419
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني

فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ ) . ۱
قالَ : وَارتَفَعَتِ الأَصواتُ بِالبُكاءِ ، وقالوا : حَسبُكِ يابنَةَ الطَّيِّبينَ ، فَقَد أحرَقتِ قُلوبَنا ، وأنضَجتِ نُحورَنا ، وأضرَمتِ أجوافَنا . فَسَكَتَت . ۲

۶ / ۶

خُطبَةُ اُمِّ كُلثومٍ في أهلِ الكوفَةِ ۳

۱۵۱۲.الملهوف عن زيد بن موسى : حَدَّثَني أبي عَن جَدِّي [الصّادِقِ‏] عليهما السلام : خَطَبَت اُمُّ كُلثومٍ ابنَةُ عَلِيٍّ عليه السلام في ذلِكَ اليَومِ مِن وَراءِ كِلَّتِها ، رافِعَةً صَوتَها بِالبُكاءِ ، فَقالَت :
يا أهلَ الكوفَةِ ، سوءاً لَكُم ، ما لَكُم خَذَلتُم حُسَيناً وقَتَلتُموهُ ، وَانتَهَبتُم أموالَهُ ووَرِثتُموهُ ، وسَبَيتُم نِساءَهُ ونَكَبتُموهُ ؟ ! فَتَبّاً لَكُم وسُحقاً .
وَيلَكُم ، أتَدرونَ أيُّ دَواهٍ دَهَتكُم ؟ وأيَّ وِزرٍ عَلى‏ ظُهورِكُم حَمَلتُم ؟ وأيَّ دِماءٍ سَفَكتُموها ؟ وأيَّ كَريمَةٍ اهتَضَمتُموها ۴ ؟ وأيَّ صِبيَةٍ سَلَبتُموها ؟ وأيَّ أموالٍ نَهبَتُموها ؟ قَتَلتُم خَيرَ رِجالاتٍ بَعدَ النَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وآله ، ونُزِعَتِ الرَّحمَةُ مِن قُلوبِكُم ، ألا إنَّ حِزبَ اللَّهِ هُمُ الغالِبونَ ، وحِزبَ الشَّيطانِ هُمُ الخاسِرونَ .
ثُمَّ قالَت :
قَتَلتُم أخي صَبراً فَوَيلٌ لِاُمِّكُمُ‏سَتُجزَونَ ناراً حَرُّها يَتَوَقَّدُ
سَفَكتُم دِماءً حَرَّمَ اللَّهُ سَفكَهاوحَرَّمَهَا القُرآنُ ثُمَّ مُحَمَّدُ
ألا فَابشِروا بِالنّارِ إنَّكُم غَداًلَفي قَعرِ نارٍ حَرُّها يَتَصَعَّدُ
وإنّي لَأَبكي في حَياتي عَلى‏ أخي‏عَلى‏ خَيرِ مَن بَعدَ النَّبِيِّ سَيولَدُ
بِدَمعٍ غَزيرٍ مُستَهَلٍّ مُكَفكَفٍ‏عَلَى الخَدِّ مِنّي دائِبٌ لَيسَ يُحمَدُ ۵
قالَ الرّاوي : فَضَجَّ النّاسُ بِالبُكاءِ وَالنَّحيبِ وَالنَّوحِ ، ونَشَرَ النِّساءُ شُعورَهُنَّ ، وحَثَينَ التُّرابَ عَلى‏ رُؤوسِهِنَّ ، وخَمَشنَ ۶ وُجوهَهُنَّ ، ولَطَمنَ خُدودَهُنَّ ، ودَعَونَ بِالوَيلِ وَالثُّبورِ ، وبَكَى الرِّجالُ ونَتَفوا لِحاهُم ، فَلَم يُرَ باكِيَةٌ وباكٍ أكثَرَ مِن ذلِكَ اليَومِ . ۷

1.النور : ۴۰ .

2.الملهوف : ص ۱۹۴ ، الاحتجاج : ج ۲ ص ۱۰۴ ح ۱۶۹ عن زيد بن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عليهم السلام ، مثير الأحزان : ص ۸۷ نحوه من دون إسنادٍ إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۱۰ .

3.ثمّة غموض يكتنف شخصية اُمّ كلثوم التي كانت في كربلاء ، وهل أنّها هي نفس السيّدة زينب ، أو أنّها بنت اُخرى للإمام عليّ وفاطمة عليهما السلام ، أو أنّها من بناته من غير فاطمة عليها السلام، آراء اختُلف فيها، راجع : ص ۴۵۶ (كلام حول الأسرى ومن تبقّى بعد واقعة كربلاء / الأسرى من نساء بني هاشم / اُمّ كلثوم عليها السلام بنت أميرالمؤمنين عليه السلام) .

4.هضَمَهُ : دفَعَهُ عن موضعه ، وقيل : كسَرَهُ ، وهَضَمَهُ حقّه : نقصه (المصباح المنير : ص ۶۳۸ «هضم») .

5.في بحار الأنوار : «ذائباً ليس يجمد» بدل «دائب ليس يحمد» .

6.في المصدر : «وخمش» ، والتصويب من بحار الأنوار .

7.الملهوف : ص ۱۹۸ ، مثير الأحزان : ص ۸۸ نحوه من دون إسنادٍ إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۱۲ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
418

وَيلَكُم ، أتَدرونَ أيَّةَ يَدٍ طاعَنَتنا مِنكُم ؟ ! وأيَّةَ نَفسٍ نَزَعَت إلى‏ قِتالنا ؟ ! أم بِأَيَّةِ رِجلٍ مَشَيتُم إلَينا تَبغونَ مُحارَبَتَنا ؟ !
قَسَت وَاللَّهِ قُلوبُكُم ، وغَلُظَت أكبادُكُم ، وطُبِعَ عَلى‏ أفئِدَتِكُم ، وخُتِمَ عَلى‏ أسماعِكُم وأبصارِكُم ، وسَوَّلَ لَكُمُ الشَّيطانُ وأملى‏ لَكُم ، وجَعَلَ عَلى‏ بَصَرِكُم غِشاوَةً فَأَنتُم لا تَهتَدونَ .
فَتَبّاً لَكُم يا أهلَ الكوفَةِ ، أيُّ تِراتٍ لِرَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله قِبَلَكُم ، وذُحولٍ لَهُ لَدَيكُم ، بِما عَنِدتُم بِأَخيهِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام جَدّي ، وبَنيهِ وعِترَةِ النَّبِيِّ الأَخيارِ صَلَواتُ اللَّهِ وسَلامُهُ عَلَيهِم ، وَافتَخَرَ بِذلِكَ مُفتَخِرُكُم فَقالَ :

نَحنُ قَتَلنا عَلِيّاً وبَني عَلِيّ‏بِسُيوفٍ هِندِيَّةِ ورِماحِ‏
وسَبَينا نِساءَهُم سَبيَ تُركٍ‏ونَطَحناهُم فَأَيَّ نِطاحِ‏
بِفيكَ أيُّهَا القائِلُ الكَثكَثُ ۱ وَالأَثلَبُ ، افتَخَرتَ بِقَتلِ قَومٍ زَكّاهُمُ اللَّهُ وأذهَبَ عَنهُمُ الرِّجسَ وطَهَّرَهُم تَطهيراً ! فَاكظِم وأقعِ كَما أقعى‏ ۲ أبوكَ ، فَإِنَّما لِكُلِّ امرِئٍ مَا اكتَسَبَ وما قَدَّمَت يَداهُ .
أحَسَدتُمونا - وَيلاً لَكُم - عَلى‏ ما فَضَّلَنَا اللَّهُ ؟

فَما ذَنبُنا أن جاشَ دَهراً بُحورُناوبَحرُكَ ساجٍ ۳ لا يُواري الدَّعامِصا ۴
(ذَ لِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ )۵ ، (وَ مَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا

1.الكَثْكَثُ والكِثْكِثُ : فُتات الحجارة والتراب ، مثل الأثْلَبُ والإثْلِبُ (الصحاح : ج ۱ ص ۲۹۰ «كثث») .

2.أقْعى‏ : ألْصَقَ إلْيَتَيْهِ بالأرض ، ونصب ساقيه ، ووضع يديه على الأرض (المصباح المنير : ص ۵۱۰ «قعي») .

3.سَاجٍ : أي ساكن (النهاية : ج ۲ ص ۳۴۵ «سجا») .

4.الدَّعاميصُ : جمع دعموص ؛ وهي دويبّة تكون في مستنقع الماء (النهاية : ج ۲ ص ۱۲۰ «دعمص») .

5.الحديد : ۲۱ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14015
صفحه از 952
پرینت  ارسال به