39
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني

أخذ البيعة من أهل الكوفة . ۱
وبعد التحاقه بالإمام عليه السلام بذل جهوداً كثيرة من أجل استقطاب الأفراد والمقاتلين من قبيلة بني أسد إلى عسكر الإمام عليه السلام ۲ ومجابهة الأعداء . ۳
تولّى حبيب في يوم عاشوراء قيادة ميسرة عسكر الإمام عليه السلام ، ۴ وكان يتمتّع بالسكينة بشكل عال ، وكان مسروراً عند اقترابه من الشهادة ، وفي نقلٍ أنّه كان يداعب أصحابه، ۵ وحينما قال له برير :
يا أخي! لَيسَ هذِهِ بِساعَةِ ضِحكٍ !
أجاب:
فَأَيُّ مَوضِعٍ أحَقُّ مِن هذا بِالسُّرورِ ، وَاللَّهِ ما هُوَ إلّا أن تَميلَ عَلَينا هذِهِ الطَّغامُ بِسُيوفِهِم ، فَنُعانِقُ الحورَ العينَ . ۶
وحمل على جيش العدوّ وهو يرتجز هذه الأبيات :

أنَا حَبيبٌ وأبي مُظاهِرُفارِسُ هَيجاءَ وحَربٍ تُسعَرُ
أنتُم أعَدُّ عُدَّةً وأكثَرُونَحنُ أوفى‏ مِنكُمُ وأصبَرُ
ونَحنُ أعلى‏ حُجَّةً وأظهَرُحَقّاً وأتقى‏ مِنكُمُ وأعذَرُ ۷
وهكذا قاتل حتّى التحق بموكب شهداء كربلاء.

1.الأمالي للشجري : ج ۱ ص ۱۷۲ ، الحدائق الورديّة : ج ۱ ص ۱۲۱.

2.راجع: ج‏۱ ص ۷۲۹ (الفصل الأوّل/جهود حبيب بن مظاهر لنصرة الإمام عليه السلام في السادس من محرّم).

3.راجع : ج ۱ ص ۷۴۲ (الفصل الأوّل / استمهال ليلة للصلاة والدعاء والاستغفار) و ج ۱ ص ۷۸۷ (الفصل الثاني / احتجاجات الإمام عليه السلام على جيش الكوفة) و ج ۱ ص ۸۱۸ (صلاة الجماعة بإمامة الحسين عليه السلام في ظهر عاشوراء).

4.راجع : ج ۱ ص ۷۷۷ (الفصل الثاني / المواجهة بين جيش الهدى وجيش الضلالة).

5.راجع : ج ۱ ص ۷۷۳ (الفصل الأوّل / الترحاب بالشهادة).

6.راجع: ص ۴۰ ح ۹۱۷ .

7.راجع : ص ۴۲ ح ۹۱۹ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
38

والإمام الحسين عليهم السلام ، ۱ بل استناداً إلى قول ابن حجر ، فإنّه أدرك عصر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله أيضاً . ۲
كان في عصر حكم‏الإمام عليّ عليه السلام أحدَ أعضاء جيشه‏الخاصّ، والذي كان‏يسمّى ب «شرطة الخميس». ۳
إنّ حديث حبيب بن مظاهر مع ميثم التمّار ورشيد الهجري حول أحداث المستقبل ، تدلّ على أنّهم كانوا من أصحاب سرّ الإمام عليّ عليه السلام ، وممّن يتمتّعون بكمالات معنويّة رفيعة ، وكانوا على معرفة بعلم المنايا والبلايا . ۴
كان من أوائل الذين دعوا الإمام الحسين عليه السلام للمجي‏ء إلى الكوفة ، ۵ وبعد دخول مسلم عليه السلام الكوفة وقراءة كتاب الإمام عليه السلام على أهلها، قام عابس فأظهر نوعاً من الشكّ بشأن صدق أهل الكوفة، وأقسم بأنّه يلبّي دعوة الإمام عليه السلام وسفيره ، ويحارب في سبيل اللَّه أعداءهما حتّى يلقى اللَّه ، وقام بعده حبيبٌ وقال: رحمك اللَّه! قد قضيت ما في نفسك بواجز من قولك .
ثمّ قال:
وأنا واللَّه الذي لا إله إلّا هو، على مثل ما هذا عليه . ۶
وبدأت بيعة الناس لمسلم بعد كلام هذين الشخصين. ۷ وكان لحبيب دور فعّال في

1.رجال الطوسي : ص ۶۰ و ۹۳ و ۱۰۰ ، الاختصاص : ص ۳ و ۷ و۸ ، ورجال البرقي : ص ۴ و ۷ ، رجال ابن داود : ص ۷۰.

2.الإصابة : ج ۲ ص ۱۴۲ وفيه «حتيت بن مظهر بن رئاب بن الأشتر بن جحوان بن فقعس الكندي ثمّ الفقعسي ، له إدراك ، وعُمّر حتى قُتل مع الحسين بن علي عليه السلام» .

3.راجع : رجال البرقي : ص ۴.

4.راجع : ص ۴۰ ح ۹۱۷ .

5.راجع: ج ۱ ص ۳۵۲ (القسم الرابع/الفصل الثالث/كتب أهل الكوفة إلى الإمام عليه السلام يدعونه فيها للقيام).

6.راجع : ج ۱ ص ۳۸۳ (القسم الرابع / الفصل الرابع / قدوم مسلم الكوفة وبيعة أهلها له) .

7.نفس المصدر .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10376
صفحه از 952
پرینت  ارسال به