423
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني

يُقَبِّلُهُما ، ثُمَّ انفَضَخَ ۱ الشَّيخُ يَبكي ، فَقالَ لَهُ ابنُ زِيادٍ : أبكَى اللَّهُ عَينَيكَ ، فَوَاللَّهِ لَولا أنَّكَ شَيخٌ قَد خَرِفتَ وذَهَبَ عَقلُكَ لَضَرَبتُ عُنُقَكَ .
قالَ : فَنَهَضَ فَخَرَجَ ، فَلَمّا خَرَجَ سَمِعتُ النّاسَ يَقولونَ : وَاللَّهِ لَقَد قالَ زَيدُ بنُ أرقَمَ قَولاً لَو سَمِعَهُ ابنُ زِيادٍ لَقَتَلَهُ .
قالَ : فَقُلتُ : ما قالَ ؟ قالوا : مَرَّ بِنا وهُوَ يَقولُ : مَلَّكَ عَبدٌ عَبداً فَاتَّخَذَهُم تُلداً ۲ ، أنتُم يا مَعشَرَ العَرَبِ العَبيدُ بَعدَ اليَومِ ، قَتَلتُمُ ابنَ فاطِمَةَ وأمَّرتُمُ ابنَ مَرجانَةَ ، فَهُوَ يَقتُلُ خِيارَكُم ويَستَعبِدُ شِرارَكُم ، فَرَضيتُم بِالذُّلِّ ، فَبُعداً لِمَن رَضِيَ بِالذُّلِّ . ۳

۱۵۱۶.سير أعلام النبلاء عن زيد بن أرقم : كُنتُ عِندَ عُبَيدِ اللَّهِ ، فَاُتِيَ بِرَأسِ الحُسَينِ عليه السلام ، فَأَخَذَ قَضيباً ، فَجَعَلَ يَفتُرُ بِهِ عَن شَفَتَيهِ ۴ ، فَلَم أرَ ثَغراً كانَ أحسَنَ مِنهُ كَأَنَّهُ الدُّرُّ ، فَلَم أملِك أن رَفَعتُ صَوتي بِالبُكاءِ .
فَقالَ : ما يُبكيكَ أيُّهَا الشَّيخُ ؟ قُلتُ : يُبكيني ما رَأَيتُ مِن رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، رَأَيتُهُ يَمَصُّ مَوضِعَ هذَا القَضيبِ ، ويَلثِمُهُ ، ويَقولُ : اللَّهُمَّ إنّي اُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ . ۵

۱۵۱۷.الطبقات الكبرى‏ (الطبقة الخامسة من الصحابة) : لَمّا وُضِعَتِ الرُّؤوسُ بَينَ يَدَي عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ ، جَعَلَ يَضرِبُ بِقَضيبٍ مَعَهُ عَلى‏ فِيِّ الحُسَينِ عليه السلام وهُوَ يَقولُ :

يُفَلِّقنَ ۶ هاماً ۷ مِن اُناسٍ أعِزَّةٍعَلَينا وهُم كانوا أعَقَّ وأظلَما

1.انْفَضَخَ : بكى شديداً (تاج العروس : ج ۴ ص ۳۰۲ «فضخ») .

2.التليد : ما وُلِدَ عند غيرك ثمّ اشتريته صغيراً فثبت عندك (تاج العروس : ج ۴ ص ۳۶۹ «تلد») .

3.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۵۶ ، أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۴۱۲ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۷۴ ، اُسد الغابة : ج ۲ ص ۲۸ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۴۵ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۹۰ كلّها نحوه وراجع : الأخبار الطوال : ص ۲۵۹ وسير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۳۱۰ .

4.أي يكشف به عن شفتيه حتّى تبدو أسنانه (راجع : النهاية : ج ۳ ص ۴۲۷ «فرر») .

5.سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۳۱۵ ، تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۳۶ ح ۳۵۴۵ نحوه .

6.فَلَقْتُ الشي‏ء : شَقَقْتُه (الصحاح : ج ۴ ص ۱۵۴۴ «فلق») .

7.الهامَةُ : الرأس (النهاية : ج ۵ ص ۲۸۳ «هوم») .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
422

۶ / ۸

اِحتِجاجُ زَيدِ بنِ أرقَمَ عَلَى ابنِ زِيادٍ

۱۵۱۴.الإرشاد : لَمّا وَصَلَ رَأسُ الحُسَينِ عليه السلام ، ووَصَلَ ابنُ سَعدٍ - لَعَنَهُ اللَّهُ - مِن غَدِ يَومِ وُصولِهِ ومَعَهُ بَناتُ الحُسَينِ عليه السلام وأهلُهُ ، جَلَسَ ابنُ زِيادٍ لِلنّاسِ في قَصرِ الإِمارَةِ وأذِنَ لِلنّاسِ إذناً عامّاً ، وأمَرَ بِإِحضارِ الرَّأسِ فَوُضِعَ بَينَ يَدَيهِ ، فَجَعَلَ يَنظُرُ إلَيهِ ويَتَبَسَّمُ وفي يَدِهِ قَضيبٌ يَضرِبُ بِهِ ثَناياهُ ، وكانَ إلى‏ جانِبِهِ زَيدُ بنُ أرقَمَ صاحِبُ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله وهُوَ شَيخٌ كَبيرٌ ، فَلَمّا رَآهُ يَضرِبُ بِالقَضيبِ ثَناياهُ قالَ لَهُ :
اِرفَع قَضيبَكَ عَن هاتَينِ الشَّفَتَينِ ، فَوَاللَّهِ الَّذي لا إلهَ غَيرُهُ لَقَد رَأَيتُ شَفَتَي رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله عَلَيهِما ما لا اُحصيهِ كَثرَةً تُقَبِّلُهُما . ۱ ثُمَّ انتَحَبَ باكِياً .
فَقالَ لَهُ ابنُ زِيادٍ : أبكَى اللَّهُ عَينَيكَ ، أتَبكي لِفَتحِ اللَّهِ ؟ وَاللَّهِ لَولا أنَّكَ شَيخٌ قَد خَرِفتَ وذَهَبَ عَقلُكَ لَضَرَبتُ عُنُقَكَ . فَنَهَضَ زَيدُ بنُ أرقَمَ مِن بَينِ يَدَيهِ وصارَ إلى‏ مَنزِلِهِ . ۲

۱۵۱۵.تاريخ الطبري عن حميد بن مسلم : دَعاني عُمَرُ بنُ سَعدٍ فَسَرَّحَني إلى‏ أهلِهِ لِاُبَشِّرَهُم بِفَتحِ اللَّهِ عَلَيهِ وبِعافِيَتِهِ ، فَأَقبَلتُ حَتّى‏ أتَيتُ أهلَهُ فَأَعلَمتُهُم ذلِكَ ، ثُمَّ أقبَلتُ حَتّى‏ أدخُلَ فَأَجِدَ ابنَ زِيادٍ قَد جَلَسَ لِلنّاسِ ، وأجِدَ الوَفَد قَد قَدِموا عَلَيهِ ، فَأَدخَلَهُم وأذِنَ لِلنّاسِ ، فَدَخَلتُ فيمَن دَخَلَ ، فَإِذا رَأسُ الحُسَينِ عليه السلام مَوضوعٌ بَينَ يَدَيهِ ، وإذا هُوَ يَنكُتُ بِقَضيبٍ بَينَ ثَنِيَّتَيهِ ساعَةً .
فَلَمّا رَآهُ زَيدُ بنُ أرقَمَ لا يُنجِمُ عَن نَكتِهِ بِالقَضيبِ ، قالَ لَهُ : اُعلُ بِهذَا القَضيبِ عَن هاتَينِ الثَّنِيَّتَينِ ، فَوَالَّذي لا إلهَ غَيرُهُ ، لَقَد رَأَيتُ شَفَتَي رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله عَلى‏ هاتَينِ الشَّفَتَينِ

1.كذا في المصدر والصواب «يُقَبِّلُهُما» كما في بحار الأنوار وكما في النصّ الآتي.

2.الإرشاد : ج ۲ ص ۱۱۴ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۷۱ ، كشف الغمّة : ج ۲ ص ۲۷۵ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۱۶ وراجع : جواهر المطالب : ج ۲ ص ۲۹۱ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 13165
صفحه از 952
پرینت  ارسال به