481
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني

رَأَينا سَبياً أحسَنَ مِن هؤُلاءِ ، فَمَن أنتُم ؟
فَقالَت سُكَينَةُ بِنتُ الحُسَينِ : نَحنُ سَبايا آلِ مُحَمَّدٍ . ۱

۱۵۷۴.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي عن زيد عن أبيه [زين العابدين‏] عليه السلام : إنَّ سَهلَ بنَ سَعدٍ ۲ قال : خَرَجتُ إلى‏ بَيتِ المَقدِسِ حَتّى‏ تَوَسَّطتُ الشّامَ ، فَإِذا أنَا بِمَدينَةٍ مُطَّرِدَةِ الأَنهارِ كَثيرَةِ الأَشجارِ ، قَد عَلَّقُوا السُّتورَ وَالحُجُبَ وَالدّيباجَ ۳ ، وهُم فَرِحونَ مُستَبشِرونَ ، وعِندَهُم نِساءٌ يَلعَبنَ بِالدُّفوفِ وَالطُّبولِ ، فَقُلتُ في نَفسي : لَعَلِّ لِأَهلِ الشّامِ عيداً لا نَعرِفُهُ نَحنُ ، فَرَأَيتُ قَوماً يَتَحَدَّثونَ ، فَقُلتُ : يا هؤُلاءِ ! ألَكُم بِالشّامِ عيدٌ لا نَعرِفُهُ نَحنُ ؟ !
قالوا : يا شَيخُ! نَراكَ غَريباً .
فَقُلتُ : أنَا سَهلُ بنُ سَعدٍ ، قَد رَأَيتُ رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله وحَمَلتُ حَديثَهُ .
فَقالوا : يا سَهلُ! ما أعجَبَكَ السَّماءُ لا تَمطُرُ دَماً ! وَالأَرضُ لا تَخسِفُ بِأَهلِها ! قُلتُ : ولِمَ ذاكَ ؟ فَقالوا هذا رَأسُ الحُسَينِ عليه السلام عِترَةِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، يُهدى‏ مِن أرضِ العِراقِ إلَى الشّامِ ، وسَيَأتِي الآنَ .

1.قرب الإسناد : ص ۲۶ ح ۸۸ ، الأمالي للصدوق : ص ۲۳۰ ح ۲۴۲ ، روضة الواعظين : ص ۲۱۰ كلاهما من دون إسنادٍ إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۵۵ و ص ۱۶۹ ح ۱۵ .

2.سهل بن سعد بن مالك بن خالد بن ثعلبة بن حارثة الأنصاري الساعدي، أبو العبّاس الأنصاري المدنيّ، و قيل أبو يحيى‏ ، كان من أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وأمير المومنين عليه السلام ، كان اسمه حزناً فغيّره النبيّ صلى اللَّه عليه وآله . وكان ممّن شهد لعليّ بحديث الغدير في سبعة عشر رجلاً. استشهده الحسين - في خطبته يوم عاشوراء - في جماعة على حديث النبيّ صلى اللَّه عليه وآله أنّ الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة. عمّر سهل حتّى أدرك الحجّاج وامتحن به في سنة (۷۴ ه) ، وكان ممّن ختمه الحجّاج في عنقه؛ ليذلّهم كيلا يسمع الناس من رأيهم. توفّي سنة ثمان وثمانين وهو ابن ستّ وتسعين أو إحدى وتسعين أو مئة سنة. يقال : إنّه آخر من توفّي من الصحابة في المدينة (راجع:التاريخ الكبير: ج ۴ ص ۹۷ وأنساب الأشراف: ج ۱ ص ۲۸۹ واُسد الغابة: ج ۲ ص ۵۷۵والإصابة: ج ۳ ص ۱۶۷ والأخبار الطوال : ص ۳۲۸ ومقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي:ج ۲ ص ۶۰ و رجال الطوسي: ص ۴۰ وص‏۶۶ وقاموس الرجال: ج ۵ ص ۳۶۲) .

3.الديباجُ : الثياب المُتَّخَذة من الإبريسَم (النهاية : ج ۲ ص ۹۷ «دبج») .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
480

إذا بَكَت إحداهُنَّ عِندَ رُؤيَتِهِ ضَرَبَها حارِسٌ بِسَوطِهِ ، ووَقَفَ أهلُ الذِّمَّةِ لَهُنَّ في سوقِ دِمَشقَ يَبصُقونَ في وُجوهِهِنَّ ، حَتّى‏ وَقَفنَ بِبابِ يَزيدَ ، فَأَمَرَ بِرَأسِ الحُسَينِ عليه السلام فَنُصِبَ عَلَى البابِ وجَميعُ حَرَمِهِ حَولَهُ ، ووُكِّلَ بِهِ الحَرَسُ ، وقالَ : إذا بَكَت مِنهُنَّ باكِيَةٌ فَالِطموها .
فَظَلَلنَ ورَأسُ الحُسَينِ عليه السلام بَينَهُنَّ مَصلوبٌ تِسعَ ساعاتٍ مِنَ النَّهارِ . وإنَّ اُمَّ كُلثومٍ رَفَعَت رَأسَها ، فَرَأَت رَأسَ الحُسَينِ عليه السلام فَبَكَت ، وقالَت : يا جَدّاه - تُريدُ رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله - هذا رَأسُ حَبيبِكَ الحُسَينِ مَصلوبٌ ، وبَكَت ، فَرَفَعَ يَدَهُ بَعضُ الحَرَسِ ولَطَمَها لَطمَةً حَصَرَ وَجهَها ، وشَلَّت يَدُهُ مَكانَهُ .
وفي هذا يَقولُ الأَزدِيُّ :

لَقَد ضَلَّ قَومٌ أصبَحوا في تَلَدُّدِ ۱سَباياهُم فِي الحَربِ آلُ مُحَمَّدِ
كَما ضَلَّ سَعيُ النّاكِبينَ بِعِجلِهِمِ‏فَأَعقَبَهُم لَعناً بِدينِ التَّهَوُّدِ
وموسى‏ وعيسى‏ بُشِّرا بِمُحَمَّدٍعَلَيهِ سَلامُ اللَّهِ مِن مُتَهَجِّدِ
أيا اُمَّةَ الإِسلامِ يا اُمَّةَ الَّذي‏هَدَى اللَّهُ مِنّا بِالنَّبِيِّ كُلَّ مُهتَدِ
وثَوبٌ لِأَبناءِ النَّبِيِّ فَلَو تَرى‏بَنُو اللَّعنِ إذ عَنَوا لَهُم بِالتَّهَدُّدِ
بِسوقِ دِمَشقَ يَبصُقونَ وُجوهَهُم‏فِداءٌ لَها نَفسي وما مَلَكَت يَدي‏
فَما جَرى دَمعي يا حَبيبي بِناضِبٍ‏ولا زَندُ وَدّي لِلحُسَينِ بِمُصلَدِ ۲۳

۱۵۷۳.قرب الإسناد عن عبد اللَّه بن ميمون عن جعفر بن محمد عن أبيه [الباقر] عليهما السلام : لَمّا قُدِمَ عَلى‏ يَزيدَ بِذَرارِيِّ الحُسَينِ ، اُدخِلَ بِهِنَّ نَهاراً مَكشوفاتٍ وُجوهُهُنَّ ، فَقالَ أهلُ الشَّامِ الجُفاةُ : ما

1.التَّلَدُّدُ : التلفّت يميناً وشمالاً تحيّراً (النهاية : ج ۴ ص ۲۴۵ «لدد») .

2.صَلَدَ الزَّنْدُ : إذا صوّت ولم يخرج ناراً (الصحاح : ج ۲ ص ۴۹۸ «صلد»). إشارة إلى عدم قطع الودّ والمحبّة .

3.بستان الواعظين : ص ۲۶۳ ح ۴۱۹ نقلاً عن كتاب التعازي والعزاء .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14192
صفحه از 952
پرینت  ارسال به