كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ) .
فَقالَ يَزيدُ : (وَ مَا أَصَبَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ) ، ثُمَّ سَكَتَ عَنهُ . ۱
۱۶۱۹.الإمامة والسياسة عن محمّد بن [علي بن] الحسين بن عليّ : دَخَلنا عَلى يَزيدَ ، ونَحنُ اثنا عَشَرَ غُلاماً مُغَلَّلينَ فِي الحَديدِ وعَلَينا قُمُصٌ .
فَقالَ يَزيدُ : أخلَصتُم أنفُسَكُم بِعَبيدِ ۲ أهلِ العِراقِ ! وما عَلِمتُ بِخُروجِ أبي عَبدِ اللَّهِ حينَ خَرَجَ ! ولا بِقَتلِهِ حينَ قُتِلَ !
قالَ : فَقالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام : (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِى الْأَرْضِ وَ لَا فِى أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِى كِتَبٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَ لِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِّكَيْلَا تَأْسَوْاْ عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُواْ بِمَا ءَاتَاكُمْ وَ اللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ) .
قالَ : فَغَضِبَ يَزيدُ ، وجَعَلَ يَعبَثُ بِلِحيَتِهِ ، وقالَ : (وَ مَا أَصَبَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَ يَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ ) . ۳
۱۶۲۰.المعجم الكبير عن الليث : أبَى الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام أن يُستَأسَرَ فَقاتَلوهُ فَقَتَلوهُ ، وقَتَلوا بَنيهِ وأصحابَهُ الَّذينَ قاتَلوا مَعَهُ بِمَكانٍ يُقالُ لَهُ الطَّفُّ ، وَانطُلِقَ بِعَلِيِّ بنِ حُسَينٍ عليه السلام وفاطِمَةَ بِنتِ حُسَينٍ وسُكَينَةَ بِنتِ حُسَينٍ إلى عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ ، وعَلِيٌّ يَومَئِذٍ غُلامٌ قَد بَلَغَ ، فَبَعَثَ بِهِم إلى يَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ ، فَأَمَرَ بِسُكَينَةَ فَجَعَلَها خَلفَ سَريرِهِ لِئَلاّ تَرى رَأسَ أبيها وذَوي ۴ قَرابَتِها ، وعَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام في غُلٍّ . فَوَضَعَ رَأسَهُ فَضَرَبَ عَلى ثَنِيَّتَيِ الحُسَينِ عليه السلام فَقالَ :
نُفَلِّقُ هاماً مِن رِجالٍ أحِبَّةٍإلَينا وهُم كانوا أعَقَّ وأظلَما
فَقالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام : (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِى الْأَرْضِ وَ لَا فِى أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِى كِتَبٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَ لِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) .
فَثَقُلَ عَلى يَزيدَ أن يَتَمَثَّلَ بِبَيتِ شِعرٍ ، وتَلا عَلِيٌّ آيَةً مِن كِتابِ اللَّهِ عزّ وجلّ ، فَقالَ يَزيدُ : بَل ( فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَ يَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ ) .
فَقالَ عَلِيٌّ عليه السلام : أما وَاللَّهِ لَو رَآنا رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله مَغلولينَ لَأَحَبَّ أن يُخَلِّيَنا مِنَ الغُلِّ .
فَقالَ : صَدَقتَ ، فَخَلّوهُم مِنَ الغُلِّ .
قالَ : ولَو وَقَفنا بَينَ يَدَي رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله عَلى بُعدٍ لَأَحَبَّ أن يُقَرِّبَنا .
قالَ : صَدَقتَ ، فَقَرَّبوهُم .
فَجَعَلَت فاطِمَةُ وسُكَينَةُ يَتَطاوَلانِ لِتَرَيا رَأسَ أبيهِما ، وجَعَلَ يَزيدُ يَتَطاوَلُ في مَجلِسِهِ لِيَستُرَ عَنهُما رَأسَ أبيهِما .
ثُمَّ أمَرَ بِهِم فَجُهِّزوا ، وأصلَحَ إلَيهِم واُخرِجوا إلَى المَدينَةِ . ۵
1.الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۷۸ ، الفصول المهمّة : ص ۱۹۲ وراجع : سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۳۲۰ .
2.في المحن: «لِعَبيد»، وهو المناسب للسياق.
3.الإمامة والسياسة : ج ۲ ص ۱۲ ، المحن : ص ۱۴۸ عن محمّد بن الحسن بن عليّ ؛ شرح الأخبار : ج ۳ ص ۲۶۷ عن محمّد بن عليّ بن الحسين عليه السلام وراجع : العقد الفريد : ج ۳ ص ۳۶۸ .
4.في المصدر : «ذُو» ، والصحيح ما أثبتناه كما في مجمع الزوائد : ج ۹ ص ۳۱۳ و تاريخ دمشق .
5.المعجم الكبير : ج ۳ ص ۱۰۴ ح ۲۸۰۶ ، تاريخ دمشق : ج ۷۰ ص ۱۴ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج ۵ ص ۱۸ عن الليث بن سعد ؛ الأمالي للشجري : ج ۱ ص ۱۷۸ وراجع : تذكرة الخواصّ : ص ۲۶۲ ومثير الأحزان : ص ۹۹ .