475
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني

إنّ الأنذال الذين حملوا معهم رأس الإمام الحسين عليه السلام من الكوفة كانوا خائفين من أن تقوم القبائل العربيّة عليهم وتستعيد الرأس الشريف ؛ ولهذا فقد تركوا طريق العراق ولجؤوا إلى الطرق الفرعيّة . ۱
ثالثاً : من الاُصول المهمّة التي تعتمدها الحكومات فى سياساتها سُرعة العمل ، وهذا الأصل يستدعي اختيار أخصر الطرق وأسرعها .

الحصيلة النهائية

نستخلص ممّا تقدّم أنّه لا يمكن إبداء رأيٍ بنحو قطعي في هذا الموضوع؛ وذلك بسبب عدم وجود أدلّة واضحة يمكن الاعتماد عليها . ولكن يمكن القول بأنّ الأرجح - نظراً للقرائن التي ذكرناها فيما تقدّم - هو طريق البادية .

طريق مسير أهل البيت من الشام إلى المدينة

استناداً إلى الخريطة الخاصّة بموسوعة الإمام الحسين عليه السلام، ۲ فإنّ المسافة بين دمشق والمدينة تبلغ حدود ۱۲۲۹ كيلومتراً، وتشتمل على ۳۲ منزلاً، ومن المسلّم أنّ قافلة سبايا أهل البيت عليهم السلام قطعت هذه المسافة خلال عودتها من الشام ، وإذا كانوا قد ذهبوا إلى كربلاء أيضاً خلال رجوعهم ، فسيكونون قد اجتازوا مسافة طويلة للغاية .
وقد بدأ مسير أهل البيت الملي‏ء بالعناء من المدينة وانتهى بالمدينة. ويبلغ الحدّ الأدنى من الطريق الذي ساره هؤلاء السادة العظام ۴۱۰۰ كيلومتراً على فرض الذهاب من الكوفة إلى دمشق من أقصر الطرق - وهو طريق البادية - وعدم الذهاب مرّةً اُخرى إلى كربلاء عند رجوعهم ، وفقاً للحساب التالي : (من المدينة إلى مكّة) ۴۳۱ كيلومتراً + (من مكّة حتّى كربلاء) ۱۴۴۷ كيلومتراً + (من كربلاء وحتّى الكوفة) ۷۰ كيلو متراً + (من الكوفة وحتّى دمشق - من طريق البادية) ۹۲۳ كيلو متراً + (من دمشق وحتّى المدينة) ۱۲۲۹ كيلو متراً .

1.كامل بهائي (بالفارسية) : ج ۲ ص ۲۹۱ .

2.راجع : الخريطة رقم ۵ في آخر الكتاب .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
474

الطرق الفرعية ولا يطاف بهم في المدن.
۴ . بناءً على ما تقدّم ، فإنّ النقطة الوحيدة التي ترجّح الطريق السلطاني أو المحاذي للفرات على طريق البادية، هي قربه من الماء . على أنّ هذه القضية لا تمثّل وجه ترجيح قوي؛ نظراً إلى صِغَر الركب وإمكانية حمل الماء على الجمال .
وممّا يؤيّد هذه الملاحظة عدم ذكر تفاصيل السفر ، وعدم توفّر رواية حول مرور الركب بالمدن، وعلى الأقلّ ذكر مدينة أو مدينتين من المدن المهمّة الواقعة في الطريق ، وهو ما يدلّ بحدّ ذاته على اجتياز الطريق الصحراوي، أو الطرق الفرعية .
۵ . هناك بعض القرائن التي يمكن من خلالها القول بترجيح طريق البادية على الطريقين الآخرَين ، وهي :
أوّلاً : لوكان مسير الاُسارى هو طريق ضفاف الفرات أو الطريق السلطاني اللذين يمرّان عبر مدن كثيرة ، لنقلت لنا المصادر المعتبرة بعض الأخبار المتعلّقة بكيفية مواجهة أهالي تلك المدن مع أهل البيت عليهم السلام ، أو على الأقلّ مشاهدتهم فيها ؛ كما هو الحال في كربلاء والكوفة والشام، في حين إنّنا لا نجد في هذا المجال خبرٌ واحد حول هذا الموضوع.
بناءً على ذلك ، فالظاهر أنّ مسير السبايا كان من طريق قليلة السكّان أو خالية منهم ، وهو ما يرجّح طريق البادية .
ثانياً : إنّ الاعتراضات التي كانت تشكّل ضغوطاً على الجهاز الحاكم والتي بدأت منذ اللحظة الاُولى‏ لشهادة الإمام الحسين عليه السلام ؛ حتّى من قِبل الموالين للحكومة واُسَرِ المقاتلين الجُناة و أصداء واقعة عاشوراء وانعكاساتها في الكوفة، تشكّل وبطبيعة الحال مانعاً عن نقل السبايا والرأس الشريف عن طريق المدن والقرى العامرة بالسكّان!
ويؤيّد ذلك ما ورد في كتاب الكامل للبهائي ، حيث قال :

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 9882
صفحه از 952
پرینت  ارسال به