435
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني

جامِعَةً ، فَاجتَمَعَ النّاسُ فِي المَسجِدِ الأَعظَمِ ، فَصَعِدَ المِنبَرَ ابنُ زِيادٍ ، فَقالَ : الحَمدُ للَّهِ‏ِ الَّذي أظهَرَ الحَقَّ وأهلَهُ ، ونَصَرَ أميرَ المُؤمِنينَ يَزيدَ بنَ مُعاوِيَةَ وحِزبَهُ ، وقَتَلَ الكَذّابَ ابنَ الكَذّابِ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ وشيعَتَهُ .
فَلَم يَفرُغِ ابنُ زِيادٍ مِن مَقالَتِهِ ، حَتّى‏ وَثَبَ إلَيهِ عَبدُ اللَّهِ بنُ عَفيفٍ الأَزدِيُّ ثُمَّ الغامِدِيُّ ثُمَّ أحَدُ بَني والِبَةَ ، وكانَ مِن شيعَةِ عَلِىٍّ عليه السلام ، وكانَت عَينُهُ اليُسرى‏ ذَهَبَت يَومَ الجَمَلِ مَعَ عَلِيِّ عليه السلام، فَلَمّا كانَ يَومَ صِفّينَ ضُرِبَ عَلى‏ رَأسِهِ ضَربَةٌ واُخرى‏ عَلى‏ حاجِبِهِ فَذَهَبَت عَينُهُ الاُخرى‏ ، فَكانَ لا يَكادُ يُفارِقُ المَسجِدَ الأَعظَمَ ، يُصَلّي فيهِ إلَى اللَّيلِ ثُمَّ يَنصَرِفُ .
قالَ : فَلَمّا سَمِعَ مَقالَةَ ابنِ زِيادٍ ، قالَ : يَابنَ مَرجانَةَ ! إنَّ الكَذّابَ ابنَ الكَذّابِ أنتَ وأبوكَ وَالَّذي وَلّاكَ وأبوهُ ، يَابنَ مَرجانَةَ ! أتَقتُلونَ أبناءَ النَّبِيّينَ وتَكَلَّمونَ بِكَلامِ الصِّدّيقينَ ؟!
فَقالَ ابنُ زِيادٍ : عَلَيَّ بِهِ ، قالَ : فَوَثَبَت عَلَيهِ الجَلاوِزَةُ ۱ فَأَخَذوهُ .
قالَ : فَنادى‏ بِشِعارِ الأَزدِ : يا مَبرورُ ، قالَ : وعَبدُ الرَّحمنِ بنُ مِخنَفٍ الأَزدِيُّ جالِسٌ ، فَقالَ : وَيحَ غَيرِكَ ! أهلَكتَ نَفسَكَ وأهلَكتَ قَومَكَ ! قالَ : وحاضِرُ الكوفَةِ يَومَئِذٍ مِنَ الأَزدِ سَبعُمِئَةِ مُقاتِلٍ ، قالَ : فَوَثَبَ إلَيهِ فِتيَةٌ مِنَ الأَزدِ فَانتَزَعوهُ ، فَأَتَوا بِهِ أهلَهُ ، فَأَرسَلَ إلَيهِ مَن أتاهُ بِهِ فَقَتَلَهُ ، وأمَرَ بِصَلبِهِ فِي السَّبَخَةِ ، فَصُلِبَ هُنالِكَ . ۲

۱۵۳۷.الإرشاد: دَخَلَ [ابنُ زِيادٍ] المَسجِدَ فَصَعِدَ المِنبَرَ فَقالَ : الحَمدُ للَّهِ‏ِ الَّذي أظهَرَ الحَقَّ وأهلَهُ ، ونَصَرَ أميرَ المُؤمِنينَ يَزيدَ وحِزبَهُ ، وقَتَلَ الكَذّابَ ابنَ الكَذّابِ وشيعَتَهُ .
فَقامَ إلَيهِ عَبدُ اللَّهِ بنُ عَفيفٍ الأَزدِيُّ - وكانَ مِن شيعَةِ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام - فَقالَ : يا عَدُوَّ اللَّهِ ، إنَّ الكَذّابَ أنتَ وأبوكَ ، وَالَّذي وَلّاكَ وأبوهُ ، يَابنَ مَرجانَةَ ، تَقتُلُ أولادَ النَّبِيّينَ

1.الجِلواز : الشرطي ، والجمع الجلاوزة (الصحاح : ج ۳ ص ۸۶۹ «جلز») .

2.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۵۸ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۷۵ ، جواهر المطالب : ج ۲ ص ۲۹۲ ؛ الحدائق الورديّة : ج ۱ ص ۱۲۴ كلّها نحوه وراجع : تذكرة الخواصّ : ص ۲۵۹ والبداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۹۱ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
434

كلام حول الروايات المتعلّقة باختفاء الإمام زين العابدين عليه السلام‏

جاء في عدد من الروايات السالفة أنّه بعد واقعة كربلاء أخذ أحدُ أفراد العدوّ الإمامَ عليّ بن الحسين عليه السلام إلى بيته بشكل سرّي ومنفصل عن الأسرى الآخرين ، واستضافه أيّاماً حتّى عيّن ابن زياد جائزة للعثور عليه، فسلّم الإمام إلى ابن زياد وهو موثّق بالحبال خوفاً من أن يقتل . ۱
ولكنّ هذا القسم من الروايات لا يبدو صحيحاً ؛ لأنّه يتعارض مع جميع الروايات الدالّة على حضور عليّ بن الحسين عليه السلام مع سائر الأسرى، ۲ لا سيّما الرواية المتعلّقة بإسكات عمّته الفاضلة ، ۳ ورواية خطبته في الكوفة ، ۴ المتقدّمتين .
مضافاً إلى ذلك ، فإنّ من المستبعد أن يغفل عن غياب شخصيّة مثل عليّ بن الحسين عليه السلام من بين الأسرى، والأبعد من ذلك موافقة الإمام عليه السلام على الاختفاء منفصلاً عن سائر أهل البيت !

۶ / ۱۲

وُقوفُ عَبدِ اللَّهِ بنِ عَفيفٍ أمامَ ابنِ زِيادٍ وفَوزُهُ بِالشَّهادَةِ ۵

۱۵۳۶.تاريخ الطبري عن حميد بن مسلم : لَمّا دَخَلَ عُبَيدُ اللَّهِ القَصرَ ودَخَلَ النّاسُ ، نودِيَ الصَّلاةَ

1.راجع : ص ۴۳۲ ح ۱۵۳۴ وص ۴۳۳ ح ۱۵۳۵ .

2.راجع : ص ۴۰۳ (إشخاص أهل البيت إلى الكوفة) وص ۴۰۴ (وداع أهل البيت مع الشهداء).

3.راجع: ص ۴۱۰ (خطبة زينب عليها السلام في أهل الكوفة).

4.راجع : ص ۴۲۰ (خطبة الإمام علي بن الحسين عليه السلام في أهل الكوفة).

5.وقعت هذه الحادثة بعد صدامات ابن زياد مع أهل البيت في دار الإمارة كما في الإرشاد .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10378
صفحه از 952
پرینت  ارسال به