هدفهم، وقُتل سليمان وعدد من قادة نهضة التوّابين وعدد كبير من أصحابه ، وغادر المتبقّون ساحة الحرب ليلاً وعادوا إلى الكوفة .
وهناك ملاحظتان تسترعيان الاهتمام فيما يتعلّق بجذور أسباب فشل نهضة التوّابين، هما:
الاُولى : أنّهم عزموا على الإطاحة بحكومة الشام قبل السيطرة على الكوفة والاطمئنان من عاقبة حركتهم، وهذا القرار يدلّ على ضعف تدبير قادة هذه النهضة .
الملاحظة الثانية : معارضة المختار لقيادة سليمان بن صرد، ووقوع الانشقاق بين أنصار النهضة، و مع الأخذ بنظر الاعتبار الملاحظة الاُولى، يمكننا القول بأنّ تصميم المختار بعدم الانضمام إليهم كان صحيحاً .
۴ . ثورة أهل الكوفة بقيادة المختار ۱
أشرنا فيما سبق إلى أنّ الكوفة خلال نهضة التوّابين كانت تحت سيطرة عبد اللَّه بن الزبير، ولذلك فإنّ المجرمين الذين تسبّبوا بأمر ابن زياد في حادثة كربلاء الدمويّة لم يواجهوا مشكلة ؛ بسبب عداء عبد اللَّه بن الزبير الشديد لأهل البيت عليهم السلام . كما يحتمل أنّهم لم يشعروا بخطر أكيد من جانب نهضة التوّابين بقيادة سليمان بن صرد، ذلك أنّ الهدف الأوّل لهذه النهضة هو إسقاط حكومة الشام ، وكانوا يعلمون أنّهم سوف لا يحقّقون هذا الهدف .
ولكنّهم كانوا يشعرون بخطر كبير بسبب تواجد المختار في الكوفة، ولذلك فقد وفد قادة جيش ابن زياد ؛ مثل : عمر بن سعد وشَبَت بن ربعي - الذين كانوا يحيطون علماً بحسن قيادة المختار ويعرفون هدفه من الثورة - على عبد اللَّه بن يزيد عامل ابن الزبير على الكوفة وقالوا :