485
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني

قالَ : فَعَرَفتَ هذِهِ الآيَةَ : (قُل لَّا أَسَْلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى‏) ؟
قالَ الشَّيخُ : قَد قَرَأتُ ذلِكَ .
قالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام : فَنَحنُ القُربى‏ - يا شَيخُ - ! قالَ : فَهَل قَرَأتَ في سورَةِ بَني إسرائيلَ : (وَ ءَاتِ ذَا الْقُرْبَى‏ حَقَّهُ) ؟
قالَ الشَّيخُ : قَد قَرَأتُ ذلِكَ .
فَقالَ عَلِيٌّ عليه السلام : نَحنُ القُربى‏ - يا شَيخُ - ! ولكِن هَل قَرَأتَ هذِهِ الآيَةَ : (وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَىْ‏ءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى‏) ؟
قالَ الشَّيخُ : قَد قَرَأتُ ذلِكَ .
قالَ عَلِيٌّ عليه السلام : فَنَحنُ ذُو القُربى‏ - يا شَيخُ - ! ولكِن هَل قَرَأتَ هذِهِ الآيَةَ : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) ؟
قالَ الشَّيخُ : قَد قَرَأتُ ذلِكَ .
قالَ عَلِيٌّ عليه السلام : فَنَحنُ أهلُ البَيتِ الَّذينَ خُصِّصنا بِآيَةِ الطَّهارَةِ .
قالَ : فَبَقِيَ الشَّيخُ ساعَةً ساكِتاً نادِماً عَلى‏ ما تَكَلَّمَهُ ، ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ إلَى السَّماءِ ، وقالَ : اللَّهُمَّ إنّي تائِبٌ إلَيكَ مِمّا تَكَلَّمتُهُ ومِن بُغضِ هؤُلاءِ القَومِ ، اللَّهُمَّ إنّي أبرَأُ إلَيكَ مِن عَدُوِّ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ . ۱

۱۵۷۹.الأمالي للصدوق عن حاجب عبيد اللَّه بن زياد - في ذِكرِ مَجي‏ءِ السَّبايا - : فَاُقيموا عَلى‏ دَرَجِ المَسجِدِ حَيثُ يُقامُ السَّبايا ، وفيهِم عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام ، وهُوَ يَومِئَذٍ فَتىً شابٌّ ، فَأَتاهُم شَيخٌ مِن أشياخِ أهلِ الشّامِ ، فَقالَ لَهُم : الحَمدُ للَّهِ‏ِ الَّذي قَتَلَكُم وأهلَكَكُم وقَطَعَ قَرنَ الفِتنَةِ . فَلَم يَألُ عَن شَتمِهِم .
فَلَمَّا انقَضى‏ كَلامُهُ ، قالَ لَهُ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام : أما قَرَأتَ كِتابَ اللَّهِ عزّ وجلّ ؟

1.الفتوح : ج ۵ ص ۱۲۹ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۶۱ وليس فيه من «قال : فهل قرأت في سورة بني إسرائيل» إلى «فنحن ذو القربى‏ يا شيخ !» .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
484

فَقالَ عليه السلام : فَنَحنُ القُربى‏ - يا شَيخُ - ، وهَل قَرَأتَ هذِهِ الآيَةَ : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا )۱ ؟
قالَ الشَّيخُ : قَد قَرَأتُ ذلِكَ .
فَقالَ عليه السلام : نَحنُ أهلُ البَيتِ الَّذينَ خَصَّنَا اللَّهُ بِآيَةِ الطَّهارَةِ - يا شَيخُ - .
قالَ الرّاوي : بَقِيَ الشَّيخُ ساكِتاً نادِماً عَلى‏ ما تَكَلَّمَ بِهِ ، وقالَ : تَاللَّهِ إنَّكُم هُم ؟ !
فَقالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام : تَاللَّهِ إنّا لَنَحنُ هُم مِن غَيرِ شَكٍّ ، وحَقِّ جَدِّنا رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله إنّا لَنَحنُ هُم .
قالَ : فَبَكَى الشَّيخُ ورَمى‏ عِمامَتَهُ ، ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ إلَى السَّماءِ وقالَ : اللَّهُمَّ إنّي أبرَأُ إلَيكَ مِن عَدُوِّ آلِ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ . ثُمَّ قالَ : هَل لي مِن تَوبَةٍ ؟
فَقالَ لَهُ : نَعَم ، إن تُبتَ تابَ اللَّهُ عَلَيكَ وأنتَ مَعَنا .
فَقالَ : أنَا تائِبٌ .
فَبَلَغَ يَزيدَ بنَ مُعاوِيَةَ حَديثُ الشَّيخِ ، فَأَمَرَ بِهِ فَقُتِلَ . ۲

۱۵۷۸.الفتوح : اُتِيَ بِحَرَمِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله حَتّى‏ اُدخِلوا مَدينَةَ دِمَشقَ مِن بابٍ يُقالُ لَهُ بابُ تَوماءَ ، ثُمَّ اُتِيَ بِهِم حَتّى‏ وَقَفوا عَلى‏ دَرَجِ بابِ المَسجِدِ حَيثُ يُقامُ السَّبيُ . وإذَا الشَّيخُ ۳ قَد أقبَلَ حَتّى‏ دَنا مِنهُم ، وقالَ : الحَمدُ للَّهِ‏ِ الَّذي قَتَلَكُم وأهلَكَكُم وأراحَ الرِّجالَ مِن سَطوَتِكُم ، وأمكَنَ أميرَ المُؤمِنينَ مِنكُم .
فَقالَ لَهُ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام : يا شَيخُ! هَل قَرَأتَ القُرآنَ ؟
فَقالَ : نَعَم قَد قَرَأتُهُ .

1.الأحزاب : ۳۳ .

2.الملهوف : ص ۲۱۱ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۲۹ وراجع : تفسير الطبري : ج ۹ الجزء ۱۵ ص ۷۲ و ج ۱۳ الجزء ۲۵ ص ۲۵ .

3.في مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : «شيخ» بدل «الشيخ» .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14327
صفحه از 952
پرینت  ارسال به