385
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني

۱۴۷۲.شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد - في ذكر الأحاديث الموضوعة في ذمّ عليّ عليه السلام - : وأمّا مَروانُ ابنُهُ [أيِ ابنُ الحَكَمِ ]فَأَخبَثُ عَقيدَةً ، وأعظَمُ إلحاداً وكُفراً ، وهُوَ الَّذي خَطَبَ يَومَ وَصَلَ إلَيهِ رَأسُ الحُسَينِ عليه السلام إلَى المَدينَةِ ، وهُوَ يَومَئِذٍ أميرُها ، وقَد حَمَلَ الرَّأسَ عَلى‏ يَدَيهِ ، فَقالَ :

يا حَبَّذا بَردُكَ فِي اليَدَينِ‏وحُمرَةً تَجري عَلَى الخَدَّينِ‏
كَأَنَّما بِتَّ بِمسجدينِ ۱
ثُمَّ رَمى‏ بِالرَّأسِ نَحوَ قَبرِ النَّبِيِّ ، وقالَ : يا مُحَمَّدُ ، يَومٌ بِيَومِ بَدرٍ . وهذَا القَولُ مُشتَقٌّ مِنَ الشِّعرِ الَّذي تَمَثَّلَ بِهِ يَزيدُ بنُ مُعاوِيَةَ ، وهُوَ شِعرُ ابنِ الزِّبَعرى‏ يَومَ وَصَلَ الرَّأسُ إلَيهِ ... .
قُلتُ : هكَذا قالَ شَيخُنا أبو جَعفَرٍ ، وَالصَّحيحُ أنَّ مَروانَ لَم يَكُن أميرَ المَدينَةِ يَومَئِذٍ ، بَل كانَ أميرَها عَمرُو بنُ سَعيدِ بنِ العاصِ ، ولَم يُحمَل إلَيهِ الرَّأسُ ، وإنَّما كَتَبَ إلَيهِ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ يُبَشِّرُهُ بِقَتلِ الحُسَينِ عليه السلام ، فَقَرَأَ كِتابَهُ عَلَى المِنبَرِ ، وأنشَدَ الرَّجَزَ المَذكورَ ، وأومَأَ إلَى القَبرِ قائِلاً : يَومٌ بِيَومِ بَدرٍ ، فَأَنكَرَ عَلَيهِ قَولَهُ قَومٌ مِنَ الأَنصارِ . ۲

۴ / ۱۲ - ۵

مِصرُ

۱۴۷۳.معجم البلدان : بِالقاهِرَةِ مَشهَدٌ بِهِ رَأسُ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام ، نُقِلَ إلَيها مِن عَسقَلانَ ۳ لَمّا أخَذَ

1.الظاهر أنّ «مسجدين» تصحيف «مجسدين» كما في النقول التي مرّت في هذا الباب عن الطبقات الكبرى ومثير الأحزان وغيرهما .

2.شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ۴ ص ۷۱ .

3.عَسْقَلان : هي مدينة بالشام من أعمال فلسطين على ساحل البحر بين غزّة وبيت جبرين (معجم البلدان : ج ۴ ص ۱۲۲) وراجع : الخريطة رقم ۵ في آخر الكتاب .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
384

۱۴۷۱.شرح الأخبار : لَمّا أمَرَ اللَّعينُ بِأَن يُطافَ بِرَأسِ الحُسَينِ عليه السلام فِي البُلدانِ اُتِيَ بِهِ إلَى المَدينَةِ ، وعامِلُهُ عَلَيها يَومَئِذٍ عَمرُو بنُ سَعيدٍ الأَشدَقُ ، فَسَمِعَ صِياحَ النِّساءِ ، فَقالَ : ما هذا ؟ قيلَ : نِساءُ بَني هاشِمٍ يَبكينَ لَمّا رَأَينَ رَأسَ الحُسَينِ عليه السلام ، وكانَ عِندَهُ مَروانُ بنُ الحَكَمِ ، فَقالَ مَروانُ اللَّعينُ مُتَمَثِّلاً :

عَجَّت نِساءُ بَني زِيادٍ عَجَّةًكَعَجيجِ نِسوَتِنا غَداةَ الأَذيَبِ‏
عَنَى اللَّعينُ عَجيجَ نِساءِ بَني عَبدِ الشَّمسِ لِمَن قُتِلَ مِنهُم يَومَ بَدرٍ .
فَأَمّا ما أقاموهُ ظاهِراً مِن أمرِ عُثمانَ ، فَمَروانُ اللَّعينُ فيمَن ألَّبَ عَلَيهِ وشَمَتَ بِمُصابِهِ ، وهُوَ القائِلُ :

لَمّا أتاهُ نَعيُهُ ذينَهُ‏مَن كَسَرَ ضِلعاً كَسَرَ جَنبَهُ‏
وَلكِن ذُحولُ ۱ بَني اُمَيَّةَ بِدِماءِ الجاهِلِيَّةِ الَّتي طَلَبوا بِها رَسُولَ اللَّهِ في عِترَتِهِ وَأهلِ بَيتِهِ . ولَمّا قالَ ذلِكَ مَروانُ اللَّعينُ ، قالَ عَمرُو بنُ سَعيدٍ - عامِلُ المَدينَةِ يَومَئِذٍ - : لَوَدِدتُ - وَاللَّهِ - أنَّ أميرَ المُؤمِنينَ لَم يَكُن يَبعَثُ إلَينا بِرَأسِ الحُسَينِ . فَقالَ لَهُ مَروانُ : اُسكُت لا اُمَّ لَكَ ، وقُل كَما قالَ الأَوَّلُ :

ضَرَبوا رَأسَ شَريزٍ ضَربَةًاشتت أوتادَ مُلكٍ فاستتر ۲
ثُمَّ اُتِيَ بِرَأسِ الحُسَينِ عليه السلام إلى‏ عَمرِو بنِ سَعيدٍ ، فَأَعرَضَ بِوَجهِهِ عَنهُ ، وَاستَعظَمَ أمرَهُ . فَقالَ مَروانُ اللَّعينُ لِحامِلِ الرَّأسِ : هاتِهِ ، فَدَفَعَهُ إلَيهِ ، فَأَخَذَهُ بِيَدِهِ ، وقالَ :
يا حَبَّذا بَردُكَ فِي اليَدَينِ‏ولَونُكَ الأَحمَرُ فِي الخَدَّينِ ۳

1.في المصدر : «دحول» ، وهو مصحّف . والذحل : الحقد والعداوة . يقال : طلب بذحلِهِ ، أي بثأره ، والجمع : ذحول (الصحاح : ج ۴ ص ۱۷۰ «ذحل») .

2.الظاهر أنّ الصواب : «أثبَتَت أوتادَ مُلكٍ فاستَقَرّ» كما مَرّ في النقول السابقة .

3.شرح الأخبار : ج ۳ ص ۱۵۹ الرقم ۱۰۸۹ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 9858
صفحه از 952
پرینت  ارسال به