سَبسَبٍ . ۱
قالَ : فَدَمَعَت عَينُ يَزيدَ ، وقالَ : قَد كُنتُ أرضى مِن طاعَتِكُم بِدونِ قَتلِ الحُسَينِ ، لَعَنَ اللَّهُ ابنَ سُمَيَّةَ ، أما وَاللَّهِ لَو أنّي صاحِبُهُ لَعَفَوتُ عَنهُ ، فَرَحِمَ اللَّهُ الحُسَينَ ، ولَم يَصِلهُ بِشَيءٍ . ۲
۱۵۸۳.مثير الأحزان عن العذري بن ربيعة بن عمرو الجرشي : أنَا عِندَ يَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ ، إذ أقبَلَ زَحرُ بنُ قَيسٍ المَذحِجِيُّ عَلى يَزيدَ ، فَقالَ : وَيلَكَ ما وَراءَكَ ؟
قالَ : أبشِر بِفَتحِ اللَّهِ ونَصرِهِ ... فَهاتيكَ أجسادُهُم مُجَرَّدَةً ، ووُجوهُهُم مُعَفَّرَةً ، وثِيابُهُم بِالدِّماءِ مُرَمَّلَةً ، تَصهَرُهُمُ الشَّمسُ وتَسفي عَلَيهِمُ الرّيحُ ، زُوّارُهُمُ العِقبانُ وَالرَّخَمُ ۳ ، بِقاعٍ قَرقَرٍ ۴ سَبسَبٍ ، لا مُكَفَّنينَ ولا مُوَسَّدينَ . ۵
۱۵۸۴.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : كانَ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ لَمّا قَتَلَ الحُسَينَ عليه السلام بَعَثَ زَحرَ بنَ قَيسٍ الجُعفِيَّ إلى يَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ يُخبِرُهُ بِذلِكَ . فَقَدِمَ عَلَيهِ فَقالَ [لَهُ يَزيدُ] : ما وَراءَكَ ؟ قالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ أبشِر بِفَتحِ اللَّهِ وبِنَصرِهِ ! وَرَدَ عَلَينَا الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ في ثَمانِيَةَ عَشَرَ مِن أهلِ بَيتِهِ وفي سَبعينَ مِن شيعَتِهِ ، فَسِرنا إلَيهِم فَخَيَّرناهُمُ الاِستِسلامَ وَالنُّزولَ عَلى حُكمِ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ أوِ القتالَ ، فَاختارُوا القِتالَ عَلَى الاِستِسلامِ .
1.قيٌّ سَبْسَب : القيُّ : الأرض القَفْر الخالية . والسَبْسَبُ : الأرض القَفْر البعيدة ، لا ماءَ بها ولا أنيس (لسان العرب : ج ۱۵ ص ۲۱۱ «قوا» ، و ج ۱ ص ۴۶۰ «سبسب») .
2.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۵۹ ، تاريخ دمشق : ج۱۸ ص۴۴۵ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۷۶ ، العقد الفريد : ج ۳ ص ۳۶۷ ، الفتوح : ج ۵ ص ۱۲۷ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۵۶ وفيهما «فأطرق يزيد ساعة» بدل «فدمعت عين يزيد» والأربعة الأخيرة نحوه ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۱۱۸ عن عبد اللَّه بن ربيعة الحميري وفيه «فأطرق يزيد هنيهة» بدل «فدمعت عين يزيد» ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۲۹ .
3.في المصدر : «الزخم» ، وهو تصحيف .
4.قَرْقَرْ : المكان المستوي ، وقيل للصحراء البارزة : قَرْقَرْ (النهاية : ج ۴ ص ۴۸ «قرقر») .
5.مثير الأحزان : ص ۹۸ ؛ الأخبار الطوال : ص ۲۶۱ نحوه وليس فيه ذيله من «بقاع» .