رَبِّ ، بِحَقِّ عيسى تَأمُرُ هذَا الرَّأسَ بِالتَّكَلُّمِ مَعي .
فَتَكَلَّمَ الرَّأسُ ، وقالَ : يا راهِبُ ، أيَّ شَيءٍ تُريدُ ؟ قالَ : مَن أنتَ ؟ قالَ : أنَا ابنُ مُحَمَّدٍ المُصطَفى ، وأنَا ابنُ عَلِيٍّ المُرتَضى ، وأنَا ابنُ فاطِمَةَ الزَّهراءِ ، وأنَا المَقتولُ بِكَربَلاءَ ، أنَا المَظلومُ ، أنَا العَطشانُ ، فَسَكَتَ .
فَوَضَعَ الرّاهِبُ وَجهَهُ عَلى وَجهِهِ ، فَقالَ : لا أرفَعُ وَجهي عَن وَجهِكَ حَتّى تَقولَ : أنَا شَفيعُكَ يَومَ القِيامَةِ .
فَتَكَلَّمَ الرَّأسُ ، فَقالَ : اِرجِع إلى دينِ جَدّي مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله .
فَقالَ الرّاهِبُ : أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّا اللَّهُ ، وأشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً رَسولُ اللَّهِ ، فَقَبِلَ لَهُ الشَّفاعَةَ .
فَلَمّا أصبَحوا أخَذوا مِنهُ الرَّأسَ وَالدَّراهِمَ ، فَلَمّا بَلَغُوا الوادِيَ نَظَرُوا الدَّراهِمَ قَد صارَت حِجارَةً . ۱
۵ / ۳
إسلامُ رَجُلٍ يَهودِيٍ
۱۴۸۷.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : إنَّ رَأسَ الحُسَينِ عليه السلام لَمّا حُمِلَ إلَى الشّامِ جَنَّ عَلَيهِمُ اللَّيلُ ، فَنَزَلوا عِندَ رَجُلٍ مِنَ اليَهودِ ، فَلَمّا شَرِبوا وسَكِروا ، قالوا لَهُ : عِندَنا رَأسُ الحُسَينِ .
فَقالَ لَهُم : أروني إيّاهُ ، فَأَرَوهُ إيّاهُ بِصُندوقٍ يَسطَعُ مِنهُ النّورُ إلَى السَّماءِ ، فَعَجِبَ اليَهودِيُّ ، وَاستَودَعَهُ مِنهُم ، فَأَودَعوهُ عِندَهُ .
فَقالَ اليَهودِيُّ لِلرَّأسِ وقَد رَآهُ بِذلِكَ الحالِ : اِشفَع لي عِندَ جَدِّكَ . فَأَنطَقَ اللَّهُ الرَّأسَ ، وقالَ : إنَّما شَفاعَتي لِلمُحَمَّدِيّينَ ولَستَ بِمُحَمَّدِيٍّ ، فَجَمَعَ اليَهودِيُّ أقرِباءَهُ ، ثُمَّ أخَذَ الرَّأسَ ووَضَعَهُ في طَستٍ ، وصَبَّ عَلَيهِ ماءَ الوَردِ ، وطَرَحَ فيهِ الكافورَ وَالمِسكَ وَالعَنبَرَ .