ثُمَّ ارتَحَلنا حَتّى أتَينا عَبدَ المَلِكِ ... وقالَ : عُرِضَت لي مَسأَلَةٌ لَم يَعرِفهَا العُلَماءُ ! فَأَخبِرني ، إذا قَتَلَت هذِهِ الاُمَّةُ إمامَهَا المَفروضَ طاعَتُهُ عَلَيهِم ، أيَّ عِبرَةٍ يُريهُمُ اللَّهُ في ذلِكَ اليَومِ ؟
قالَ أبي : إذا كانَ كَذلِكَ لا يَرفَعونَ حَجَراً إلّا ويَرَونَ تَحتَهُ دَماً عَبيطاً .
فَقَبَّلَ عَبدُ المَلِكِ رَأسَ أبي ، وقالَ : صَدَقتَ ، إنَّ فِي اليَومِ الَّذي قُتِلَ فيهِ أبوكَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام كانَ عَلى بابِ أبي مَروانَ حَجَرٌ عَظيمٌ ، فَأَمَرَ أن يَرفَعوهُ ، فَرَأَينا تَحتَهُ دَماً عَبيطاً يَغلي ، وكانَ لي أيضاً حَوضٌ كَبيرٌ في بُستاني ، وكانَ حافَتاهُ حِجارَةً سَوداءَ ، فَأَمَرتُ أن تُرفَعَ ويوضَعَ مَكانَها حِجارَةٌ بيضٌ ، وكانَ في ذلِكَ اليَومِ قَتلُ الحُسَينِ عليه السلام ، فَرَأَيتُ دَماً عَبيطاً يَغلي تَحتَها ، أفَتُقيمُ عِندَنا ولَكَ مِنَ الكَراماتِ ما تَشاءُ ، أم تَرجِعُ ؟
قالَ أبي : بَل أرجِعُ إلى قَبرِ جَدّي . فَأَذِنَ لَهُ بِالاِنصِرافِ . ۱
۱۳۳۳.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) عن محمّد بن عمر بن عليّ : أرسَلَ عَبدُ المَلِكِ إلَى ابنِ رَأسِ الجالوتِ ۲ ، فَقالَ : هَل كانَ في قَتلِ الحُسَينِ عليه السلام عَلامَةٌ ؟
فَقالَ ابنُ رَأسِ الجالوتِ : ما كُشِفَ يَومَئِذٍ حَجَرٌ إلّا وُجِدَ تَحتَهُ دَمٌ عَبيطٌ . ۳
۱۳۳۴.المعجم الكبير عن الزهري : لَمّا قُتِلَ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام ، لَم يُرفَع حَجَرٌ بِبَيتِ المَقدِسِ إلّا وُجِدَ تَحتَهُ دَمٌ عَبيطٌ . ۴
1.الخرائج والجرائح : ج ۱ ص ۲۹۱ ح ۲۵ ، بحار الأنوار : ج ۱۰ ص ۱۵۲ ح ۳ .
2.هو الشخصية المبرزة والمقدّمة عند اليهود في البلاد الإسلامية .
3.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۵۰۶ الرقم ۴۷۳ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج ۵ ص ۱۶ ، تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۳۰ ، كفاية الطالب : ص ۴۴۳ ، الصواعق المحرقة : ص ۱۹۴ عن أبي سعيد ، وفيه «ما رفع حجر من الدنيا إلّا وتحته دم عبيط» .
4.المعجم الكبير : ج ۳ ص ۱۱۳ الرقم ۲۸۳۴ ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۳۱۴ ، بغية الطلب في تاريخ حلب : ج ۶ ص ۲۶۳۷ كلاهما نحوه ؛ إثبات الوصيّة : ص ۱۷۸ ، الأمالي للشجري : ج ۱ ص ۱۷۸ وليس فيهما «ببيت المقدس» ، روضة الواعظين : ص ۲۱۲ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۳۰ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۲۱۶ .