وجَمعُكَ إلّا بَدَدٌ ۱ ، يَومَ يُنادِي المُنادِ : (ألا لَعنَةُ اللَّهِ عَلَى الظّالِمينَ )۲ .
فَالحَمدُ للَّهِِ الَّذي خَتَمَ لِأَوَّلِنا بِالسَّعادَةِ وَالمَغفِرَةِ ، ولِآخِرِنا بِالشَّهادَةِ وَالرَّحمَةِ ، ونَسأَلُ اللَّهَ أن يُكمِلَ لَهُمُ الثَّوابَ ويوجِبَ لَهُمُ المَزيدَ ، ويُحسِنَ عَلَينَا الخِلافَةَ إنَّهُ رَحيمٌ وَدودٌ ، (حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) . ۳
فَقالَ يَزيدُ لَعَنَهُ اللَّهُ :
يا صَيحَةً تُحمَدُ مِن صَوائِحِما أهوَنَ المَوتَ عَلَى النَّوائِحِ ۴
۱۶۲۷.الاحتجاج عن شيخ صدوق من مشايخ بني هاشم : قامَت [زَينَبُ عليها السلام] عَلى قَدَمَيها وأشرَفَت عَلَى المَجلِسِ ، وشَرَعَت فِي الخُطبَةِ ، إظهاراً لِكَمالاتِ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله ، وإعلاناً بِأَنّا نَصبِرُ لِرِضاءِ اللَّهِ ، لا لِخَوفٍ ولا دَهشَةٍ .
فَقامَت إلَيهِ زَينَبُ بِنتُ عَلِيٍّ واُمُّها فاطِمَةُ بِنتُ رَسولِ اللَّهِ وقالَت :
الحَمدُ للَّهِِ رَبِّ العالَمينَ ، وَالصَّلاةُ عَلى جَدّي سَيِّدِ المُرسَلينَ ، صَدَقَ اللَّهُ سُبحانَهُ كَذلِكَ يَقولُ : (ثُمَّ كَانَ عَقِبَةَ الَّذِينَ أَسَُواْ السُّوأَى أَن كَذَّبُواْ بَِايَتِ اللَّهِ وَ كَانُواْ بِهَا يَسْتَهْزِءُونَ )۵ أظَنَنتَ يا يَزيدُ حينَ أخَذتَ عَلَينا أقطارَ الأَرضِ ، وضَيَّقتَ عَلَينا آفاقَ السَّماءِ ، فَأَصبَحنا لَكَ في إسارِ الذُّلِّ ، نُساقُ إلَيكَ سَوقاً في قِطارٍ ، وأنتَ عَلَينا ذُو اقتِدارٍ ، أنَّ بِنا مِنَ اللَّهِ هَواناً وعَلَيكَ مِنهُ كَرامَةً وَامتِناناً ، وأنَّ ذلِكَ لِعِظَمِ خَطَرِكَ ، وجَلالَةِ قَدرِكَ ، فَشَمَختَ بِأَنفِكَ ، ونَظَرتَ في عِطفِكَ ، تَضرِبُ أصدَرَيكَ ۶ فَرِحاً وتَنفُضُ
1.بَدَدَاً : أي متفرّقين (النهاية : ج ۱ ص ۱۰۵ «بدد») .
2.هود : ۱۸ .
3.آل عمران : ۱۷۳ .
4.الملهوف : ص ۲۱۵ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۳۳ ؛ بلاغات النساء : ص ۳۵ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۶۴ كلاهما نحوه وراجع : مثير الأحزان : ص ۱۰۱ .
5.الروم : ۱۰ .
6.أَصْدَرَيهِ : مَنكبَيهِ (النهاية : ج ۳ ص ۱۶ «صدر») .