407
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني

هارِباتٍ ، وهُنَّ كَما قالَ الشّاعِرُ :

فَتَرَى اليَتامى‏ صارِخينَ بِعَولَةٍتَحثُو التُّرابَ لِفَقدِ خَيرِ إمامٍ‏
وتَقُمنَ رَبّاتِ ۱ الخُدورِ حَواسِراًيَمسَحنَ عُرضَ ذَوائِبِ ۲ الأَيتامِ‏
وتَرَى النِّساءَ أرامِلاً وثَواكِلاًتَبكينَ كُلَّ مُهَذَّبٍ وهَمامِ‏
ومَرَرنَ عَلى‏ جَسَدِ الحُسَينِ عليه السلام وهُوَ مُعَفَّرٌ بِدِمائِهِ مَفقودٌ مِن أحِبّائِهِ ، فَنَدَبَت عَلَيهِ زَينَبُ بِصَوتٍ مُشجٍ وقَلبٍ مَقروحٍ : يا مُحَمَّداه صَلّى‏ عَلَيكَ مَليكُ السَّماءِ ، هذا حُسَينٌ مُرَمَّلٌ بِالدِّماءِ ، مُقَطَّعُ الأَعضاءِ ، وبَناتُكَ سَبايا . إلَى اللَّهِ المُشتَكى‏ وإلى‏ عَلِيٍّ المُرتَضى‏ وإلى‏ فاطِمَةَ الزَّهراءِ وإلى‏ حَمزَةَ سَيِّدِ الشُّهَداءِ . هذا حُسَينٌ بِالعَراءِ تَسفي عَلَيهِ الصَّبا ، قَتيلُ أولادِ الأَدعِياءِ ، وا حُزناه وا كَرباه ، اليَومَ ماتَ جَدّي رَسولُ اللَّهِ . يا أصحابَ مُحَمَّداه ، هذا ذُرِّيَّةُ المُصطَفى‏ يُساقونَ سَوقَ السَّبايا .
فَأَذابَتِ القُلوبَ القاسِيَةَ وهَدَّتِ الجِبالَ الرّاسِيَةَ . ۳

۱۵۰۱.المصباح للكفعمي : قالَت سُكَينَةُ [بِنتُ الحُسَينِ عليه السلام‏] : لَمّا قُتِلَ الحُسَينُ عليه السلام ، اعتَنَقتُهُ فَاُغمِيَ عَلَيَّ ، فَسَمِعتُهُ يَقولُ :

شيعَتي ما إن شَرِبتُم رَيَّ عَذبٍ فَاذكُروني‏أو سَمِعتُم بِغَريبٍ أو شَهيدٍ فَاندُبوني‏
فَقامَت مَرعوبَةً قَد قَرِحَت مَآقيها ، وهِيَ تَلطِمُ عَلى‏ خَدَّيها ، وإذا بِهاتِفٍ يَقولُ :

بَكَتِ الأَرضُ وَالسَّماءُ عَلَيهِ‏بِدُموعٍ غَزيرَةٍ ودِماءِ
تَبكِيانِ المَقتولَ في كَربَلاءَبَينَ غَوغاءِ اُمَّةٍ أدعِياءِ
مُنِعَ الماءَ وهُوَ عَنهُ قَريبٌ‏عَينُ اِبكي المَمنوعَ شُربَ الماءِ ۴

1.في المصدر : «رباب» ، والصواب ما أثبتناه .

2.الذوائب جمع ذؤابة وهي الشعر المضفور من شَعر الرأس (النهاية : ج ۲ ص ۱۵۱ «ذأب») .

3.مثير الأحزان : ص ۷۷ .

4.المصباح للكفعمي : ص ۹۶۷ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
406

بِحَقِّ اللَّهِ إلّا ما مَرَرتُم بِنا عَلى‏ مَصرَعِ الحُسَينِ . فَلَمّا نَظَرَتِ النِّسوَةُ إلَى القَتلى‏ صِحنَ وضَرَبنَ وُجوهَهُنَّ .
قالَ [الرّاوي‏] : فَوَاللَّهِ لا أنسى‏ زَينَبَ ابنَةَ عَلِيٍّ وهِيَ تَندُبُ الحُسَينَ عليه السلام ، وتُنادي بِصَوتٍ حَزينٍ وقَلبٍ كَئيبٍ : وا مُحَمَّداه ، صَلّى‏ عَلَيكَ مَليكُ السَّماءِ ، هذا حُسَينٌ بِالعَراءِ ، مُرَمَّلٌ بِالدِّماءِ ، مُقَطَّعُ الأَعضاءِ ، وا ثُكلاه ، وبَناتُكَ سَبابا ، إلَى اللَّهِ المُشتَكى‏ ، وإلى‏ مُحَمَّدٍ المُصطَفى‏ ، وإلى‏ عَلِيٍّ المُرتَضى‏ ، وإلى‏ فاطِمَةَ الزَّهراءِ ، وإلى‏ حَمزَةَ سَيِّدِ الشُّهَداءِ .
وا مُحَمَّداه ، وهذا حُسَينٌ بِالعَراءِ ، تَسفي عَلَيهِ ريحُ الصَّبا ، قَتيلُ أولادِ البَغايا . وا حُزناه ، وا كَرباه عَلَيكَ يا أبا عَبدِ اللَّهِ ، اليَومَ ماتَ جَدّي رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله . يا أصحابَ مُحَمَّدٍ ، هؤُلاءِ ذُرِّيَّةُ المُصطَفى‏ يُساقونَ سَوقَ السَّبايا .
وفي بَعضِ الرِّواياتِ : وا مُحَمَّداه ، بَناتُكَ سَبايا ، وذُرِّيَّتُكَ مُقَتَّلَةٌ تَسفي عَلَيهِم ريحُ الصَّبا ، وهذا حُسَينٌ مَحزوزُ الرَّأسِ مِنَ القَفا ، مَسلوبُ العِمامَةِ وَالرِّداءِ .
بِأَبي مَن أضحى‏ عَسكَرُهُ في يَومِ الإِثنَينِ نَهباً ، بِأَبي مَن فُسطاطُهُ مُقَطَّعُ العُرى‏ ، بِأَبي مَن لا غائِبٌ فَيُرتَجى‏ ، ولا جَريحٌ فَيُداوى‏ ، بِأَبي مَن نَفسي لَهُ الفِداءُ ، بِأَبي المَهمومُ حَتّى‏ قَضى‏ ، بِأَبي العَطشانُ حَتّى‏ مَضى‏ ، بِأَبي مَن يَقطُرُ شَيبُهُ بِالدِّماءِ ، بِأَبي مَن جَدُّهُ رَسولُ إلهِ السَّماءِ ، بِأَبي مَن هُوَ سِبطُ نَبِيِّ الهُدى‏ ... .
قالَ الرّاوي : فَأَبكَت وَاللَّهِ كُلَّ عَدُوٍّ وصَديقٍ .
ثُمَّ إنَّ سُكَينَةَ اعتَنَقَت جَسَدَ الحُسَينِ عليه السلام ، فَاجتَمَعَ عِدَّةٌ مِنَ الأَعرابِ حَتّى‏ جَرّوها عَنهُ . ۱

۱۵۰۰.مثير الأحزان : خَرَجَ بَناتُ سَيِّدِ الأَنبِياءِ وقُرَّةِ عَينِ الزَّهراءِ ، حاسِراتٍ مُبدِياتٍ لِلنِّياحَةِ وَالعَويلِ ، يَندُبنَ عَلَى الشَّبابِ وَالكُهولِ ، واُضرِمَتِ النّارُ فِي الفُسطاطِ ۲ فَخَرَجنَ

1.الملهوف : ص ۱۸۰ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۵۸ وراجع : المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۱۱۳ .

2.الفسطاط : بيت من الشعر (الصحاح : ج ۳ ص ۱۱۵ «فسط») .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10270
صفحه از 952
پرینت  ارسال به