511
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني

وَالاُمورَ مُتَّسِقَةً ، وحينَ صَفا لَكَ مُلكُنا وسُلطانُنا .
فَمَهلاً مَهلاً ، أنَسيتَ قَولَ اللَّهِ تَعالى‏ : (وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِاَّنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ )۱ ؟
أمِنَ العَدلِ - يَابنَ الطُّلَقاءِ - تَخديرُكَ إماءَكَ ونِساءَكَ وسَوقُكَ بَناتِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله سَبايا ، قَد هَتَكتَ سُتورَهُنَّ وأبدَيتَ وُجوهَهُنَّ ، تَحدوا بِهِنَّ الأَعداءُ مِن بَلَدٍ إلى‏ بَلَدٍ ، ويَستَشرِفُهُنَّ أهلُ المَنازِلِ وَالمَناهِلِ ، ويَتَصَفَّحُ وُجوهَهُنَّ القَريبُ وَالبَعيدُ ، وَالدَّنِيُّ وَالشَّريفُ ، لَيسَ مَعَهُنَّ مِن رِجالِهِنَّ وَلِيٌّ ، ولا مِن حُماتِهِنَّ حَمِيٌّ ؟!
وكَيفَ تُرتَجى‏ مُراقَبَةُ مَن لَفَظَ فوهُ أكبادَ الأَزكِياءِ ، ونَبَتَ لَحمُهُ بِدِماءِ الشُّهَداءِ ؟
وكَيفَ يَستَظِلُّ في ظِلِّنا أهلَ البَيتِ مَن نَظَرَ إلَينا بِالشَّنَفِ ۲ وَالشَّنَآنِ وَالإِحَنِ ۳ وَالأَضغانِ ؟
ثُمَّ تَقولُ غَيرَ مُتَأَثِّمٍ ولا مُستَعظِمٍ :

لَأَهَلّوا وَاستَهَلّوا فَرَحاثُمَّ قالوا يا يَزيدُ لا تَشَل‏
مُنتَحِياً عَلى‏ ثَنايا أبي عَبدِ اللَّهِ عليه السلام سَيِّدِ شَبابِ أهلِ الجَنَّةِ تَنكُتُها بِمِخصَرَتِكَ ، وكَيفَ لا تَقولُ ذلِكَ ، وقَد نَكَأتَ ۴ القُرحَةَ وَاستَأصَلتَ الشّأفَةَ ۵ بِإِراقَتِكَ دِماءَ ذُرِّيَّةِ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله ونُجومِ الأَرضِ مِن آلِ عَبدِ المُطَّلِبِ ؟ وتَهتِفُ بِأَشياخِكَ ، وزَعَمتَ أنَّكَ تُناديهِم ! فَلَتَرِدَنَّ وَشيكاً مَورِدَهُم ، ولَتَوَدَّنَّ أنَّكَ شَلَلتَ وبَكِمتَ ۶ ، ولَم تَكُن قُلتَ ما قُلتَ ، وفَعَلتَ ما فَعَلتَ .

1.آل عمران : ۱۷۸ .

2.الشنف : البغض والتنكّر (الصحاح : ج ۴ ص ۱۳۸۳ «شنف») .

3.الإحنَةُ : الحِقد وجمعها : الإحَنُ (النهاية : ج ۱ ص ۲۷ «أحن») .

4.نكأت القرحة : إذا قشرتها (الصحاح : ج ۱ ص ۷۸ «نكأ») .

5.الشأفة : قرحة تخرج في أسفل القدم فتكوى فتذهب (الصحاح : ج ۴ ص ۱۳۷۹ «شأف») .

6.البُكمُ : جمع أبكَم، وهو الذي خُلق أخرس لا يتكلّم (النهاية : ج ۱ ص ۱۵۰ «بكم») .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
510

سَوءٍ جَرواً .
فَابتَدَرَ أبو مُحَمَّدٍ عليه السلام الكَلامَ ، فََحمِدَ اللَّهَ وأثنى‏ عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ لِيَزيدَ لَعَنَهُ اللَّهُ : لَقَد أشارَ عَلَيكَ هؤُلاءِ بِخِلافِ ما أشارَ جُلَساءُ فِرعَونَ عَلَيهِ حَيثُ شاوَرَهُم في موسى‏ وهارونَ ، فَإِنَّهُم قالوا لَهُ : أرجِه وأخاهُ ، وقَد أشارَ هؤُلاءِ عَلَيكَ بِقَتلِنا ، ولِهذا سَبَبٌ .
فَقالَ يَزيدُ : ومَا السَّبَبُ ؟
فَقالَ : إنَّ اُولئِكَ كانُوا الرِّشدَةَ وهؤُلاءِ غَيرُ رِشدَةٍ ۱ ، ولا يَقتُلُ الأَنبِياءَ وأولادُهُم إلّا أولادُ الأَدعِياءِ .
فَأَمسَكَ يَزيدُ مُطرِقاً ، ثُمَّ أمَرَ بِإِخراجِهِم عَلى‏ ما قُصَّ ورُوِيَ . ۲

۷ / ۱۰

خُطبَةُ زَينَبَ عليها السلام في مَجلِسِ يَزيدَ

۱۶۲۶.الملهوف : قامَت زَينَبُ ابنَةُ عَلِيٍّ عليهما السلام وقالَت : الحَمدُ للَّهِ‏ِ رَبِّ العالَمينَ ، وصَلَّى اللَّهُ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِهِ أجمَعينَ ، صَدَقَ اللَّهُ كَذلِكَ يَقولُ : (ثُمَّ كَانَ عَقِبَةَ الَّذِينَ أَسَُواْ السُّوأَى‏ أَن كَذَّبُواْ بَِايَتِ اللَّهِ وَ كَانُواْ بِهَا يَسْتَهْزِءُونَ ) . ۳
أظَنَنتَ يا يَزيدُ ، حَيثُ أخَذتَ عَلَينا أقطارَ الأَرضِ وآفاقَ السَّماءِ فَأَصبَحنا نُساقُ كَما تُساقُ الإِماءُ ، أنَّ بِنا عَلَى اللَّهِ هَواناً وبِكَ عَلَيهِ كَرامَةً ! وأنَّ ذلِكَ لِعِظَمِ خَطَرِكَ عِندَهُ ! فَشَمَختَ بِأَنفِكَ ونَظَرتَ في عِطفِكَ ۴ جَذَلاً مَسروراً ، حينَ رَأَيتَ الدُّنيا لَكَ مُستَوسِقَةً ۵ ،

1.كذا في المصدر ، والظاهر أنّ الصواب : «إنّ اُولئك كانوا لرِشدَةٍ وهؤلاء لِغير رِشدَةٍ» . قال الجوهري : الرَّشاد خلافَ الغَيّ ؛ تقول : هو لِرِشْدَة ، خلاف قولك : لِزِنيَة (الصحاح : ج ۲ ص ۴۷۴ «رشد») .

2.إثبات الوصيّة : ص ۱۸۱ .

3.الروم : ۱۰ .

4.عِطفا الرجل : جانباه من لدن رأسه إلى وركيه (الصحاح : ج ۴ ص ۱۴۰۵ «عطف») .

5.استوسق عليه الأمر : أي اجتمعوا على طاعته ، واستقرّ المُلك فيه (النهاية : ج ۵ ص ۱۸۵ «وسق») .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10010
صفحه از 952
پرینت  ارسال به