583
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني

إنّ المختار أشدّ عليكم من سليمان بن صرد ، إنّ سليمان إنّما خرج يقاتل عدوّكم ويذلّلهم لكم وقد خرج عن بلادكم ، وإنّ المختار إنّما يريد أن يثب عليكم في مصركم ، فسيروا إليه فأوثقوه في الحديد وخلّدوه في السجن حتّى يستقيم أمر الناس . ۱
واعتُقل المختار على إثر هذه المؤامرة ، ۲ ولكنّه واصل نشاطه في السجن أيضاً، وعندما بلغه انكسار جيش سليمان بن صرد ورجوع المتبقّين منهم إلى الكوفة، بعث رسالة سرّية إلى قادتهم دعاهم فيها إلى التعاون معه . ۳
ولم تمضِ فترة طويلة حتّى اُطلق سراح المختار على إثر وساطة عبد اللَّه بن عمر الذي كان زوج اُخته . ۴ فنظّم أنصارَه وأعدّهم للحرب. وفي الليلة الثانية عشرة من ربيع الأوّل سنة ۶۶ للهجرة بدأت ثورة المختار بحركة عدد من المسلّحين بقيادة إبراهيم بن مالك الأشتر ۵ نحو دار المختار، وكانت الكوفة خاضعة للأحكام العرفيّة، فقطع الجيش

1.تاريخ الطبري: ج ۵ ص ۵۸۰.

2.أنساب الأشراف: ج ۶ ص ۳۷۳، تاريخ الطبري: ج ۵ ص ۵۸۱، الكامل في التاريخ: ج ۲ ص ۶۳۴، الفتوح: ج ۶ ص ۲۱۷؛ ذوب النضار: ص ۸۰.

3.تاريخ الطبري: ج ۵ ص ۶۰۶ و ج ۶ ص ۷، الكامل في التاريخ: ج ۲ ص ۶۴۳ و ۶۶۱، المنتظم: ج ۶ ص ۵۱.

4.تاريخ الطبري: ج ۶ ص ۸، أنساب الأشراف: ج ۶ ص ۳۸۱، الكامل في التاريخ: ج ۲ ص ۶۶۱، المنتظم: ج ۶ ص ۵۱، الفتوح: ج ۶ ص ۲۱۹.

5.إبراهيم بن مالك الأشتر بن الحارث النخعي ، كان أبوه من كبار التابعين ومن أشهر أصحاب أمير المؤمنين عليّ عليه السلام ، كان فارساً شجاعاً شاعراً فصيحاً موالياً لأهل البيت عليهم السلام ، استعان به المختار حين ظهر بالكوفة طالباً بثأر الحسين عليه السلام ، وبه قامت إمارة المختار وثبتت أركانها . قتل إبراهيم عبيدَ اللَّه بن زياد بيده سنة سبع وستّين ، ثمّ أوسع حكمه في الموصل وما حواها ، ويظهر من أعماله وتصرّفاته أنّه صار كالمتهاون بأمر المختار . اتّصل إبراهيم بعد مقتل المختار بمصعب بن الزبير [كأنّه يريد بذلك محاربة جيش الشام‏] ، وحارب معه عبد الملك ، فوفى له حين خذله أهلُ العراق ، وقاتل معه حتّى قُتل سنة ۷۱ ه ، ودفن بقرب سامراء (تاريخ الطبري : ج ۶ ص ۱۵ - ۴۹ و ۸۱ - ۹۵ و ۱۵۶ - ۱۵۸) .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
582

هدفهم، وقُتل سليمان وعدد من قادة نهضة التوّابين وعدد كبير من أصحابه ، وغادر المتبقّون ساحة الحرب ليلاً وعادوا إلى الكوفة .
وهناك ملاحظتان تسترعيان الاهتمام فيما يتعلّق بجذور أسباب فشل نهضة التوّابين، هما:
الاُولى‏ : أنّهم عزموا على الإطاحة بحكومة الشام قبل السيطرة على الكوفة والاطمئنان من عاقبة حركتهم، وهذا القرار يدلّ على ضعف تدبير قادة هذه النهضة .
الملاحظة الثانية : معارضة المختار لقيادة سليمان بن صرد، ووقوع الانشقاق بين أنصار النهضة، و مع الأخذ بنظر الاعتبار الملاحظة الاُولى، يمكننا القول بأنّ تصميم المختار بعدم الانضمام إليهم كان صحيحاً .

۴ . ثورة أهل الكوفة بقيادة المختار ۱

أشرنا فيما سبق إلى أنّ الكوفة خلال نهضة التوّابين كانت تحت سيطرة عبد اللَّه بن الزبير، ولذلك فإنّ المجرمين الذين تسبّبوا بأمر ابن زياد في حادثة كربلاء الدمويّة لم يواجهوا مشكلة ؛ بسبب عداء عبد اللَّه بن الزبير الشديد لأهل البيت عليهم السلام . كما يحتمل أنّهم لم يشعروا بخطر أكيد من جانب نهضة التوّابين بقيادة سليمان بن صرد، ذلك أنّ الهدف الأوّل لهذه النهضة هو إسقاط حكومة الشام ، وكانوا يعلمون أنّهم سوف لا يحقّقون هذا الهدف .
ولكنّهم كانوا يشعرون بخطر كبير بسبب تواجد المختار في الكوفة، ولذلك فقد وفد قادة جيش ابن زياد ؛ مثل : عمر بن سعد وشَبَت بن ربعي - الذين كانوا يحيطون علماً بحسن قيادة المختار ويعرفون هدفه من الثورة - على عبد اللَّه بن يزيد عامل ابن الزبير على الكوفة وقالوا :

1.راجع : ج ۱ ص ۵۳۳ (القسم الرابع / الفصل الخامس / اعتقال المختار) .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10066
صفحه از 952
پرینت  ارسال به