41
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني

صُلِبَ في حُبِّ أهلِ بَيتِ نَبِيِّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، ويُبقَرُ بَطنُهُ عَلَى الخَشَبِ .
فَقالَ ميثَمٌ : وإنّي لَأَعرِفُ رَجُلاً أحمَرَ لَهُ ضَفيرَتانِ ۱ يَخرُجُ لِيَنصُرَ ابنَ بِنتِ نَبِيِّهِ ، فَيُقتَلُ ويُجالُ بِرَأسِهِ بِالكوفَةِ . ثُمَّ افتَرَقا ، فَقالَ أهلُ المَجلِسِ : ما رَأَينا أحَداً أكذَبَ مِن هذَينِ !
قالَ : فَلَم يَفتَرِق أهلُ المَجلِسِ حَتّى‏ أقبَلَ رُشَيدٌ الهَجَرِيُّ ، فَطَلَبَهُما فَسَأَلَ أهلَ المَجلِسِ عَنهُما ، فَقالوا : اِفتَرَقا ، وسَمِعناهُما يَقولانِ كَذا وكَذا ، فَقالَ رُشَيدٌ : رَحِمَ اللَّهُ ميثَماً ! نَسِيَ : ويُزادُ في عَطاءِ الَّذي يَجي‏ءُ بِالرَّأسِ مِئَةُ دِرهَمٍ ، ثُمَّ أدبَرَ ، فَقالَ القَومُ : هذا وَاللَّهِ أكذَبُهُم !!
فَقالَ القَومُ : وَاللَّهِ ما ذَهَبَتِ الأَيّامُ وَاللَّيالي حَتّى‏ رَأَيناهُ مَصلوباً عَلى‏ بابِ دارِ عَمرِو بنِ حُرَيثٍ ، وجي‏ءَ بِرَأسِ حَبيبِ بنِ مُظاهِرٍ قَد قُتِلَ مَعَ الحُسَينِ عليه السلام ، ورَأَينا كُلَّ ما قالوا .
وكانَ حَبيبٌ مِنَ السَّبعينَ الرِّجالِ الَّذينَ نَصَرُوا الحُسَينَ عليه السلام ، ولَقوا جِبالَ الحَديدِ ، وَاستَقبَلُوا الرِّماحَ بِصُدورِهِم وَالسُّيوفَ بِوُجوهِهِم ، وهُم يُعرَضُ عَلَيهِمُ الأَمانُ وَالأَموالُ فَيَأبونَ ، ويَقولونَ : لا عُذرَ لَنا عِندَ رَسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وآله إن قُتِلَ الحُسَينُ عليه السلام ومِنّا عَينٌ تَطرِفُ ، حَتّى‏ قُتِلوا حَولَهُ .
ولَقَد مَزَحَ حَبيبُ بنُ مُظاهِرٍ الأَسَدِيُّ ، فَقالَ لَهُ يَزيدُ بنُ خُضَيرٍ الهَمدانِيُّ ، وكانَ يُقالُ لَهُ سَيِّدُ القُرّاءِ : يا أخي لَيسَ هذِهِ بِساعَةِ ضِحكٍ !
قالَ : فَأَيُّ مَوضِعٍ أحَقُّ مِن هذا بِالسُّرورِ ، وَاللَّهِ ما هُوَ إلّا أن تَميلَ عَلَينا هذِهِ الطَّغامُ ۲ بِسُيوفِهِم ، فَنُعانِقُ الحورَ العينَ ۳ .

۹۱۸.الأمالي للصدوق عن عبد اللَّه بن منصور عن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين عن أبيه عن جدّه [زين

1.في المصدر : «صفيدتان» ، وهو تصحيف .

2.الطَّغَامُ : أوغاد الناس (الصحاح : ج ۵ ص ۱۹۷۵ «طغم») .

3.رجال الكشّي : ج ۱ ص ۲۹۲ الرقم ۱۳۳ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۹۲ الرقم ۳۳ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
40

وكانت شهادته مؤلمة جدّاً للإمام الحسين عليه السلام ، لذا فإنّه قال عند شهادته :
أحتَسِبُ نَفسي وحُماةَ أصحابي . ۱
وجاء في زيارة الناحية المقدّسة :
السَّلامُ عَلى‏ حَبيبِ بنِ مُظاهِرٍ الأَسَدِيِّ . ۲
كما ذكر اسمه في الزيارة الرجبيّة أيضاً . ۳

راجع : ص ۹۷ (الفصل الثالث / مسلم بن عوسجة).

ملاحظة

جدير بالذكر أنّه روى الفاضل الدربندي في كتاب أسرار الشهادة ۴ حكايةً مفصّلة حول لقاء حبيب بن مظاهر بمسلم بن عوسجة عند عطّار في سوق الكوفة لشراء الصبغ ، وكذلك ذكر اُموراً اُخرى من قبيل : كتاب الإمام الحسين إلى حبيب ودعوته لنصرته، حوار حبيب مع زوجته حول الذهاب إلى كربلاء، حوار غلام حبيب مع فرسه خارج الكوفة، كيفيّة وصول حبيب إلى كربلاء وإبلاغه سلام زينب عليه السلام عند وصوله كربلاء ، وغيرها من الحوادث التي ليس لها ذِكرٌ في المصادر المعتبرة، ومن المؤسف أنّ الكثير من الخطباء والنعاة يستندون إليها .

۹۱۷.رجال الكشّي عن فضيل بن الزبير : مَرَّ ميثَمٌ التَّمّارُ عَلى‏ فَرَسٍ لَهُ ، فَاستَقبَلَ حَبيبَ بنَ مُظاهِرٍ الأَسَدِيَّ عِندَ مَجلِسِ بَني أسَدٍ ، فَتَحَدَّثا حَتَّى اختَلَفَ أعناقُ فَرَسَيهِما .
ثُمَّ قالَ حَبيبٌ : لَكَأَنّي بِشَيخٍ أصلَعَ ضَخمِ البَطنِ يَبيعُ البِطّيخَ عِندَ دارِ الرِّزقِ ، قَد

1.راجع : ص ۴۴ ح ۹۲۰ .

2.راجع: ص ۸۷۱ ح ۲۱۴۹ .

3.راجع: موسوعة الإمام الحسين عليه السلام : ج ۸ ص ۱۶۵ ح ۳۵۲۴ .

4.أسرار الشهادة : ج ۲ ص ۵۹۱ - ۵۹۳ وراجع : هذا الكتاب : ج ۱ ص ۲۱ (الفصل الأوّل / ببليوغرافيا تاريخ عاشوراء وشعائر العزاء) .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 9983
صفحه از 952
پرینت  ارسال به