۱۴۷۲.شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد - في ذكر الأحاديث الموضوعة في ذمّ عليّ عليه السلام - : وأمّا مَروانُ ابنُهُ [أيِ ابنُ الحَكَمِ ]فَأَخبَثُ عَقيدَةً ، وأعظَمُ إلحاداً وكُفراً ، وهُوَ الَّذي خَطَبَ يَومَ وَصَلَ إلَيهِ رَأسُ الحُسَينِ عليه السلام إلَى المَدينَةِ ، وهُوَ يَومَئِذٍ أميرُها ، وقَد حَمَلَ الرَّأسَ عَلى يَدَيهِ ، فَقالَ :
يا حَبَّذا بَردُكَ فِي اليَدَينِوحُمرَةً تَجري عَلَى الخَدَّينِ
كَأَنَّما بِتَّ بِمسجدينِ ۱
ثُمَّ رَمى بِالرَّأسِ نَحوَ قَبرِ النَّبِيِّ ، وقالَ : يا مُحَمَّدُ ، يَومٌ بِيَومِ بَدرٍ . وهذَا القَولُ مُشتَقٌّ مِنَ الشِّعرِ الَّذي تَمَثَّلَ بِهِ يَزيدُ بنُ مُعاوِيَةَ ، وهُوَ شِعرُ ابنِ الزِّبَعرى يَومَ وَصَلَ الرَّأسُ إلَيهِ ... .
قُلتُ : هكَذا قالَ شَيخُنا أبو جَعفَرٍ ، وَالصَّحيحُ أنَّ مَروانَ لَم يَكُن أميرَ المَدينَةِ يَومَئِذٍ ، بَل كانَ أميرَها عَمرُو بنُ سَعيدِ بنِ العاصِ ، ولَم يُحمَل إلَيهِ الرَّأسُ ، وإنَّما كَتَبَ إلَيهِ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ يُبَشِّرُهُ بِقَتلِ الحُسَينِ عليه السلام ، فَقَرَأَ كِتابَهُ عَلَى المِنبَرِ ، وأنشَدَ الرَّجَزَ المَذكورَ ، وأومَأَ إلَى القَبرِ قائِلاً : يَومٌ بِيَومِ بَدرٍ ، فَأَنكَرَ عَلَيهِ قَولَهُ قَومٌ مِنَ الأَنصارِ . ۲
۴ / ۱۲ - ۵
مِصرُ
۱۴۷۳.معجم البلدان : بِالقاهِرَةِ مَشهَدٌ بِهِ رَأسُ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام ، نُقِلَ إلَيها مِن عَسقَلانَ ۳ لَمّا أخَذَ
1.الظاهر أنّ «مسجدين» تصحيف «مجسدين» كما في النقول التي مرّت في هذا الباب عن الطبقات الكبرى ومثير الأحزان وغيرهما .
2.شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ۴ ص ۷۱ .
3.عَسْقَلان : هي مدينة بالشام من أعمال فلسطين على ساحل البحر بين غزّة وبيت جبرين (معجم البلدان : ج ۴ ص ۱۲۲) وراجع : الخريطة رقم ۵ في آخر الكتاب .