557
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني

إلى كربلاء حسب ما رواه السيّد ابن طاووس من الممكن وقوعها في غير الأربعين ، ومن الممكن أيضاً أنّ اللقاء مع جابر قد تمّ في غير الأربعين، وذلك بأن يقال : إنّ جابراً بقي في كربلاء فترة، أو أقام في الكوفة، أو حواليها ثمّ عاد إلى كربلاء من جديد لزيارة سيّد الشهداء، والسؤال الوحيد الذي يبقى دون إجابة في هذا المجال ، هو أنّه لماذا لم ترد الإشارة إلى هذه الحادثة في مصادر الشيعة حتّى القرن السابع ، إن كان مثل ذلك قد حدث حقّاً ، ولا توجد في هذا المجال رواية عن أهل البيت عليهم السلام في المصادر القديمة والمعتبرة ؟! نعم ، ذكرت في المصادر المتأخّرة معلومات كثيرة في هذا المجال ، إلّا أنّه لا يمكن الاستناد إليها .
وعلى أيّ حال، فإنّ إنكار أو استبعاد عودة أهل بيت سيّد الشهداء بالنحو الذي ذكره المحدّث النوري والشيخ عبّاس القمّي والاُستاذ المطهّري ، لا يبدو صحيحاً .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
556

يمكن طرحه في هذا المجال ، هو أنّ طريق الشام إلى المدينة يعتبر طريقاً مستقلاًّ ، ولا علاقة له بطريق كربلاء ، ۱ وكما قال المحدّث النوري : فإنّ من المستبعد أن يكون يزيد قد أذن بأن يطيلوا السفر ويقتادوا أهل البيت إلى كربلاء مرّة اُخرى . إلّا أنّه مع هذا الاستبعاد لا يمكن إنكار أصل عودة أهل البيت إلى كربلاء . ۲

ثانياً: حضور جابر في الأربعين الاُولى في كربلاء

هناك روايات عديدة تدلّ على حضور جابر بن عبد اللَّه الأنصاري في الأربعين الاُولى لشهداء كربلاء سنة ۶۱ هجرية . ۳
ولكن شكّك البعض في هذه الروايات ؛ نظراً إلى أنّ السفر من المدينة إلى كربلاء بالإمكانات المتاحة آنذاك بعد وصول الخبر إلى المدينة كان يستغرق أكثر من أربعين يوماً ، وعليه فلم يكن بإمكان جابر الحضور في كربلاء في الأربعين الاُولى . ۴
ولكن يمكن الإجابة على هذا التشكيك بالقول:
أوّلاً: لم يثبت أنّ جابراً كان في المدينة عند واقعة عاشوراء، فلعلّه كان في ذلك الوقت قد غادر المدينة إلى الكوفة .
ثانياً: يمكن القول باحتمال بلوغ خبر شهادة الإمام وأصحابه خلال مدّة عشرة أيّام، وكان بمقدور جابر الوصول إلى كربلاء خلال المدّة المتبقّية حتّى الأربعين .

ثالثاً: التقاء أهل البيت بجابر في كربلاء

يتبيّن من خلال التأمّل فيما أوضحناه بشكل مفصّل ، أنّ عودة أهل بيت سيّد الشهداء

1.كما تقدّم فإنّ المحدّث النوري قد ذكر أنّ طريق الشام إلى العراق يفترق عن طريق الشام نحو المدينة من نفس الشام ، ولا يوجد بين الطريقين قدر مشترك ، وقد أيّد الشهيد المطهّري هذا الكلام ، ولكن بناء على ما جاء في الخريطة رقم ۵، فإنّ طريق الشام إلى العراق إذا كان عن طريق البادية فهو يشترك مع طريق الشام إلى المدينة في أكثر من ۱۴۷ كيلو متراً .

2.راجع : ص ۵۴۴ (مرور آل الرسول صلى اللَّه عليه وآله على كربلاء) .

3.راجع : ص ۵۴۵ ح ۱۶۸۱ .

4.راجع : الإقبال : ج ۳ ص ۱۰۱ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10226
صفحه از 952
پرینت  ارسال به