455
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني

هو انغماس ملوّث بالكفر في أعماق الجحود ، وزيادة في الكفر ، وأمّا الشهادة فهي كرامة لآل اللَّه ... .
كانت خطب زينب الكبرى في ذروة الفصاحة والبلاغة والتأثير ، كما كانت حكيمة في تشخيص الموقف المناسب .
واستناداً إلى ما ورد في بعض المصادر ۱ أنها لمّا ردّت إلى المدينة لم تتوقّف لحظة عن الاضطلاع برسالة الشهداء ، وتنوير الرأي العام ، وتوعية الناس واطّلاعهم على ظلم بني اُميّة ، فاضطرّ حاكم المدينة إلى نفيها بعد أن استشار يزيد في ذلك . ۲
يجدر ذكره أنّنا لم نجد تاريخ ولادتها ووفاتها في المصادر المعتبرة، وقد ذُكرت أقوال عديدة في المصادر المتأخّرة بشأن ولادتها، نظير: ۵ جمادى الاُولى سنة ۵ للهجرة، شعبان سنة ۶ للهجرة ، محرّم الحرام عام ۵ للهجرة . ۳ وقيل : إنّ تاريخ وفاتها هو الخامس عشر من رجب عام ۶۲ للهجرة . ۴
۲ . اُمّ كلثوم عليها السلام بنت أمير المؤمنين عليه السلام . ۵
وتُسمّى زينب الصغرى أيضاً ۶ ، فأبوها أمير المؤمنين عليه السلام، ولكن يبدو أنّ اُمّها ليست فاطمة الزهراء عليها السلام ؛ ذلك لأنّ اُمّ كلثوم التي هي ابنة الزهراء توفّيت في حياة الإمام

1.مصدر هذا الخبر أخبار الزينبات - المنسوب للعبيدلي - : (ص ۱۱۸) ، إلا أنّ اعتبار هذا الكتاب وانتسابه للعبيدلي معرض للشكّ ، وراجع : ميراث حديث الشيعة : ج ۱۶ ص ۷ .

2.راجع : أخبار الزينبات : ص ۱۱۸ .

3.راجع: رياحين الشريعة: ج ۳ ص ۳۳.

4.أخبار الزينبات : ص ۱۲۲ وراجع : ميراث حديث الشيعة: ج ۱۶ ص ۲۱.

5.شرح الأخبار: ج ۳ ص ۱۹۸؛ مقاتل الطالبيين: ص ۱۱۹ وراجع: الملهوف : ص ۱۹۸ و۲۱۰ ومثير الأحزان: ص ۸۸ و۹۷ وتاريخ الطبري: ج ۵ ص ۳۵۵ والأخبار الطوال: ص ۲۲۸ ومقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي: ج ۲ ص ۳۸.

6.مجموعة نفيسة: ص ۹۴ (تاج المواليد).


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
454

سمعوا خطب الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ، هاهم يرونه باُمّ أعينهم يخطب فيهم !
وقال قائل : واللَّه، لم أرَ خَفِرةً ۱ قطّ أنطق منها! كأنّها تنطق وتُفرغ عن لسان عليّ عليه السلام .
وكان ابن زياد قد أثمله التكبّر ، ومَرَد على الضراوة والتوحّش ، فنال من آل اللَّه ، فانبرت إليه الحوراء وألقمته حجراً بكلماتها الخالدة التي أخزته، وذلك حينما قال لها: كَيفَ رَأيتِ صُنعَ اللَّهِ بِأَخيكِ وأهلِ بَيتكِ؟ فَقالَت:
ما رَأَيتُ إلّا جَميلاً، هؤلاء قَومٌ كَتبَ اللَّهُ عَلَيهِمُ القَتلَ، فَبَرَزوا الى مَضاجِعِهِم، وسَيَجمَعُ اللَّهُ بَينَكَ وبَينَهُم، فَتُحاجُّ وتُخاصَمُ، فَانظُر لِمَنِ الفَلَجُ يومَئذٍ؟! هَبِلَتكَ اُمُّكَ يابنَ مَرجانَةَ. ۲
وعندما نظرت إلى يزيد متربّعاً على عرش السلطة ومعه الأكابر ومندوبو بعض البلدان - وكان يتباهى بتسلّطه ، ويتحدّث بسفاهة مهوِّلاً على الآخرين ، ناسباً قتل الأبرار إلى اللَّه - قامت إليه عقيلة بني هاشم ، فصكّت مسامعه بخطبتها البليغة العصماء . وممّا قالته فيها :
أمِنَ العَدلِ - يَابنِ الطُّلَقاءِ - تَخديرُكَ حَرائِرَكَ وإماءَكَ ، وسَوقُكَ بَناتِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله سَبايا ! قَد هَتَكتَ سُتورَهُنَّ ، وأبدَيتَ وُجوهَهُنَّ ، يَحدو بِهِنَّ الأَعداءُ مِن بَلَدٍ إلى‏ بَلَدٍ؟! ۳
وبتلك الكلمات القصيرة الدامغة ذكّرته بماضي أهله حيث كانوا عبيد حرب، ثمّ اُطلقوا بعد أن أسلموا خائفين من القتل ، فدلّت على عدم جدارته للحكم من جهة ، وعلى جوره ونشره للظلم من جهة اُخرى . واستَشهدت أخيراً بآيات قرآنيّة لتعلن بصراحة أنّ موقعه ليس كرامة إلهيّة - كما زعم أو حاول أن يلقّن الناس به - بل

1.الخَفِر : الكثير الحياء (النهاية :ج ۲ ص ۵۳) .

2.راجع : ص ۴۲۷ ح ۱۵۲۷ .

3.راجع : ص ۵۱۱ ح ۱۶۲۷ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14172
صفحه از 952
پرینت  ارسال به