433
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني

فَأَتاني رَجَلٌ مِن أهلِ الشّامِ ، فَاحتَمَلَني ، فَمَضى‏ بي وهُوَ يَبكي ، وقالَ لي :
يَابنَ رَسولِ اللَّهِ ، إنّي أخافُ عَلَيكَ فَكُن عِندي .
ومَضى‏ بي إلى‏ رَحلِهِ وأكرَمَ نُزُلي ، وكانَ كُلَّما نَظَرَ إلَيَّ يَبكي .
فَكُنتُ أقولُ في نَفسي : إن يَكُن عِندَ أحَدٍ مِن هؤُلاءِ خَيرٌ فَعِندَ هذَا الرَّجُلِ .
فَلَمّا صِرنا إلى‏ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ سَأَلَ عَنّي .
فَقيلَ : قَد تُرِكَ . وطُلبِتُ فَلَم اُوجَد ، فَنادى‏ مُنادٍ : مَن وَجَدَ عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ ، فَليَأتِ بِهِ ولَهُ ثَلاثُمِئَةِ دِرهَمٍ .
فَدَخَلَ عَلَيَّ الرَّجُلُ الَّذي كُنتُ عِندَهُ - وهُوَ يَبكي - وجَعَلَ يَربِطُ يَدَيَّ إلى‏ عُنُقي ، ويَقولُ : أخافُ عَلى‏ نَفسي يَابنَ رَسولِ اللَّهِ ، إن سَتَرتُكَ عَنهُم أن يَقتُلوني .
فَدَفَعَني إلَيهِم مَربوطاً ، وأخَذَ الثَّلاثَمِئَةِ دِرهَمٍ وأنَا أنظُرُ إلَيهِ .
ومُضِيَ بي إلى‏ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ اللَّعينِ ، فَلَمّا صِرتُ بَينَ يَدَيهِ قالَ : مَن أنتَ ؟ قُلتُ : أنَا عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ .
قالَ : أوَ لَم يَقتُلِ اللَّهُ عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ ؟
قُلتُ : كانَ أخي ، وقَد قَتَلَهُ النّاسُ .
قالَ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ : بَل قَتَلَهُ اللَّهُ .
فَقالَ عَلِيٌّ عليه السلام : (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَ الَّتِى لَمْ تَمُتْ فِى مَنَامِهَا) . ۱
فَأَمَرَ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ اللَّعينُ بِقَتلِ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام .
فَصاحَت زَينَبُ بِنتُ عَلِيٍّ عليها السلام : يَابنَ زِيادٍ ، حَسبُكَ مِن دِمائِنا ، اُناشِدُكَ اللَّهَ إن قَتَلتَهُ إلّا قَتَلتَني مَعَهُ . ۲

1.الزمر : ۴۲ .

2.شرح الأخبار : ج ۳ ص ۱۵۶ و ص ۲۵۰ نحوه .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
432

فَصاحَت زَينَبُ بِنتُ عَلِيٍّ عليها السلام : يَابنَ زِيادٍ حَسبُكَ مِن دِمائِنا ، إن قَتَلتَهُ ، فَاقتُلني مَعَهُ ، وقالَ عَلِيٌّ عليه السلام : يَابنَ زِيادٍ إن كُنتَ قاتِلي فَانظُر إلى‏ هذِهِ النِّسوَةِ ، مَن بَينَهُ وبَينَهُنَّ قَرابَةٌ يَكونُ مَعَهُنَّ ؟! فَقالَ ابنُ زِيادٍ : أنتَ وذاكَ . ۱

۱۵۳۴.الطبقات الكبرى‏ (الطبقة الخامسة من الصحابة) عن عليّ بن حسين [زين العابدين‏] عليه السلام : فَغَيَّبَني رَجُلٌ مِنهُم وأكرَمَ نُزُلي وَاحتَضَنَني ، وجَعَلَ يَبكي كُلَّما خَرَجَ ودَخَلَ ، حَتّى‏ كُنتُ أقولُ : إن يَكُن عِندَ أحَدٍ مِنَ النّاسِ وَفاءٌ فَعِندَ هذا . إلى‏ أن نادى‏ مُنادِي ۲ ابنِ زِيادٍ : ألا مَن وَجَدَ عَلِيَّ بنَ حُسَينٍ فَليَأتِ بِهِ ، فَقَد جَعَلنا فيهِ ثَلاثَمِئَةِ دِرهَمٍ .
قالَ : فَدَخَلَ - وَاللَّهِ - عَلَيَّ وهُوَ يَبكي ، وجَعَلَ يَربِطُ يَدَيَّ إلى‏ عُنُقي ! وهُوَ يَقولُ : أخافُ ! فَأَخرَجَني وَاللَّهِ إلَيهِم مَربوطاً حَتّى‏ دَفَعَني إلَيهِم ، وأخَذَ ثَلاثَمِئَةِ دِرهَمٍ وأنَا أنظُرُ إلَيها .
فَاُخِذتُ فَاُدخِلتُ عَلَى ابنِ زِيادٍ ، فَقالَ : مَا اسمُكَ ؟ فَقُلتُ : عَلِيُّ بنُ حُسَينٍ ، قالَ : أوَ لَم يَقتُلِ اللَّهُ عَلِيّاً ؟ قالَ : قُلتُ كانَ لي أخٌ يُقالُ لَهُ عَلِيٌّ أكبَرُ مِنّي قَتَلَهُ النّاسُ ، قالَ : بَلِ اللَّهُ قَتَلَهُ ، قُلتُ : (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا) . ۳ فَأَمَرَ بِقَتلِهِ .
فَصاحَت زَينَبُ بِنتُ عَلِيٍّ يَابنَ زِيادٍ : حَسبُكَ مِن دِمائِنا ، أسأَلُكَ بِاللَّهِ إن قَتَلتَهُ إلّا قَتَلتَني مَعَهُ ، فَتَرَكَهُ . ۴

۱۵۳۵.شرح الأخبار - في بَيانِ الوَقائِعِ ما بَعدَ الشَّهادَةِ - : ... ومَضَوا بِعَليِّ بنِ الحُسَينِ الأَكبَرِ الباقي مِن وُلدِهِ وهُوَ شَديدُ العلّة ... وقالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام : فَما فَهِمتُهُ وعَقَلتُهُ مَعَ عِلَّتي وشِدَّتِها أنَّهُ اُتِيَ بي إلى‏ عُمَرَ بنِ سَعدٍ ، فَلَمّا رَأى‏ ما بي أعرَضَ عَنّي ، فَبَقيتُ مَطروحاً لِما بي .

1.تذكرة الخواصّ : ص ۲۵۸ .

2.في المصدر : «مناد» ، والصواب ما أثبتناه كما في تاريخ دمشق .

3.الزمر : ۴۲ .

4.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۸۰ ، تاريخ دمشق : ج ۴۱ ص ۳۶۷ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14303
صفحه از 952
پرینت  ارسال به