قالَ : فَما نَسيتُ مِنَ الأَشياءِ ، لا أنسَ قَولَ زَينَبَ ابنَةِ فاطِمَةَ حينَ مَرَّت بِأَخيهَا الحُسَينِ عليه السلام صَريعاً ، وهِيَ تَقولُ : يا مُحَمَّداه، يا مُحَمَّداه ، صَلّى عَلَيكَ مَلائِكَةُ السَّماءِ، هذَا الحُسَينُ بِالعَراءِ، مُرَمَّلٌ ۱ بِالدِّماءِ ، مُقَطَّعُ الأَعضاءِ ، يا مُحَمَّداه ، وبَناتُكَ سَبايا ، وذُرِّيَّتُكَ مُقَتَّلَةٌ تَسفي ۲ عَلَيهَا الصَّبا . ۳
قالَ : فَأَبكَت وَاللَّهِ كُلَّ عَدُوٍّ وصَديقٍ . ۴
۱۴۹۸.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي عن حميد بن مسلم : أذَّنَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ بِالنّاسِ فِي الرَّحيلِ إلَى الكوفَةِ ، وحَمَلَ بَناتِ الحُسَينِ عليه السلام وأخَواتِهِ وعَلِيَّ بنَ الحُسَينِ عليه السلام وذَرارِيَّهُم ، فَلَمّا مَرّوا بِجُثَّةِ الحُسَينِ عليه السلام وجُثَثِ أصحابِهِ ، صاحَتِ النِّساءُ ولَطَمنَ وُجوهَهُنَّ ، وصاحَت زَينَبُ عليها السلام : يا مُحَمّداه ، صَلّى عَلَيكَ مَليكُ السَّماءِ ، هذا حُسَينٌ بِالعَراءِ ، مُزَمَّلٌ ۵ بِالدِّماءِ ، مُعَفَّرٌ بِالتُّرابِ ، مُقَطَّعُ الأَعضاءِ ، يا مُحَمَّداه ! بَناتُكَ فِي العَسكَرِ سَبايا ، وذُرِّيَّتُكَ قَتلى تَسفي عَلَيهِمُ الصَّبا ، هذَا ابنُكَ مَحزُوزُ الرَّأسِ مِنَ القَفا ، لا هُوَ غائِبٌ فَيُرجى ولا جَريحٌ فَيُداوى .
وما زالَت تَقولُ هذَا القَولَ ، حَتّى أبكَت وَاللَّهِ كُلَّ صَديقٍ وعَدُوٍّ ، وحَتّى رَأَينا دُموعَ الخَيلِ تَنحَدِرُ عَلى حَوافِرِها . ۶
۱۴۹۹.الملهوف - في ذِكرِ مَقتَلِ الإِمامِ عليه السلام وأهلِ بَيتِهِ - : أخرَجُوا النِّساءَ مِنَ الخَيمَةِ وأشعَلوا فيهَا النّارَ ، فَخَرَجنَ حَواسِرَ مُسَلَّباتٍ حافِياتٍ باكِياتٍ ، يَمشينَ سَبايا في أسرِ الذِّلَّةِ ، وقُلنَ :
1.رَمَّلهُ بالدم فَترَمَّل : أي تَلَطّخ (الصحاح : ج ۴ ص ۱۷۱۳ «رمل») .
2.سَفَتِ الريحُ التُرابَ : إذا أذرته (الصحاح : ج ۶ ص ۲۳۷۷ «سفي») .
3.الصَّبَا : ريحٌ ومهبّها المستوي أن تهبَّ من موضع مطلع الشمس (الصحاح : ج ۶ ص ۲۳۹۸ «صبا») .
4.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۵۶ ، أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۴۱۱ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۷۴ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۹۳ كلّها نحوه ؛ مثير الأحزان : ص ۸۳ و ۸۴ وراجع : الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۸۱ وتذكرة الخواصّ : ص ۲۵۶ .
5.زمِّلوهُم بثيابهم وَدِمائِهم : أي لُفُّوهم فيها (النهاية : ج ۲ ص ۳۱۳ «زمل») .
6.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۳۹ .