مجموع هذا الطريق وطريق البادية بمثلّث قاعدته طريق البادية .
الطريق الثالث : ضفاف دجلة
يعدّ دجلة النهر الكبير الثاني في العراق، حيث ينبع هو الآخر من تركيا أيضاً، ولكنّه لا يمرّ بالشام ، فكان الذي يريد السفر إلى شمال شرقي العراق يختار ضفافه للسفر إلى هناك. ولم يكن هذا الطريق هو الطريق الرئيسي بين الكوفة ودمشق ، وإنّما يسيرون مقداراً منه ثمّ ينحرفون تدريجيّاً نحو الغرب والالتحاق بطريق ضفاف الفرات بعد اجتياز مسافة ليست بالقصيرة، ثمّ دخول دمشق من ذلك الطريق.
ويمكن اعتبار هذا الطريق ثلاثة أضلاع من مستطيل طوله طريق البادية، والأضلاع الثلاثة الاُخرى هي : المسافة المقطوعة من الكوفة نحو الشمال، الطريق المقطوع باتّجاه الغرب ، ثمّ رجوع قسم من الطريق المقطوع نحو الجنوب ، ولذلك فإنّه أطول من جميع الطرق الاُخرى ، ويبلغ طوله حدود (۱۵۴۵ كيلومتراً)، ويُسمّى هذا الطريق ب«الطريق السلطاني» .
نقاط ملفتة للنّظر
لم نعثر على دليل واضح ورواية تاريخية معتبرة وقديمة لإثبات مرور سبايا أهل البيت عبر أحد هذه الطرق الثلاثة، كما لم تصلنا رواية عن أهل البيت عليهم السلام في هذا المجال، والذي وصلنا ما هو إلّا علامات جزئية وغير كافية جاءت بشكل متفرّق في بعض الكتب أو القصص والتراجم الفاقدة للسند وغير المعتبرة، مع أنّها وردت في كتب غير صالحة للاعتماد ؛ كالمقتل المنتحل المنسوب إلى أبي مخنف ، والذي تكرّر ذكره في الكتب اللّاحقة له . وسندرس هنا بعض الدلالات والعلامات الجزئية المشار إليها :
۱ . ذكر في معجم البلدان - وهو كتاب جغرافي قديم - في التعريف بقسم من مدينة حلب في الشام :
في غربي البلد في سفح جبل جوشن قبر المحسن بن الحسين عليه السلام ، يزعمون أنّه