فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ ) . ۱
قالَ : وَارتَفَعَتِ الأَصواتُ بِالبُكاءِ ، وقالوا : حَسبُكِ يابنَةَ الطَّيِّبينَ ، فَقَد أحرَقتِ قُلوبَنا ، وأنضَجتِ نُحورَنا ، وأضرَمتِ أجوافَنا . فَسَكَتَت . ۲
۶ / ۶
خُطبَةُ اُمِّ كُلثومٍ في أهلِ الكوفَةِ ۳
۱۵۱۲.الملهوف عن زيد بن موسى : حَدَّثَني أبي عَن جَدِّي [الصّادِقِ] عليهما السلام : خَطَبَت اُمُّ كُلثومٍ ابنَةُ عَلِيٍّ عليه السلام في ذلِكَ اليَومِ مِن وَراءِ كِلَّتِها ، رافِعَةً صَوتَها بِالبُكاءِ ، فَقالَت :
يا أهلَ الكوفَةِ ، سوءاً لَكُم ، ما لَكُم خَذَلتُم حُسَيناً وقَتَلتُموهُ ، وَانتَهَبتُم أموالَهُ ووَرِثتُموهُ ، وسَبَيتُم نِساءَهُ ونَكَبتُموهُ ؟ ! فَتَبّاً لَكُم وسُحقاً .
وَيلَكُم ، أتَدرونَ أيُّ دَواهٍ دَهَتكُم ؟ وأيَّ وِزرٍ عَلى ظُهورِكُم حَمَلتُم ؟ وأيَّ دِماءٍ سَفَكتُموها ؟ وأيَّ كَريمَةٍ اهتَضَمتُموها ۴ ؟ وأيَّ صِبيَةٍ سَلَبتُموها ؟ وأيَّ أموالٍ نَهبَتُموها ؟ قَتَلتُم خَيرَ رِجالاتٍ بَعدَ النَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وآله ، ونُزِعَتِ الرَّحمَةُ مِن قُلوبِكُم ، ألا إنَّ حِزبَ اللَّهِ هُمُ الغالِبونَ ، وحِزبَ الشَّيطانِ هُمُ الخاسِرونَ .
ثُمَّ قالَت :
قَتَلتُم أخي صَبراً فَوَيلٌ لِاُمِّكُمُسَتُجزَونَ ناراً حَرُّها يَتَوَقَّدُ
سَفَكتُم دِماءً حَرَّمَ اللَّهُ سَفكَهاوحَرَّمَهَا القُرآنُ ثُمَّ مُحَمَّدُ
ألا فَابشِروا بِالنّارِ إنَّكُم غَداًلَفي قَعرِ نارٍ حَرُّها يَتَصَعَّدُ
وإنّي لَأَبكي في حَياتي عَلى أخيعَلى خَيرِ مَن بَعدَ النَّبِيِّ سَيولَدُ
بِدَمعٍ غَزيرٍ مُستَهَلٍّ مُكَفكَفٍعَلَى الخَدِّ مِنّي دائِبٌ لَيسَ يُحمَدُ ۵
قالَ الرّاوي : فَضَجَّ النّاسُ بِالبُكاءِ وَالنَّحيبِ وَالنَّوحِ ، ونَشَرَ النِّساءُ شُعورَهُنَّ ، وحَثَينَ التُّرابَ عَلى رُؤوسِهِنَّ ، وخَمَشنَ ۶ وُجوهَهُنَّ ، ولَطَمنَ خُدودَهُنَّ ، ودَعَونَ بِالوَيلِ وَالثُّبورِ ، وبَكَى الرِّجالُ ونَتَفوا لِحاهُم ، فَلَم يُرَ باكِيَةٌ وباكٍ أكثَرَ مِن ذلِكَ اليَومِ . ۷
1.النور : ۴۰ .
2.الملهوف : ص ۱۹۴ ، الاحتجاج : ج ۲ ص ۱۰۴ ح ۱۶۹ عن زيد بن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عليهم السلام ، مثير الأحزان : ص ۸۷ نحوه من دون إسنادٍ إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۱۰ .
3.ثمّة غموض يكتنف شخصية اُمّ كلثوم التي كانت في كربلاء ، وهل أنّها هي نفس السيّدة زينب ، أو أنّها بنت اُخرى للإمام عليّ وفاطمة عليهما السلام ، أو أنّها من بناته من غير فاطمة عليها السلام، آراء اختُلف فيها، راجع : ص ۴۵۶ (كلام حول الأسرى ومن تبقّى بعد واقعة كربلاء / الأسرى من نساء بني هاشم / اُمّ كلثوم عليها السلام بنت أميرالمؤمنين عليه السلام) .
4.هضَمَهُ : دفَعَهُ عن موضعه ، وقيل : كسَرَهُ ، وهَضَمَهُ حقّه : نقصه (المصباح المنير : ص ۶۳۸ «هضم») .
5.في بحار الأنوار : «ذائباً ليس يجمد» بدل «دائب ليس يحمد» .
6.في المصدر : «وخمش» ، والتصويب من بحار الأنوار .
7.الملهوف : ص ۱۹۸ ، مثير الأحزان : ص ۸۸ نحوه من دون إسنادٍ إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۱۲ .