543
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني

يُسايِرُهُم بِاللَّيلِ فَيَكونونَ أمامَهُ حَيثُ لا يَفوتونَ طَرفَهُ ، فَإِذا نَزَلوا تَنَحّى‏ عَنهُم وتَفَرَّقَ هُوَ وأصحابُهُ حَولَهُم كَهَيئَةِ الحَرَسِ لَهُم ، ويَنزِلُ مِنهُم بِحَيثُ إذا أرادَ إنسانٌ مِنهُم وُضوءاً أو قَضاءَ حاجَةٍ لَم يَحتَشِم .
فَلَم يَزَل يُنازِلُهُم فِي الطَّريقِ هكَذا ويَسأَلُهُم عَن حَوائِجِهِم ويُلَطِّفُهُم ، حَتّى‏ دَخَلُوا المَدينَةَ . ۱

۱۶۷۴.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : رُوِيَ أنَّ يَزيدَ عَرَضَ عَلَيهِم [أي عَلى‏ سَبايا أهلِ البَيتِ ]المُقامَ بِدِمَشقَ فَأَبَوا ذلِكَ ، وقالوا : رُدَّنا إلَى المَدينَةِ لِأَنَّها مُهاجَرَةُ جَدِّنا .
فَقالَ لِلنُّعمانِ بنِ بَشيرٍ : جَهِّز هؤُلاءِ بِما يُصلِحُهُم وَابعَث مَعَهُم رَجُلاً مِن أهلِ الشّامِ أميناً صالِحاً ، وَابعَث مَعَهُم خَيلاً وأعواناً .
ثُمَّ كَساهُم وحَباهُم وفَرَضَ لَهُمُ الأَرزاقَ وَالأَنزالَ . ثُمَّ دَعا بِعَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام فَقالَ لَهُ : لَعَنَ اللَّهُ ابنَ مَرجانَةَ ! أما وَاللَّهِ لَو كُنتُ صاحِبَهُ ما سَأَلَني خُطَّةً ۲ إلّا أعطَيتُها إيّاهُ ، ولَدَفَعتُ عَنهُ الحَتفَ بِكُلِّ ما قَدَرتُ عَلَيهِ ، ولَو بِهَلاكِ بَعضِ وُلدي ، ولكِن قَضَى اللَّهُ ما رَأَيتَ . فَكاتِبني بِكُلِّ حاجَةٍ تَكونُ لَكَ ، ثُمَّ أوصى‏ بِهِمُ الرَّسولَ . فَخَرَجَ بِهِم الرَّسولُ يُسايِرُهُم ، فَيَكونُ أمامَهُم حَيثُ لا يَفوتونَ طَرفَهُ ، فَإِذا نَزَلوا تَنَحّى‏ عَنهُم وتَفَرَّقَ هُوَ وأصحابُهُ كَهَيئَةِ الحَرَسِ ، ثُمَّ يَنزِلُ بِهِم حَيثُ أرادَ أحَدُهُمُ الوُضوءَ ، ويَعرِضُ عَلَيهِم حَوائِجَهُم ، ويَلطِفُ بِهِم حَتّى‏ دَخَلُوا المَدينَةَ . ۳

۱۶۷۵.أنساب الأشراف : أعطى‏ يَزيدُ كُلَّ امرَأَةٍ مِن نِساءِ الحُسَينِ ضِعفَ ما ذَهَبَ لَها ، وقالَ : عَجَّلَ ابنُ سُمَيَّةَ لَعنَةُ اللَّهِ عَلَيهِ .
وبَعَثَ يَزيدُ بِالنِّساءِ وَالصِّبيانِ إلَى المَدينَةِ مَعَ رَسولٍ ، وأوصاهُ بِهِم ، فَلَم يَزَل يَرفُقُ

1.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۶۲ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۷۸ ، الفصول المهمّة : ص ۱۹۳ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۹۵ وكلاهما نحوه .

2.كذا في المصدر ، وفي بحار الأنوار : «خلّة» ، وهو الأنسب .

3.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۷۴ ؛ بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۴۵ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
542

بِهِم إلَى المَدينَةِ . ۱

۱۶۷۲.الإرشاد : أمَرَ [يَزيدُ] بِالنِّسوَةِ أن يُنزَلنَ في دارٍ عَلى‏ حِدَةٍ مَعَهُنَّ أخوهُنَّ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام ، فَاُفرِدَ لَهُم دارٌتَتَّصِلُ بِدارِ يَزيدَ ، فَأَقاموا أيّاماً ثُمَّ نَدَبَ يَزيدُ النُّعمانَ بنَ بَشيرٍ ، وقالَ لَهُ : تَجَهَّز لِتَخرُجَ بِهؤُلاءِ النِّسوانِ إلَى المَدينَةِ .
ولَمّا أرادَ أن يُجَهِّزَهُم دَعا عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ عليه السلام فَاستَخلاهُ ، ثُمَّ قالَ لَهُ: لَعَنَ اللَّهُ ابنَ مَرجانَةَ ، أم وَاللَّهِ لَو أنّي صاحِبُ أبيكَ ما سَأَلَني خَصلَةً أبَداً إلّا أعطَيتُهُ إيّاها ، ولَدَفَعتُ الحَتفَ عَنهُ بِكُلِّ مَا استَطَعتُ ، ولكِنَّ اللَّهَ قَضى‏ ما رَأَيتَ ، كاتِبني مِنَ المَدينَةِ وأنهِ كُلَّ حاجَةٍ تَكونُ لَكَ .
وتَقَدَّمَ بِكِسوَتِهِ وكِسوَةِ أهلِهِ . وأنفَذَ مَعَهُم في جُملَةِ النُّعمانِ بنِ بَشيرٍ رَسولاً تَقَدَّمَ إلَيهِ أن يَسيرَ بِهِم فِي اللَّيلِ ، ويَكونوا أمامَهُ حَيثُ لا يَفوتونَ طَرفَهُ ، فَإِذا نَزَلوا تَنَحّى‏ عَنهُم وتَفَرَّقُ هُوَ وأصحابُهُ حَولَهُم كَهَيئَةِ الحَرَسِ لَهُم ، ويَنزِلُ مِنهُم حَيثُ إذا أرادَ إنسانٌ مِن جَماعَتِهِم وُضوءاً وقَضاءَ حاجَةٍ لَم يَحتَشِم .
فَسارَ مَعَهُم في جُملَةِ النُّعمانِ ، ولَم يَزَل يُنازِلُهُم فِي الطَّريقِ ويَرفُقُ بِهِم كَما وَصّاهُ يَزيدُ ويَرعَونَهُم ، حَتّى‏ دَخَلُوا المَدينَةَ . ۲

۱۶۷۳.تاريخ الطبري عن أبي مخنف عن الحارث بن كعب : لَمّا أرادوا أن يَخرُجوا ، دَعا يَزيدُ عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ عليه السلام ، ثُمَّ قالَ : لَعَنَ اللَّهُ ابنَ مَرجانَةَ ، أما وَاللَّهِ لَو أنّي صاحِبُهُ ما سَأَلَني خَصلَةً أبَداً إلّا أعطَيتُها إيّاهُ ، ولَدَفَعتُ الحَتفَ عَنهُ بِكُلِّ ما استَطَعتُ ولَو بِهَلاكِ بَعضِ وُلدي ، ولكِنَّ اللَّهَ قَضى‏ ما رَأَيتَ . كاتِبني وأنهِ كُلَّ حاجَةٍ تَكونُ لَكَ .
قالَ : وكَساهُم وأوصى‏ بِهِم ذلِكَ الرَّسولَ . قالَ : فَخَرَجَ بِهِمُ [الرَّسولُ‏] ، وكانَ

1.الأخبار الطوال : ص ۲۶۱ ، بغية الطلب في تاريخ حلب : ج ۶ ص ۲۶۳۲ ، أخبار الدول وآثار الاُول : ج ۱ ص ۳۲۴ نحوه .

2.الإرشاد : ج ۲ ص ۱۲۲ ، روضة الواعظين : ص ۲۱۲ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۷۵ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14237
صفحه از 952
پرینت  ارسال به