وممّا ينبغي ذكره أنّ الصدوق نقل في أماليه بسند غير معتبر قصّة طفلين لمسلم بن عقيل كانا ممّن تبقّى بعد وقعة كربلاء، واستُشهدا على يد رجل يدعى الحارث ، ولكن تفيد رواية الطبري وغيره أنّ هذين الطفلين كانا ابني عبد اللَّه بن جعفر . ۱
الأسرى من نساء بني هاشم
۱ . السيّدة زينب الكبرى بنت أمير المؤمنين عليه السلام .
حاملة رسالة عاشوراء ومبيّنة الملحمة الحسينيّة ، وفاضحة الأشقياء المدلّسين الناشرين للظلم ، ومَظهر الوقار ، ورمز الحياء ، ومثال العزّ والرفعة ، واُسوة الثبات والصبر والعبادة .
وبلغت منزلتها الرفيعة ومكانتها السامية في البيت النبويّ مبلغاً يعجز القلم عن بيانه ، ويحسر عن تبيان مكارمها ومناقبها وفضائلها عليها السلام .
وقد رسم الفقيه المؤرّخ المصلح الكبير العلّامة السيّد محسن الأمين العاملي معالم شخصيّتها بقوله :
كانت زينب عليها السلام من فضليات النساء ، وفضلها أشهر من أن يُذكر ، وأبين من أن يسطر . وتُعلم جلالة شأنها وعلوّ مكانها ، وقوّة حجّتها ، ورجاحة عقلها ، وثبات جنانها ، وفصاحة لسانها ، وبلاغة مقالها - حتى كأنّها تُفرغ عن لسان أبيها أمير المؤمنين عليه السلام - من خطبها بالكوفة والشام ، واحتجاجها على يزيد وابن زياد بما فحمهما ، حتّى لجأ إلى سوء القول والشتم وإظهار الشماتة والسباب الذي هو سلاح العاجز عن إقامة الحجّة . وليس عجيباً من زينب الكبرى أن تكون كذلك