إنّ الأنذال الذين حملوا معهم رأس الإمام الحسين عليه السلام من الكوفة كانوا خائفين من أن تقوم القبائل العربيّة عليهم وتستعيد الرأس الشريف ؛ ولهذا فقد تركوا طريق العراق ولجؤوا إلى الطرق الفرعيّة . ۱
ثالثاً : من الاُصول المهمّة التي تعتمدها الحكومات فى سياساتها سُرعة العمل ، وهذا الأصل يستدعي اختيار أخصر الطرق وأسرعها .
الحصيلة النهائية
نستخلص ممّا تقدّم أنّه لا يمكن إبداء رأيٍ بنحو قطعي في هذا الموضوع؛ وذلك بسبب عدم وجود أدلّة واضحة يمكن الاعتماد عليها . ولكن يمكن القول بأنّ الأرجح - نظراً للقرائن التي ذكرناها فيما تقدّم - هو طريق البادية .
طريق مسير أهل البيت من الشام إلى المدينة
استناداً إلى الخريطة الخاصّة بموسوعة الإمام الحسين عليه السلام، ۲ فإنّ المسافة بين دمشق والمدينة تبلغ حدود ۱۲۲۹ كيلومتراً، وتشتمل على ۳۲ منزلاً، ومن المسلّم أنّ قافلة سبايا أهل البيت عليهم السلام قطعت هذه المسافة خلال عودتها من الشام ، وإذا كانوا قد ذهبوا إلى كربلاء أيضاً خلال رجوعهم ، فسيكونون قد اجتازوا مسافة طويلة للغاية .
وقد بدأ مسير أهل البيت المليء بالعناء من المدينة وانتهى بالمدينة. ويبلغ الحدّ الأدنى من الطريق الذي ساره هؤلاء السادة العظام ۴۱۰۰ كيلومتراً على فرض الذهاب من الكوفة إلى دمشق من أقصر الطرق - وهو طريق البادية - وعدم الذهاب مرّةً اُخرى إلى كربلاء عند رجوعهم ، وفقاً للحساب التالي : (من المدينة إلى مكّة) ۴۳۱ كيلومتراً + (من مكّة حتّى كربلاء) ۱۴۴۷ كيلومتراً + (من كربلاء وحتّى الكوفة) ۷۰ كيلو متراً + (من الكوفة وحتّى دمشق - من طريق البادية) ۹۲۳ كيلو متراً + (من دمشق وحتّى المدينة) ۱۲۲۹ كيلو متراً .