أتانا خَبَرُ مَقتَلِ الحُسَينِ عليه السلام ، ويَبِسَتِ الشَّجَرَةُ عَلى أثَرِ ذلِكَ وذَهَبَت . ۱
۱۳۵۶.مقتل الحسين عليه السلام للخوارمي عن هند بنت الجون : نَزَلَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله بِخَيمَةِ خالَتي ، ومَعَهُ أصحابٌ لَهُ ، فَكانَ مِن أمرِهِ فِي الشّاةِ ما قَد عَرَفَهُ النّاسُ ، فَقالَ ۲ فِي الخَيمَةِ هُوَ وأصحابُهُ حَتّى أبرَدَ ، وكانَ اليَومُ قائِظاً ۳ شَديداً حَرُّهُ .
فَلَمّا قامَ مِن رَقدَتِهِ دَعا بِماءٍ ، فَغَسَلَ يَدَيهِ ، فَأَنقاهُما ، ثُمَّ مَضمَضَ فاهُ ، ومَجَّهُ عَلى عَوسَجَةٍ كانَت إلى جَنبِ خَيمَةِ خالَتي ثَلاثَ مَرّاتٍ ... ثُمَّ قالَ : إنَّ لِهذِهِ العَوسَجَةِ شَأناً .
ثُمَّ فَعَلَ مَن كانَ مَعَهُ مِن أصحابِهِ مِثلَ ذلِكَ ، ثُمَّ قامَ فَصَلّى رَكعَتَينِ ، فَعَجِبتُ أنَا وفَتَياتُ الحَيِّ مِن ذلِكَ ، وما كانَ عَهدُنا بِالصَّلاةِ ، ولا رَأَينا مُصَلِّياً قَبلَهُ .
فَلَمّا كانَ مِنَ الغَدِ أصبَحنا وقَد عَلَتِ العَوسَجَةُ ، حَتّى صارَت كَأَعظَمِ دَوحَةٍ عالِيَةٍ وأبهى ، وقَد خَضَدَ ۴ اللَّهُ شَوكَها ، ووَشَجَت عُروقُها وكَثُرَت أفنانُها ۵ ، وَاخضَرَّ ساقُها ووَرَقُها ، ثُمَّ أثمَرَت بَعدَ ذلِكَ ، فَأَينَعَت بِثَمَرٍ كانَ كَأَعظَمِ ما يَكونُ مِنَ الكَمأَةِ في لَونِ الوَرسِ المَسحوقِ ، ورائِحَةِ العَنبَرِ ، وطَعمِ الشَّهدِ .
وَاللَّهِ ، ما أكَلَ مِنها جائِعٌ إلّا شَبِعَ ، ولا ظَمآنُ إلّا رَوِيَ ، ولا سَقيمٌ إلّا بَرَأَ ، ولا ذوحاجَةٍ وفاقَةٍ إلَّا استَغنى ، ولا أكَلَ مِن وَرَقِها بَعيرٌ ولا ناقَةٌ ولا شاةٌ إلّا سَمِنَت ، ودَرَّ لَبَنُها ، فَرَأَينَا النَّماءَ وَالبَرَكَةَ فِي أموالِنا مُنذُ يَومَ نَزَلَ صلى اللَّه عليه وآله ، وأخصَبَت بِلادُنا وأمرَعَت ، فَكُنّا نُسَمّي تِلكَ الشَّجَرَةَ المُبارَكَةَ ، وكانَ يَنتابُنا مَن حَولَنا مِن أهلِ البَوادي ، يَستَظِلّونَ بِها ،
1.ربيع الأبرار : ج ۱ ص ۲۸۵ ؛ كشف الغمّة : ج ۱ ص ۲۵ وفيه «يستشفى» بدل «يستسقى» ، الثاقب في المناقب : ص ۱۱۱ ح ۱۰۷ ، الحدائق الورديّة : ج ۱ ص ۱۱۱ كلاهما نحوه .
2.القَيلولة : نومة نصف النهار ، قال يقيل (لسان العرب : ج ۱۱ ص ۵۷۷ «قيل») .
3.القَيْظ : شدّة الحرّ ، والقَيظ : الفصل الذي يسمّيه الناس الصيف (المصباح المنير : ص ۵۲۱ «قيظ») .
4.الخضد : نزع الشوك عن الشجر (العين : ص ۲۲۸ «خضد») .
5.الفَنَن : الغصن ، جمعه أفنان (القاموس المحيط : ج ۴ ص ۲۵۶ «فنن») .