وقالَ الحُسَينُ عليه السلام : أما وَاللَّهِ يا عُمَرُ ، لَيَكونَنَّ لِما تَرى يَوماً يَسوؤُكَ . ۱
۹۳۲.تذكرة الخواصّ : إنَّهُ [أيِ الإِمامَ الحُسَينَ عليه السلام] نادى : يا شَبَثَ بنَ رِبعِيٍّ ، ويا حَجّارَ بنَ أبجَرَ ۲ ، ويا قَيسَ بنَ الأَشعَثِ ، ويا زَيدَ بنَ الحَرثِ ، ويا فُلانُ ، ويا فُلانُ ! ألَم تَكتُبوا إلَيَّ ؟ فَقالوا : ما نَدري ما تَقولُ .
وكانَ الحُرُّ بنُ يَزيدَ اليَربوعِيُّ مِن ساداتِهِم ، فَقالَ لَهُ : بَلى وَاللَّهِ لَقَد كاتَبناكَ ، ۳ ونَحنُ الَّذينَ أقدَمناكَ ، فَأَبعَدَ اللَّهُ الباطِلَ وأهلَهُ ، وَاللَّهِ لا أختارُ الدُّنيا عَلَى الآخِرَةِ ، ثُمَّ ضَرَبَ رَأسَ فَرَسِهِ ودَخَلَ في عَسكَرِ الحُسَينِ عليه السلام .
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : أهلاً بِكَ وسَهلاً ، أنتَ وَاللَّهِ الحُرُّ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ .
ثُمَّ ناداهُمُ الحُرُّ : وَيحَكُم لا اُمَّ لَكُم ! أنتُمُ الَّذينَ أقدَمتُموهُ ، فَلَمّا أتاكُم أسلَمتُموهُ ، فَصارَ كَالأَسيرِ ، ومَنَعتُموهُ وأهلَهُ الماءَ الجارِيَ ، الَّذي تَشرَبُ مِنهُ اليَهودُ وَالنَّصارى وَالمَجوسُ ، ويَتَمَرَّغُ فيهِ خَنازيرُ السَّوادِ ، بِئسَ ما خَلَفتُم مُحَمَّداً في أهلِهِ وذُرِّيَّتِهِ ، وإذا لَم تَنصُروهُ وتَفوا لَهُ بِما حَلَفتُم عَلَيهِ ، فَدَعوهُ يَمضي حَيثُ شاءَ مِن بِلادِ اللَّهِ ، أما أنتُم بِاللَّهِ مُؤمِنونَ ؟ وبِنُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ جَدِّهِ مُصَدِّقونَ ؟ وبِالمَعادِ موقِنونَ ؟ ثُمَّ حَمَلَ وقالَ :
أضرِبُ في أعناقِكُم بِالسَّيفِعَن خَيرِ مَن حَلَّ مِنىً وَالخَيفِ
وَقَتَلَ مِنهُم جَماعَةً ، ثُمَّ تَكاثَروا عَلَيهِ فَقَتَلوهُ . ۴
1.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۶۹ وراجع : الأمالي للشجري : ج ۱ ص ۱۶۷ .
2.في المصدر : «الحرّ» ، وهو تصحيف ظاهر .
3.ويُفهم ممّا نُقل حول تلك المحاورات التي جرت بين الإمام عليه السلام والحرّ بعد التقاء الجيشين ، أنّ الحرّ لم يكن ممّن دعا الإمام عليه السلام إلى القدوم ، فالحرّ بحسب الظاهر من أعوان النظام آنذاك ، ولم يكن من المخطّطين لمصير الإمام عليه السلام وقدومه . ولو قبلنا ما جاء في المتن من جواب الحرّ للإمام عليه السلام بالإيجاب ، فإنّما قال ذلك بعدما رأى إحجام القوم عن جواب الإمام عليه السلام ، فكان لسان حالهم .
4.تذكرة الخواصّ : ص ۲۵۱ .