جامِعَةً ، فَاجتَمَعَ النّاسُ فِي المَسجِدِ الأَعظَمِ ، فَصَعِدَ المِنبَرَ ابنُ زِيادٍ ، فَقالَ : الحَمدُ للَّهِِ الَّذي أظهَرَ الحَقَّ وأهلَهُ ، ونَصَرَ أميرَ المُؤمِنينَ يَزيدَ بنَ مُعاوِيَةَ وحِزبَهُ ، وقَتَلَ الكَذّابَ ابنَ الكَذّابِ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ وشيعَتَهُ .
فَلَم يَفرُغِ ابنُ زِيادٍ مِن مَقالَتِهِ ، حَتّى وَثَبَ إلَيهِ عَبدُ اللَّهِ بنُ عَفيفٍ الأَزدِيُّ ثُمَّ الغامِدِيُّ ثُمَّ أحَدُ بَني والِبَةَ ، وكانَ مِن شيعَةِ عَلِىٍّ عليه السلام ، وكانَت عَينُهُ اليُسرى ذَهَبَت يَومَ الجَمَلِ مَعَ عَلِيِّ عليه السلام، فَلَمّا كانَ يَومَ صِفّينَ ضُرِبَ عَلى رَأسِهِ ضَربَةٌ واُخرى عَلى حاجِبِهِ فَذَهَبَت عَينُهُ الاُخرى ، فَكانَ لا يَكادُ يُفارِقُ المَسجِدَ الأَعظَمَ ، يُصَلّي فيهِ إلَى اللَّيلِ ثُمَّ يَنصَرِفُ .
قالَ : فَلَمّا سَمِعَ مَقالَةَ ابنِ زِيادٍ ، قالَ : يَابنَ مَرجانَةَ ! إنَّ الكَذّابَ ابنَ الكَذّابِ أنتَ وأبوكَ وَالَّذي وَلّاكَ وأبوهُ ، يَابنَ مَرجانَةَ ! أتَقتُلونَ أبناءَ النَّبِيّينَ وتَكَلَّمونَ بِكَلامِ الصِّدّيقينَ ؟!
فَقالَ ابنُ زِيادٍ : عَلَيَّ بِهِ ، قالَ : فَوَثَبَت عَلَيهِ الجَلاوِزَةُ ۱ فَأَخَذوهُ .
قالَ : فَنادى بِشِعارِ الأَزدِ : يا مَبرورُ ، قالَ : وعَبدُ الرَّحمنِ بنُ مِخنَفٍ الأَزدِيُّ جالِسٌ ، فَقالَ : وَيحَ غَيرِكَ ! أهلَكتَ نَفسَكَ وأهلَكتَ قَومَكَ ! قالَ : وحاضِرُ الكوفَةِ يَومَئِذٍ مِنَ الأَزدِ سَبعُمِئَةِ مُقاتِلٍ ، قالَ : فَوَثَبَ إلَيهِ فِتيَةٌ مِنَ الأَزدِ فَانتَزَعوهُ ، فَأَتَوا بِهِ أهلَهُ ، فَأَرسَلَ إلَيهِ مَن أتاهُ بِهِ فَقَتَلَهُ ، وأمَرَ بِصَلبِهِ فِي السَّبَخَةِ ، فَصُلِبَ هُنالِكَ . ۲
۱۵۳۷.الإرشاد: دَخَلَ [ابنُ زِيادٍ] المَسجِدَ فَصَعِدَ المِنبَرَ فَقالَ : الحَمدُ للَّهِِ الَّذي أظهَرَ الحَقَّ وأهلَهُ ، ونَصَرَ أميرَ المُؤمِنينَ يَزيدَ وحِزبَهُ ، وقَتَلَ الكَذّابَ ابنَ الكَذّابِ وشيعَتَهُ .
فَقامَ إلَيهِ عَبدُ اللَّهِ بنُ عَفيفٍ الأَزدِيُّ - وكانَ مِن شيعَةِ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام - فَقالَ : يا عَدُوَّ اللَّهِ ، إنَّ الكَذّابَ أنتَ وأبوكَ ، وَالَّذي وَلّاكَ وأبوهُ ، يَابنَ مَرجانَةَ ، تَقتُلُ أولادَ النَّبِيّينَ