الأَسلَمِيُّ - وكانَ زاجِراً - : إنَّهُ لَيَومُ دَمٍ ، قالَ : فَجيءَ بِرَأسِ الحُسَينِ ، فَنُصِبَ ، فَصَرَخَ نِساءُ أبي طالِبٍ ، فَقالَ مَروانُ :
عَجَّت نِساءُ بَني زُبَيدٍ عَجَّةًكَعَجيجِ نِسوَتِنا غَداةَ الأَزيَبِ
ثُمَّ صِحنَ أيضاً ، فَقالَ مَروانُ :
ضَرَبَت دَو سَرُ ۱ فيهِم ضَربَةًأثبَتَت أركانَ ۲ مُلكٍ فَاستَقَرّ
وقامَ ابنُ أبي حُبَيشٍ وعَمرٌو يَخطُبُ ، فَقالَ : رَحِمَ اللَّهُ فاطِمَةَ ، فَمَضى في خُطبَتِهِ شَيئاً ، ثُمَّ قالَ : واعَجَباً لِهذَا الأَلثَغِ ، ۳ وما أنتَ وفاطِمَةُ ؟ قالَ : اُمُّها خَديجَةُ ، يُريدُ أنَّها مِن بَني أسَدِ بنِ عَبدِ العُزّى . قالَ : نَعَم وَاللَّهِ ، وَابنَةُ مُحَمَّدٍ ، أخَذتُها يَميناً ، وأخَذتَها شِمالاً ، وَدِدتُ - وَاللَّهِ - أنَّ أميرَ المُؤمِنينَ كانَ نَحّاهُ عَنّي ، ولَم يُرسِل بِهِ إلَيَّ ، ووَدِدتُ - وَاللَّهِ - أنَّ رَأسَ الحُسَينِ كانَ عَلى عُنُقِهِ ، وروحَهُ كانَت في جَسَدِهِ . ۴
۱۴۷۰.مثير الأحزان : لَمّا وافى رَأسُ الحُسَينِ عليه السلام المَدينَةَ ، سُمِعَتِ الواعِيَةُ مِن كُلِّ جانِبٍ ، فَقالَ مَروانُ بنُ الحَكَمِ :
ضَرَبَت دَوسَرُ فيهِم ضَربَةًأثبَتَت أوتادَ حُكمٍ فَاستَقَرَّ
ثُمَّ أخَذَ يَنكُتُ وَجهَهُ بِقَضيبٍ ، ويَقولُ :
يا حَبَّذا بَردُكَ فِي اليَدَينِولَونُكَ الأَحمَرُ فِي الخَدَّينِ
كَأَنَّهُ باتَ بِمُجسَدَينِشَفَيتُ مِنكَ النَّفسَ يا حُسَينُ ۵
1.في المصدر : «ذو شر» والظاهر أنّه تصحيف صوابه ما أثبتناه كما سيأتي في النقل اللّاحق . ودَوسَر : اسم كتيبة للنعمان بن المنذر ملك العرب [وكانت أشدّ كتائبه بطشاً ، حتّى قيل في المثل : أبطش من دَوسر] . يقال : كتيبةٌ دَوسَرَةٌ ودَوسَرٌ إذا كانت مجتمعة . والدَّوسَر : الأسدُ الصُّلبُ الموَثَّق الخَلق (راجع : تاج العروس : ج ۶ ص ۴۰۲ «دسر») .
2.في المصدر : «أن كان» ، والصواب ما أثبتناه .
3.اللثغة في اللسان : هو أن يُصيّر الراء غيناً أو لاماً والسين ثاءً ، لَثِغَ يَلثَغُ فهو ألثغ (الصحاح : ج ۴ ص ۱۳۲۵ «لثغ») .
4.أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۴۱۷ .
5.مثير الأحزان : ص ۹۵ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۲۴ وراجع : الأمالي للشجري : ج ۱ ص ۱۸۵ .