العابدين] عليهم السلام : ثُمَّ بَرَزَ حَبيبُ بنُ مُظَهَّرٍ الأَسَدِيُّ رِضوانُ اللَّهِ عَلَيهِ ، وهُوَ يَقولُ :
أنَا حَبيبٌ وأبي مُظَهَّرُلَنَحنُ أزكى مِنكُمُ وأطهَرُ
نَنصُرُ خَيرَ النّاسِ حينَ يُذكَرُ
فَقَتَلَ مِنهُم أحَداً وثَلاثينَ رَجُلاً ، ثُمَّ قُتِلَ رِضوانُ اللَّهِ عَلَيهِ . ۱
۹۱۹.الفتوح : وخَرَجَ ... حَبيبُ بنُ مُظاهِرٍ الأَسَدِيُّ ، وهُوَ يَرتَجِزُ ويَقولُ :
أنَا حَبيبٌ وأبي مُظاهِرُفارِسُ هَيجاءَ ۲ وحَربٍ تُسعَرُ
أنتُمُ أعَدُّ عُدَّةً وأكثَرُونَحنُ أعلى حُجَّةً وأقهَرُ
وأنتُمُ عِندَ الوَفاءِ أغدَرُونَحنُ أوفى مِنكُمُ وأصبَرُ
ثُمَّ حَمَلَ فَلَم يَزَل يُقاتِلُ حَتّى قُتِلَ رَحِمَهُ اللَّهُ . ۳
۹۲۰.تاريخ الطبري عن أبي مخنف عن سليمان بن أبي راشد عن حميد بن مسلم : قالَ [ الحُسَينُ عليه السلام في ظُهرِ عاشوراءَ ] : سَلوهُم أن يَكُفّوا عَنّا حَتّى نُصَلِّيَ ، فَقالَ لَهُمُ الحُصَينُ بنُ تَميمٍ : إنَّها لا تُقبَلُ ، فَقالَ لَهُ حَبيبُ بنُ مُظاهِرٍ : لا تُقبَلُ ! زَعَمتَ الصَّلاة مِن آل رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله لا تُقبَلُ ، وتُقبَلُ مِنكَ يا حِمارُ ؟
قالَ : فَحَمَلَ عَلَيهِم حُصَينُ بنُ تَميمٍ ، وخَرَجَ إلَيهِ حَبيبُ بنُ مَظاهِرٍ ، فَضَرَبَ وَجهَ فَرَسِهِ بِالسَّيفِ ، فَشَبَّ ووَقَعَ عَنهُ ، وحَمَلَهُ أصحابُهُ فَاستَنقَذوهُ ، وأخَذَ حَبيبٌ يَقولُ :
اُقسِمُ لَو كُنّا لَكُم أعداداًأو شَطرَكُم وَلَّيتُمُ أكتادا ۴
يا شَرَّ قَومٍ حَسَباً وآدا ۵
قالَ : وجَعَلَ يَقولُ يَومَئِذٍ :
أنَا حَبيبٌ وأبي مُظاهِرُفارِسُ هَيجاءَ وحَربٍ تُسعَرُ
أنتُم أعَدُّ عُدَّةٌ وأكثَرُونَحنُ أوفى مِنكُمُ وأصبَرُ
ونَحنُ أعلى حُجَّةً وأظهَرُحَقّاً وأتقى مِنكُمُ وأعذَرُ
وقاتَلَ قِتالاً شَديداً ، فَحَمَلَ عَلَيهِ رَجُلٌ مِن بَني تَميمٍ فَضَرَبَهُ بِالسَّيفِ عَلى رَأسِهِ فَقَتَلَهُ - وكانَ يُقالُ لَهُ : بُدَيلُ بنُ صُرَيمٍ مِن بَني عُقفانَ - وحَمَلَ عَلَيهِ آخَرُ مِن بَني تَميمٍ فَطَعَنَهُ فَوَقَعَ ، فَذَهَبَ لِيَقومَ ، فَضَرَبَهُ الحُصَينُ بنُ تَميمٍ عَلى رَأسِهِ بِالسَّيفِ فَوَقَعَ ، ونَزَلَ إلَيهِ التَّميمِيُّ فَاحتَزَّ رَأسَهُ .
فَقالَ لَهُ الحُصَينُ : إنّي لَشَريكُكَ في قَتلِهِ ، فَقالَ الآخَرُ : وَاللَّهِ ما قَتَلَهُ غَيري ، فَقالَ الحُصَينُ : أعطِنيهِ اُعَلِّقهُ في عُنُقِ فَرَسي كَيما يَرَى النّاسُ ويَعلَموا أنّي شَرِكتُ في قَتلِهِ ، ثُمَّ خُذهُ أنتَ بَعدُ فَامضِ بِهِ إلى عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ ، فَلا حاجَةَ لي فيما تُعطاهُ عَلى قَتلِكَ إيّاهُ .
قالَ : فَأَبى عَلَيهِ ، فَأَصلَحَ قَومُهُ فيما بَينَهُما عَلى هذا ، فَدَفَعَ إلَيهِ رَأسَ حَبيبِ بنِ مُظاهِرٍ ، فَجالَ بِهِ فِي العَسكَرِ قَد عَلَّقَهُ في عُنُقِ فَرَسِهِ ، ثُمَّ دَفَعَهُ بَعدَ ذلِكَ إلَيهِ .
فَلَمّا رَجَعوا إلَى الكوفَةِ أخَذَ الآخِرُ رَأسَ حَبيبٍ فَعَلَّقَهُ في لَبانِ ۶ فَرَسِهِ ، ثُمَّ أقبَلَ بِهِ إلَى ابنِ زِيادٍ فِي القَصرِ فَبَصُرَ بِهِ ابنُهُ القاسِمُ بنُ حَبيبٍ ، وهُوَ يَومَئِذٍ قَد راهَقَ ، فَأَقبَلَ مَعَ
1.الأمالي للصدوق : ص ۲۲۴ ح ۲۳۹ ، روضة الواعظين : ص ۲۰۶ من دون إسنادٍ إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۱۹ .
2.الهيجاء : الحرب ، بالمدّ والقصر ؛ لأنّها موطن غضب (لسان العرب : ج ۲ ص ۳۹۵ «هوج») .
3.الفتوح : ج ۵ ص ۱۰۷ ؛ المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۱۰۳ نحوه وفيه «فقتل اثنين وستّين رجلاً ، فقتله الحصين بن نمير ، وعلّق رأسه في عنق فرسه» بدل «ثمّ حمل ...» ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۲۶ .
4.أكتاد : أي جماعات (القاموس المحيط : ج ۱ ص ۳۳۲ «كتد») .
5.الآد : الصُّلب (القاموس المحيط : ج ۱ ص ۲۷۵ «آد») . كأنّه أراد أنّ أصلاب آبائهم التي خرجت منها نطفهم خبيثة .
6.اللبان : الصدر من ذي الحافر خاصّة (لسان العرب : ج ۱۳ ص ۳۷۷ «لبن») .