585
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني

الحَمدُ للَّهِ الَّذي أدرَكَ لي ثَأري مِن عَدُوّي ، وَجزَى اللَّهُ المُختارَ خَيراً . أُدخِلتُ عَلى‏ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ وهُوَ يَتَغدّى‏ ورَأسُ أبي بَينَ يَدَيهِ ، فَقُلتُ : اللَّهُمَّ لا تُمِتني حَتّى‏ تُرِيَني رَأسَ ابنِ زِيادٍ . ۱
وروي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال :
مَا اكتَحَلَت هاشِمِيَّةٌ وَلا اختَضَبَت ، ولا رُئِيَ في دارِ هاشِمِيٍّ دُخانٌ خَمسَ حِجَجٍ حتّى‏ قُتِلَ عُبيدُ اللَّهِ بنُ زيادٍ لعنه اللَّه . ۲
ولجأ الفارّون من الكوفة إلى والي البصرة مصعب بن الزبير ، ۳ وحرّضوه على محاربة المختار . فاستعدّ مصعب للحرب ، ۴ والتقى الجيشان، ولكنّ المختار تكبّد في هذه المرّة خسائر فادحة ، وحاصره العدوّ في دار الإمارة، وقُتل خلال الحرب، واستسلم الباقون من أنصاره . ۵
واستناداً إلى رواية الطبري، فقد قُتل المختار في الرابع عشر من شهررمضان سنة ۶۷ للهجرة ، وهو في السابعة والستّين من عمره . ۶
وبعد هزيمة المختار واستسلام أصحابه، أصرّ جمع من وجهاء الكوفة - منهم عبد الرحمن بن محمّد بن الأشعث - على مصعب بن الزبير أن يأمر بقتلهم جميعاً، وكان عددهم يبلغ ستّة آلاف . ۷

1.بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۳۸۶ وراجع : هذا الكتاب : ص ۶۵۲ ح ۱۸۰۴ .

2.راجع : ص ۶۵۳ ح ۱۸۰۶ .

3.كان حاكماً على البصرة من قبل أخيه عبداللَّه بن الزبير.

4.تاريخ الطبري: ج ۶ ص ۹۴، أنساب الأشراف: ج ۶ ص ۴۲۷، الأخبار الطوال: ص ۳۰۴، الفتوح: ج ۶ ص ۲۵۵.

5.تاريخ الطبري: ج ۶ ص ۱۰۵ - ۱۰۸.

6.تاريخ الطبري: ج ۶ ص ۱۱۶، الكامل في التاريخ: ج ۳ ص ۱۸.

7.تاريخ الطبري: ج ۶ ص ۱۱۶.


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
584

الطريق على إبراهيم ومرافقيه ، فقتلوا قائد الجند وهزموا القوات الخاضعة لإمرته ، ۱ وأصدر المختار في الليلة نفسها الأمر بالثورة العامّة بشكل رسمي، واشتبكت قوّاته مع قوّات العدوّ تحت شعار «يالثارات الحسين»، واستمرّت الاشتباكات حتّى سقط آخر مواضع العدوّ في ربيع الثاني عام ۶۶ ، وخضعت الكوفة لسيطرة المختار وأنصاره بشكل كامل . ۲
وبعد أن سيطر المختار على‏الأوضاع، انبرى للبحث عن مجرمي واقعة كربلاء، فألقى‏القبض على الكثير منهم وقتلهم ۳ ، ۴ ولكنّ القائد المباشر لمعركة كربلاء - أعني ابن زياد - لم يزل حيّاً ، وكُلّف من جانب عبدالملك بن مروان بأن يقمع ثورة المختار بجيشٍ قوامُه ثمانون ألفاً.
وسار جيش المختار بقيادة إبراهيم بن مالك الأشتر في ذي الحجّة سنة ۶۶ للهجرة ، نحو جيش ابن زياد الذي كان قد تسلّل إلى الحدود الشماليّة الغربيّة من العراق، ونشبت حرب ضروس بين الجيشين، وهُزم جيش الشام في عاشوراء من سنة ۶۷ للهجرة وقُتل ابن زياد . ۵ وأرسل المختار رأس ابن زياد إلى الإمام عليّ بن الحسين عليه السلام، فأتى رسول المختار برأس ابن زياد إليه وكان عليه السلام يتناول الطعام ، وفي بعض الروايات أنّ الإمام سجد شكراً للَّه عندما رأى رأس ابن زياد وقال :

1.تاريخ الطبري: ج ۶ ص ۱۹.

2.تاريخ الطبري: ج ۶ ص ۲۰-۳۲ وراجع : الأمالي للطوسي: ص ۲۴۰ ح ۴۲۴.

3.استناداً إلى رواية في بحار الأنوار (ج‏۴۵ ص‏۳۸۶)، فقد تولّى المختار الحكم لمدّة ثمانية عشر شهراً ، وقتل خلال هذه المدة ثمانية عشر ألفاً من الذين شاركوا في قتل الإمام الحسين عليه السلام، ولكنّ هذا العدد يبدو مبالغاً فيه إلى حدٍّ كبير .

4.راجع : تاريخ الطبري : ج ۶ ص ۳۸ - ۶۶ و الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۶۸۱ - ۶۸۵ وتاريخ اليعقوبي : ج ۲ ص ۲۵۹ والأمالي للطوسي : ص ۲۳۸ - ۲۴۴ وذوب النضّار : ص ۱۱۸ - ۱۲۵ وبحار الأنوار: ج ۴۵ ص ۳۷۴ - ۳۸۶ .

5.تاريخ الطبري: ج ۶ ص ۸۱- ۹۲؛ الأمالي للطوسي: ص ۲۴۱، ذوب النضّار: ص ۱۴۲.

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14253
صفحه از 952
پرینت  ارسال به