قالَ الرّاوي : فَغَضِبَ وكَأَنَّهُ هَمَّ بِها .
فَقالَ لَهُ عَمرُو بنُ حُرَيثٍ : أيُّهَا الأَميرُ إنَّهَا امرَأَةٌ ، وَالمَرأَةُ لا تُؤاخَذُ بِشَيءٍ مِن مَنطِقِها .
فَقالَ لَهَا ابنُ زِيادٍ : لَقَد شَفَى اللَّهُ قَلبي مِن طاغِيَتِكِ الحُسَينِ وَالعُصاةِ المَرَدَةِ مِن أهلِ بَيتِكِ !
فَقالَت : لَعَمري لَقَد قَتَلتَ كَهلي ، وقَطَعتَ فَرعي ، وَاجتَثَثتَ أصلي ، فَإِن كانَ هذا شِفاؤَكَ فَقَدِ اشتَفَيتَ .
فَقالَ ابنُ زِيادٍ لَعَنَهُ اللَّهُ : هذِهِ سَجّاعَةٌ ، ولَعَمري لَقَد كانَ أبوكَ شاعِراً (سَجّاعاً) ۱ ، فَقالَت : يَابنَ زِيادٍ ما لِلمَرأَةِ وَالسَّجاعَةَ . ۲
۱۵۲۸.الأمالي للصدوق عن حاجب عبيد اللَّه بن زياد : إنَّ ابنَ زِيادٍ لَعَنَهُ اللَّهُ دَعا بِعَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام وَالنِّسوَةِ ، وأحضَرَ رَأسَ الحُسَينِ عليه السلام ، وكانَت زَينَبُ بِنتُ عَلِيٍّ عليها السلام فيهِم .
فَقالَ ابنُ زِيادٍ : الحَمدُ للَّهِِ الَّذي فَضَحَكُم وقَتَلَكُم ، وأكذَبَ أحاديثَكُم .
فَقالَت زَينَبُ عليها السلام : الحَمدُ للَّهِِ الَّذي أكرَمَنا بِمُحَمَّدٍ وطَهَّرَنا تَطهيراً ، إنَّما يَفضَحُ اللَّهُ الفاسِقَ ويُكذِبُ الفاجِرَ .
قالَ : كَيفَ رَأَيتِ صُنعَ اللَّهِ بِكُم أهلَ البَيتِ ؟
قالَت : كُتِبَ عَلَيهِمُ القَتلُ ، فَبَرَزوا إلى مَضاجِعِهِم ، وسَيَجمَعُ اللَّهُ بَينَكَ وبَينَهُم فَتَتَحاكَمونَ عِندَهُ . فَغَضِبَ ابنُ زِيادٍ لَعَنَهُ اللَّهُ عَلَيها ، وهَمَّ بِها ، فَسَكَّنَ مِنهُ عَمرُو بنُ حَُريثٍ .
فَقالَت زَينَبُ عليها السلام : يَابنَ زِيادٍ ، حَسبُكَ مَا ارتَكَبتَ مِنّا ، فَلَقَد قَتَلتَ رِجالَنا ، وقَطَعتَ