553
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني

أيضاً ؛ ذلك لأنّ الآخرين - مثل صاحب روضة الشهداء ، ۱ وحبيب السير ۲ وغيرهما ۳ ممّن نقلوه - قيّدوه بيوم الأربعين ، كما يظهر من عبارة السيّد أنّهم دخلوا كربلاء مع جابر في يوم واحد ووقت واحد، حيث قال: «فوافوا في وقت واحد» ومن المسلّم أنّ وصول جابر إلى كربلاء كان في يوم الأربعين. بالإضافة إلى كلّ ما ذُكر، فإنّ تفصيل دخول جابر كربلاء جاء في كتاب مصباح الزائر للسيّد ابن طاووس وبشارة المصطفى ، ۴ وكلاهما من الكتب المعتبرة ، ولم يرد ذكر دخول أهل البيت في ذلك الوقت أصلاً رغم اقتضاء المقام ذكره . ۵

ب - عدم عودة أهل البيت إلى كربلاء في الأربعين الاُولى

استبعد السيّد ابن طاووس قدّس سرّه عودة أهل بيت سيّد الشهداء في الأربعين الاُولى إلى كربلاء، ولم ينكر أصل عودتهم ، وهذا هو نصّ كلامه :
وجدت في مصباح المتهجد ۶ ، أنّ حرم الحسين عليه السلام وصلوا المدينة مع مولانا عليّ بن الحسين عليه السلام يوم العشرين من صفر، وفي غيره أنّهم وصلوا كربلاء في عودهم من الشام يوم العشرين من صفر، وكلاهما مستبعد ؛ لأنّ عبيد اللَّه بن زياد لعنه اللَّه كتب إلى يزيد يعرّفه ما جرى و يستأذنه في حملهم ، ولم يحملهم حتّى عاد الجواب إليه، وهذا يحتاج إلى نحو عشرين يوماً، أو أكثر منها؛ ولأنّه لمّا حملهم إلى الشام روي أنّهم أقاموا فيها شهراً في موضعٍ لا يقيهم من حرّ ولا برد، ومقتضى الحال أنّهم تأخّروا أكثر من أربعين يوماً من يوم قتل الحسين عليه السلام إلى أن وصلوا العراق، أو المدينة. فرجوعهم إلى كربلاء ممكن، إلّا أنّه لا يكون وصولهم إليها يوم العشرين

1.روضة الشهداء : ص ۳۹۱ .

2.تاريخ حبيب السير : ج ۲ ص ۶۰ .

3.توضيح المقاصد: ص ۶ وراجع: بحار الأنوار: ج ۱۰۱ ص ۳۳۴.

4.راجع : ص ۵۴۵ ح ۱۶۸۱ و ص ۵۴۶ ح ۱۶۸۲ .

5.منتهى الآمال (بالفارسية) : ص ۵۲۴.

6.مصباح المتهجّد : ص ۷۸۷.


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
552

الإقبال فقال : روي أنّ أهل البيت أقاموا في الشام شهراً في موضعٍ لا يقيهم من الحرّ والبرد. فإذا لوحظ ما تقدّم ذكره فإنّ من المستبعد جدّاً أن يعود أهل البيت من الشام إلى كربلاء بعد كلّ هذه القضايا ويدخلوا كربلاء في العشرين من شهر صفر ، يوم الأربعين ويوم وصول جابر إلى كربلاء . وقد استبعد السيّد الأجل نفسه في الإقبال ذلك ، فضلاً عن أنّه لم يشر إلى ذلك أحد من المحدّثين الأجلّاء أو أحد المعتمدين من أهل السير والتواريخ في المقاتل وغيرها ، رغم أنّ ذكره كان مناسباً من بعض الجهات، بل من سياق كلامه يتّضح إنكاره لذلك ، كما يستفاد ذلك أيضاً من عبارة الشيخ المفيد بشأن سفر أهل البيت نحو المدينة ، ويقرب منها عبارة ابن الأثير والطبري والقرماني وآخرين ، وليس في شي‏ء منها سفرهم إلى العراق، بل إنّ الشيخ المفيد ۱ والشيخ الطوسي ۲ والكفعمي ۳ ذكروا أنّه في اليوم العشرين من صفر كان رجوع حرم أبي عبداللَّه عليه السلام من الشام إلى المدينة، وهو اليوم الّذي ورد فيه جابر بن عبداللَّه الأنصاري من المدينة إلى كربلاء لزيارة قبر أبي عبداللَّه عليه السلام ، فكان اوّل من زاره من الناس . ۴
وبسط شيخنا العلّامة النوري طاب ثراه في كتاب اللؤلؤ والمرجان القول في الردّ على هذا النقل ، واعتذر عن نقل السيّد ابن طاووس له في كتابه ، والمقام لا يتّسع لبسط الكلام فيه .
واحتمل البعض أنّ أهل البيت عليهم السلام قدموا إلى كربلاء عند ذهابهم من الكوفة إلى الشام، إلّا أنّ هذا الاحتمال بعيد لجهاتٍ عديدة . كما احتمل أنّهم جاؤوا إلى كربلاء بعد الرجوع من الشام ، ولكن في غير يوم الأربعين؛ ذلك لأنّ السيّد والشيخ ابن نما رويا وصولهم إلى كربلاء ولم يقيّدوه بيوم الأربعين ، ۵ وهذا الاحتمال ضعيف

1.راجع : ص ۵۷۴ ح ۱۶۸۳ .

2.مصباح المتهجّد : ص‏۷۸۷ ، العدد القويّة : ص‏۲۱۹ ح‏۱۱ .

3.المصباح للكفعمي : ص ۵۱۰ .

4.راجع : ص ۵۴۴ ح ۱۶۷۷ و ۱۶۷۸ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10087
صفحه از 952
پرینت  ارسال به