431
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني

كانَ لي أخٌ يُسَمّى‏ عَلِيّاً قَتَلَهُ النّاسُ . فَقالَ لَهُ ابنُ زِيادٍ : بَلِ اللَّهُ قَتَلَهُ . فَقالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام : (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا) .
فَغَضِبَ ابنُ زِيادٍ وقالَ : وبِكَ جُرأَةٌ لِجَوابي ؟ وفيكَ بَقِيَّةٌ لِلرَّدِّ عَلَيَّ ! اذهَبوا بِهِ فَاضرِبوا عُنُقَهُ .
فَتَعَلَّقَت بِهِ زَينَبُ عَمَّتُهُ ، وقالَت : يَابنَ زِيادٍ ، حَسبُكَ مِن دِمائِنا ، وَاعتَنَقَتهُ وقالَت : وَاللَّهِ لا اُفارِقُهُ ، فَإِن قَتَلتَهُ فَاقتُلني مَعَهُ .
فَنَظَرَ ابنُ زِيادٍ إلَيها وإلَيهِ ساعَةً ، ثُمَّ قالَ : عَجَباً لِلرَّحِمِ ! وَاللَّهِ إنّي لَأَظُنُّها وَدَّت أنّي قَتَلتُها مَعَهُ ، دَعوهُ فَإِنّي أراهُ لِما بِهِ . ثُمَّ قامَ مِن مَجلِسِهِ حَتّى‏ خَرَجَ مِنَ القَصرِ . ۱

۱۵۳۲.الملهوف : التَفَتَ ابنُ زِيادٍ لَعَنَهُ اللَّهُ إلى‏ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام ، فَقالَ : مَن هذا ؟ فَقيلَ : عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ . فَقالَ : ألَيسَ قَد قَتَلَ اللَّهُ عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ ؟! فَقالَ لَهُ عَلِيٌّ : قَد كانَ لي أخٌ يُسَمّى‏ عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ قَتَلَهُ النّاسُ . فَقالَ : بَلِ اللَّهُ قَتَلَهُ . فَقالَ عَلِيٌّ عليه السلام : (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا) . فَقالَ ابنُ زِيادٍ : وبِكَ جُرأَةٌ عَلى‏ جَوابي ؟ اِذهَبوا بِهِ فَاضرِبوا عُنُقَهُ .
فَسَمِعَت بِهِ عَمَّتُهُ زَينَبُ عليها السلام ، فَقالَت : يَابنَ زِيادٍ ، إنَّكَ لَم تُبقِ مِنّا أحَداً ، فَإِن كُنتَ عَزَمتَ عَلى‏ قَتلِهِ فَاقتُلني مَعَهُ .
فَقالَ عَلِيٌّ لِعَمَّتِهِ : اُسكُتي يا عَمَّةُ حَتّى‏ اُكَلِّمَهُ . ثُمَّ أقبَلَ إلَيهِ فَقالَ : أبِالقَتلِ تُهَدِّدُني يَابنَ زِيادٍ ، أما عَلِمتَ أنَّ القَتلَ لَنا عادَةٌ وكَرامَتَنَا الشَّهادَةُ ۲ ؟

۱۵۳۳.تذكرة الخواصّ عن هشام : لَمّا حَضَرَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ الأَصغَرُ عليه السلام مَعَ النِّساءِ عِندَ ابنِ زِيادٍ وكانَ مَريضاً ، قالَ ابنُ زِيادٍ : كَيفَ سَلِمَ هذا ؟! اُقتُلوهُ .

1.الإرشاد : ج ۲ ص ۱۱۶ ، مثير الأحزان : ص ۹۱ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۷۲ ، كشف الغمّة : ج ۲ ص ۲۷۸ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۱۷ ؛ الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۷۵ نحوه وراجع : تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۷۵ .

2.الملهوف : ص ۲۰۲ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۱۷ ؛ الفتوح : ج ۵ ص ۱۲۳ نحوه وراجع : مقاتل الطالبيّين : ص ۱۱۹ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
430

أصلَنا ، وأبَحتَ حَريمَنا ، وسَبَيتَ نِساءَنا وذَرارِيَّنا ، فَإِن كانَ ذلِكَ لِلاِشتِفاءِ فَقَدِ اشتَفَيتَ .
فَأَمَرَ ابنُ زِيادٍ بِرَدِّهِم إلَى السِّجنِ وبَعَثَ البَشائِرَ إلَى النّواحي بِقَتلِ الحُسَينِ عليه السلام ، ثُمَّ أمَرَ بِالسَّبايا ورَأس الحُسَينِ عليه السلام فَحُمِلوا إلَى الشّامِ . ۱

۶ / ۱۱

مُواجَهَةُ ابنِ زِيادٍ وعَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام‏

۱۵۲۹.تاريخ الطبري عن عمّار الدهني عن أبي جعفر [الباقر] عليه السلام : سَرَّحُ عُمَرُ بنُ سَعدٍ بِحَرَمِهِ وعِيالِهِ إلى‏ عُبَيدِ اللَّهِ ، ولَم يَكُن بَقِيَ مِن أهلِ بَيتِ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام إلّا غُلامٌ كانَ مَريضاً مَعَ النِّساءِ ، فَأَمَرَ بِهِ عُبَيدُ اللَّهِ لِيُقتَلَ ، فَطَرَحَت زَينَبُ نَفسَها عَلَيهِ ، وقالَت : وَاللَّهِ لا يُقتَلُ حَتّى‏ تَقتُلوني ! فَرَقَّ لَها ، فَتَرَكَهُ وكَفَّ عَنهُ . ۲

۱۵۳۰.أنساب الأشراف عن بعض الطالبّيين : إنَّ ابنَ زِيادٍ جَعَلَ في عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام جُعلاً ۳ فَاُتِيَ بِهِ مَربوطاً ، فَقالَ لَهُ : ألَم يَقتُلِ اللَّهُ عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ ؟
فَقالَ : كانَ أخي يُقالُ لَهُ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ ، وإنَّما قَتَلَهُ النّاسُ ، قالَ : بَل قَتَلَهُ اللَّهُ .
فَصاحَت زَينَبُ بِنتُ عَلِيٍّ عليها السلام : يَابنَ زِيادٍ حَسبُكَ مِن دِمائِنا ، فَإِن قَتَلتَهُ فَاقتُلني مَعَهُ ، فَتَرَكَهُ . ۴

۱۵۳۱.الإرشاد : وعُرِضَ عَلَيهِ [أي عَلَى ابنِ زِيادٍ] عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام فَقالَ لَهُ : مَن أنتَ ؟ فَقالَ : أنَا عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ . فَقالَ : ألَيسَ قَد قَتَلَ اللَّهُ عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ ؟ فَقالَ لَهُ عَلِيٌّ عليه السلام : قَد

1.الأمالي للصدوق : ص ۲۲۹ الرقم ۲۴۲ ، روضة الواعظين : ص ۲۱۰ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۵۴ الرقم ۳ .

2.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۹۰ ، تهذيب الكمال : ج ۶ ص ۴۲۹ ، تهذيب التهذيب : ج ۱ ص ۵۹۲ ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۳۰۹ ؛ الأمالي للشجري : ج ۱ ص ۱۹۲ .

3.الجُعلُ : هو الاُجرة على الشي‏ء ، فِعلاً أو قولاً (النهاية : ج ۱ ص ۲۷۶ «جعل») .

4.أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۴۱۲ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 9730
صفحه از 952
پرینت  ارسال به