وقُرَّةِ عَينِ البَتولِ ، فَأَشرَفَتِ امرَأَةٌ مِنَ الكوفَةِ .
وقالَت : مِن أيِّ الاُسارى أنتُنَّ ؟ فَقُلنَ : نَحنُ اُسارى مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله ، فَنَزَلَت وجَمَعَت مُلاءً وإزاراً ومَقانِعَ ، وأعطَتهُنَّ فَتَغَطَّينَ . ۱
۶ / ۴
خُطبَةُ زَينَبَ عليها السلام في أهلِ الكوفَةِ
۱۵۰۸.الأمالي للمفيد عن حذلم بن ستير : رَأَيتُ زَينَبَ بِنتَ عَلِيٍّ عليه السلام ولَم أرَ خَفِرَةً ۲ قَطُّ أنطَقَ مِنها ، كَأَنَّها تُفرِغُ عَن لِسانِ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام .
قالَ : وقَد أومَأَت إلَى النّاسِ أنِ اسكُتوا ، فَارتَدَّتِ الأَنفاسُ ، وسَكَتَتِ الأَصواتُ ، فَقالَت : الحَمدُ للَّهِِ وَالصَّلاةُ عَلى أبي رَسولِ اللَّهِ ، أمّا بَعدُ يا أهلَ الكوفَةِ ، ويا أهلَ الخَتلِ ۳ وَالخَذلِ ، فَلا رَقَأَتِ ۴ العَبرَةُ ، ولا هَدَأَتِ الرَّنَّةُ ، فَما مَثَلُكُم إلّا (كَالَّتِى نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَنَكُمْ دَخَلَا بَيْنَكُمْ )۵ .
ألا وهَل فيكُم إلَّا الصَّلَفُ ۶ النَّطَفُ ۷ ، وَالصَّدَرُ الشَّنَفُ ۸ ، خَوّارونَ فِي اللِّقاءِ ، عاجِزونَ عَنِ الأَعداءِ ، ناكِثونَ لِلبَيعَةِ ، مُضَيِّعونَ لِلذِّمَّةِ ، فَبِئسَ ما قَدَّمَت لَكُم أنفُسُكُم أن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيكُم ، وفِي العَذابِ أنتُم خالِدونَ .
1.مثير الأحزان : ص ۸۵ .
2.الخَفَرُ : شِدَّةُ الحياء (الصحاح : ج ۲ ص ۶۴۹ «خفر») .
3.خَتَلَهُ : خَدَعَهُ وَرَاوَغَهُ (النهاية : ج ۲ ص ۹ «ختل») .
4.رقأت الدمعة : جفّت وانقطعت (لسان العرب : ج ۱ ص ۸۸ «رقأ») .
5.النحل : ۹۲ .
6.الصلف : التمدّح بما ليس عندك (تاج العروس : ج ۱۲ ص ۳۲۷ «صلف») .
7.النَطَفُ : التَلَطُّخ بالعيب ، وقد نَطِفَ الرجل : إذا اتُّهم بريبة (الصحاح : ج ۴ ص ۱۴۳۴ «نطف») .
8.الشَّنَفُ : البغض والتنكّر (الصحاح : ج ۴ ص ۱۳۸۳ «شنف») .