333
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني

۲ / ۱۴

يُبْسُ شَجَرَةِ اُمِّ مَعبَدٍ

۱۳۵۵.ربيع الأبرار عن هند بنت الجون : نَزَلَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله خَيمَةَ خالَتي اُمِّ مَعبَدٍ ، فَقامَ مِن رَقدَتِهِ ، فَدَعا بِماءٍ ، فَغَسَلَ يَدَيهِ ، ثُمَّ تَمَضمَضَ ، ومَجَّ في عَوسَجَةٍ ۱ إلى‏ جانِبِ الخَيمَةِ ، فَأَصبَحنا وهِيَ كَأَعظَمِ دَوحَةٍ ، وجاءَت بِثَمَرٍ كَأَعظَمِ ما يَكونُ في لَونِ الوَرسِ ، ورائِحَةِ العَنبَرِ ، وطَعمِ الشَّهدِ ، ما أكَلَ مِنها جائِعٌ إلّا شَبِعَ ، ولا ظَمآنُ إلّا رَوِيَ ، ولا سَقيمٌ إلّا بَرِئَ ، ولا أكَلَ مِن وَرَقِها بَعيرٌ ولا شاةٌ إلّا دَرَّ لَبَنُها ، فَكُنّا نُسَمّيهَا المُبارَكَةَ ، ويَنتابُنا مِنَ البَوادي مَن يَستَسقي بِها ، ويُزَوِّدُ مِنها .
حَتّى‏ أصبَحنا ذاتَ يَومٍ ، وقَد تَساقَطَ ثَمَرُها ، وصَغُرَ وَرَقُها ، فَفَزِعنا ، فَما راعَنا إلّا نَعيُ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله .
ثُمَّ إنَّها بَعدَ ثَلاثينَ سَنَةً أصبَحَت ذاتَ شَوكٍ ، مِن أسفَلِها إلى‏ أعلاها ، وتَساقَطَ ثَمَرُها ، وذَهَبَت نَضرَتُها ، فَما شَعَرنا إلّا بِمَقتَلِ أميرِ المُؤمِنينَ عَلِيٍّ عليه السلام ، فَما أثَمَرَت بَعدَ ذلِكَ ، وكُنّا نَنتَفِعُ بِوَرَقِها .
ثُمَّ أصبَحنا وإذا بِها قَد نَبَعَ مِن ساقِها دَمٌ عَبيطٌ ، وقَد ذَبَلَ وَرَقُها ، فَبَينا نَحنُ فَزِعينَ إذ

1.العَوسَجُ : شجر من شجر الشوك ، وله ثمر أحمر مدوّر كأنّه خرز العقيق ، واحِدَتُه عَوسَجَة (لسان العرب : ج ۲ ص ۳۲۴ «عسج») .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
332

فَخَرَجوا عَلى‏ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ ، فَكانَ مِن أمرِهِم ما كانَ .
قالَ : فَقُلتُ لَهُ : جُعِلتُ فِداكَ ، مَن هذَا الصّارِخُ ؟ قالَ : ما نَراهُ إلّا جَبرئيلَ عليه السلام ، أما إنَّهُ لَو اُذِنَ لَهُ فيهِم لَصاحَ بِهِم صَيحَةً يَخطِفُ بِهِ أرواحَهُم مِن أبدانِهِم إلَى النّارِ ، ولكِن اُمهِلَ لَهُم لِيَزدادوا إثماً ؛ ولَهُم عَذابٌ أليمٌ . ۱

۲ / ۱۳

نِداءُ مُنادٍ بِالمَدينَةِ لا يُرى‏ شَخصُهُ‏

۱۳۵۳.تاريخ الطبري عن عمرو بن عكرمة : أصبَحنا صَبيحَةَ قَتلِ الحُسَينِ عليه السلام بِالمَدينَةِ ، فَإِذا مَولىً لَنا يُحَدِّثُنا ، قالَ : سَمِعتُ البارِحَةَ مُنادِياً يُنادي ، وهُوَ يَقولُ :

أيُّهَا القاتِلونَ جَهلاً حُسَيناًأبشِروا بِالعَذابِ وَالتَّنكيلِ‏
كُلُّ أهلِ السَّماءِ يَدعو عَلَيكُم‏مِن نَبِيٍّ ومَلأَكٍ ۲ وقَبيلِ‏
قَد لُعِنتُم عَلى‏ لِسانِ ابنِ داوودَ وموسى‏ وحامِلِ الإِنجيلِ ۳

۱۳۵۴.الإرشاد : لَمّا كانَ اللَّيلُ مِن ذلِكَ اليَومِ الَّذي خَطَبَ فيهِ عَمرُو بنُ سَعيدٍ بِقَتلِ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام بِالمَدينَةِ ، سَمِعَ أهلُ المَدينَةِ في جَوفِ اللَّيلِ مُنادِياً يُنادي ، يَسمَعونَ صَوتَهُ ولا يَرَونَ شَخصَهُ :
أيُّهَا القاتِلونَ جَهلاً حُسَيناًأبشِروا بِالعَذابِ وَالتَّنكيلِ‏
كُلُّ أهلِ السَّماءِ يَدعوا عَلَيكُم‏مِن نَبِيٍّ ومَلأَكٍ وقَبيلِ‏
قَد لُعِنتُم عَلى‏ لِسانِ ابنِ داوودَ وموسى‏ و صاحِبِ الإِنجيلِ ۴

1.كامل الزيارات : ص ۵۵۳ ح ۸۴۳ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۷۲ ح ۲۱ .

2.مَلْأك : أي مَلك ، والأصل فيه الهمز ، ثمّ حذفت همزته لكثرة الاستعمال ، (راجع : النهاية : ج ۴ ص ۳۵۹ «ملك») .

3.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۶۷ و ص ۳۹۳ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۸۰ بزيادة «ومكث الناس شهرين أو ثلاثة كأنّما تُلطخ الحوائط بالدماء ساعة تطلع الشمس حتّى ترتفع» في آخره ، تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۴۰ ، كفاية الطالب : ص ۴۴۳ كلاهما عن اُمّ سلمة وفيهما «تنوح الجنّ» بدل «منادياً ينادي» ؛ كامل الزيارات : ص ۱۹۶ الرقم ۲۷۶ ، مثير الأحزان : ص ۱۰۸ ، شرح الأخبار : ج ۳ ص ۱۶۸ الرقم ۱۱۰۹ عن أبي جرثومة الكلبي ، المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۶۳ وفيه «سمع نوح الملائكة في أوّل منزل نزلوا قاصدين إلى الشام : أيّها ...» وكلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۲۳۸ الرقم ۶ .

4.الإرشاد : ج ۲ ص ۱۲۴ ، كشف الغمّة : ج ۲ ص ۲۸۰ ، الملهوف : ص ۲۰۸ نحوه ، روضة الواعظين : ص ۲۱۳ وليس فيه صدره إلى «بالمدينة» ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۲۳ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10140
صفحه از 952
پرینت  ارسال به