهُ الماءَ الجارِيَ ، الَّذي تَشرَبُ مِنهُ اليَهودُ وَالنَّصارى‏ وَالمَجوسُ ، ويَتَمَرَّغُ فيهِ خَنازيرُ السَّوادِ ، بِئسَ ما خَلَفتُم مُحَمَّداً في أهلِهِ وذُرِّيَّتِهِ ، وإذا لَم تَنصُروهُ وتَفوا لَهُ بِما حَلَفتُم عَلَيهِ ، فَدَعوهُ يَمضي حَيثُ شاءَ مِن بِلادِ اللَّهِ ، أما أنتُم بِاللَّهِ مُؤمِنونَ ؟ وبِنُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ جَدِّهِ مُصَدِّقونَ ؟ وبِالمَعادِ موقِنونَ ؟ ثُمَّ حَمَلَ وقالَ :

أضرِبُ في أعناقِكُم بِالسَّيفِ‏عَن خَيرِ مَن حَلَّ مِنىً وَالخَيفِ‏
وَقَتَلَ مِنهُم جَماعَةً ، ثُمَّ تَكاثَروا عَلَيهِ فَقَتَلوهُ . ۴

1.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۶۹ وراجع : الأمالي للشجري : ج ۱ ص ۱۶۷ .

2.في المصدر : «الحرّ» ، وهو تصحيف ظاهر .

3.ويُفهم ممّا نُقل حول تلك المحاورات التي جرت بين الإمام عليه السلام والحرّ بعد التقاء الجيشين ، أنّ الحرّ لم يكن ممّن دعا الإمام عليه السلام إلى القدوم ، فالحرّ بحسب الظاهر من أعوان النظام آنذاك ، ولم يكن من المخطّطين لمصير الإمام عليه السلام وقدومه . ولو قبلنا ما جاء في المتن من جواب الحرّ للإمام عليه السلام بالإيجاب ، فإنّما قال ذلك بعدما رأى إحجام القوم عن جواب الإمام عليه السلام ، فكان لسان حالهم .

4.تذكرة الخواصّ : ص ۲۵۱ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
58

۹۳۱.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : أقبَلَ الحُرُّ بنُ يَزيدَ - أحَدُ بَني رِياحِ بنِ يَربوعٍ - عَلى‏ عُمَرَ بنِ سَعدٍ ، فَقالَ : أمُقاتِلٌ أنتَ هذا الرَّجُلَ ؟ قالَ : نَعَم ، قالَ : أما لَكُم في واحِدَةٍ مِن هذِهِ الخِصالِ الَّتي عَرَضَ رِضىً ؟ قالَ : لَو كانَ الأَمرُ إلَيَّ فَعَلتُ .
فَقالَ : سُبحانَ اللَّهِ ! ما أعظَمَ هذا أن يَعرِضَ ابنُ بِنتِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله عَلَيكُم ما يَعرِضُ فَتَأبَونَهُ !! ثُمَّ مالَ إلَى الحُسَينِ عليه السلام فَقاتَلَ مَعَهُ حَتّى‏ قُتِلَ .
فَفي ذلِكَ يَقولُ الشّاعِرُ المُتَوَكِّلُ اللَّيثِيُّ :

لَنِعمَ الحُرُّ حُرُّ بَني رِياحِ‏وحُرٌّ عِندَ مُختَلَفِ الرِّماحِ‏
ونِعمَ الحُرُّ ناداهُ حُسَينٌ‏فَجادَ بِنَفسِهِ عِندَ الصَّباحِ‏

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14099
صفحه از 952
پرینت  ارسال به