305
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني

وهُوَ أشعَثُ أغبَرُ ، ويَدُهُ مَضمومَةٌ ، فَقُلتُ : يا رَسولَ اللَّهِ ! ما لي أراكَ شَعِثاً مُغبَرّاً ؟
فَقالَ : «اُسرِيَ بي في هذَا الوَقتِ إلى‏ مَوضِعٍ مِنَ العِراقِ يُقالُ لَهُ كَربَلاءُ ، فَاُريتُ فيهِ مَصرَعَ الحُسَينِ ابني وجَماعَةٍ مِن وُلدي وأهلِ بَيتي ، فَلَم أزَل ألقُطُ دِماءَهُم ، فَها هِيَ في يَدي» ، وبَسَطَها إلَيَّ ، فَقالَ : «خُذيها وَاحتَفِظي بِها» ، فَأَخَذتُها ، فَإِذا هِيَ شِبهُ تُرابٍ أحمَرَ ، فَوَضَعتُهُ في قارورَةٍ ، وسَدَدتُ رَأسَها ، وَاحتَفَظتُ بِهِ .
فَلَمّا خَرَجَ الحُسَينُ عليه السلام مِن مَكَّةَ مُتَوَجِّهاً نَحوَ العِراقِ ، كُنتُ اُخرِجُ تِلكَ القارورَةَ في كُلِّ يَومٍ ولَيلَةٍ ، فَأَشُمُّها ، وأنظُرُ إلَيها ، ثُمَّ أبكي لِمُصابِهِ ، فَلَمّا كانَ فِي اليَومِ العاشِرِ مِنَ المُحَرَّمِ - وهُوَ اليَومُ الَّذي قُتِلَ فيهِ عليه السلام - أخرَجتُها في أوَّلِ النَّهارِ ، وهِيَ بِحالِها ، ثُمَّ عُدتُ إلَيها آخِرَ النَّهارِ ، فَإِذا هِيَ دَمٌ عَبيطٌ ، فَصِحتُ في بَيتي وبَكَيتُ ، وكَظَمتُ غَيظي ؛ مَخافَةَ أن يَسمَعَ أعداؤُهُم بِالمَدينَةِ ، فَيُسرِعوا بِالشَّماتَةِ ، فَلَم أزَل حافِظَةً لِلوَقتِ حَتّى‏ جاءَ النّاعي يَنعاهُ ، فَحُقِّقَ ما رَأَيتُ . ۱

۱۲۷۶.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي عن اُمّ سلمة : جاءَ جَبرَئيلُ إلَى النَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وآله فَقالَ : إنَّ اُمَّتَكَ تَقتُلُهُ - يَعنِي الحُسَينَ - بَعدَكَ ، ثُمَّ قالَ لَهُ : ألا اُريكَ مِن تُربَةِ مَقتَلِهِ ؟ قالَ : نَعَم ، فَجاءَ بِحَصَياتٍ ، فَجَعَلَهُنَّ رَسولُ اللَّهِ في قارورَةٍ ، فَلَمّا كانَت لَيلَةُ قَتلِ الحُسَينِ عليه السلام ، قالَت اُمُّ سَلَمَةَ : سَمِعتُ قائِلاً يَقولُ :

أيُّهَا القاتِلونَ جَهلاً حُسَيناًأبشِروا بِالعَذابِ وَالتَّنكيلِ‏
قَد لُعِنتُم عَلى‏ لِسانِ ابنِ داوودَوموسى‏ وصاحِبِ الإِنجيلِ‏
قالَت : فَبَكَيتُ ، فَفَتَحتُ القارورَةَ ، فَإِذا قَد حَدَثَ فيها دَمٌ . ۲

1.الإرشاد : ج ۲ ص ۱۳۰ ، روضة الواعظين : ص ۲۱۳ ، كشف الغمّة : ج ۲ ص ۲۲۰ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۲۸ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۲۳۹ ح ۳۱ وراجع : تاريخ اليعقوبي : ج ۲ ص ۲۴۵ وتاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۱۹۰ - ۱۹۴ ح ۳۵۲۲ - ۳۵۳۲ .

2.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۹۵ ، الصواعق المحرقة : ص ۱۹۳ نحوه ؛ بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۲۴۱ ح ۳۴ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
304

فَانتَبَهَت اُمُّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنها ، فَصَرَخَت بِأَعلى‏ صَوتِها ، فَقالَت : وَا ابناه ! فَاجتَمَعَ أهلُ المَدينَةِ ، وقالوا لَها : مَا الَّذي دَهاكِ ؟
فَقالَت : قُتِلَ ابنِيَ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام . فَقالوا لَها : وما عِلمُكِ بِذلِكِ ؟
قالَت : أتاني فِي المَنامِ رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله باكِياً أشعَثَ أغبَرَ ، فَأَخبَرَني أنَّهُ دَفَنَ الحُسَينَ وأصحابَهُ السّاعَةَ .
فَقالوا : أضغاثُ أحلامٍ ، قالَت : مَكانَكُم ! فَإِنَّ عِندي تُربَةَ الحُسَينِ عليه السلام ، فَأَخرَجَت لَهُمُ القارورَةَ ، فَإِذا هِيَ دَمٌ عَبيطٌ . ۱

۲ / ۲

صَيرورَةُ التُّربَةِ دَماً

۱۲۷۴.الخرائج والجرائح - في ذِكرِ مُعجِزاتِ الإِمامِ الحُسَينِ عليه السلام - : إنَّهُ عليه السلام لَمّا أرادَ العِراقَ قالَت لَهُ اُمُّ سَلَمَةَ : لا تَخرُج إلَى العِراقِ ، فَقَد سَمِعتُ رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله يَقولُ : «يُقتَلُ ابنِيَ الحُسَينُ بِأَرضِ العِراقِ» ، وعِندي تُربَةٌ دَفَعَها إلَيَّ في قارورَةٍ .
فَقالَ : وَاللَّهِ ، إنّي مَقتولٌ كَذلِكَ ، وإن لَم أخرُج إلَى العِراقِ يَقتُلونَني أيضاً ، وإن أحبَبتِ أن اُرِيَكِ مَضجَعي ومَصرَعَ أصحابي ، ثُمَّ مَسَحَ بِيَدِهِ عَلى‏ وَجهِها ، فَفَسَحَ اللَّهُ في بَصَرِها حَتّى‏ أراها ذلِكَ كُلَّهُ ، وأخَذَ تُربَةً ، فَأَعطاها مِن تِلكَ التُّربَةِ أيضاً في قارورَةٍ اُخرى‏ ، وقالَ عليه السلام : فَإِذا فاضَتا دَماً فَاعلَمي أنّي قَد قُتِلتُ .
فَقالَت اُمُّ سَلَمَةَ : فَلَمّا كانَ يَومُ عاشوراءَ نَظَرتُ إلَى القارورَتَينِ بَعدَ الظُّهرِ ، فَإِذا هُما قَد فاضَتا دَماً ، فَصاحَت . ۲

۱۲۷۵.الإرشاد عن اُمّ سلمة : خَرَجَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله مِن عِندِنا ذاتَ لَيلَةٍ ، فَغابَ عَنّا طَويلاً ، ثُمَّ جاءَنا

1.الثاقب في المناقب : ص ۳۳۰ ح ۲۷۲ .

2.الخرائج والجرائح : ج ۱ ص ۲۵۳ ح ۷ ، الصراط المستقيم : ج ۲ ص ۱۷۹ ح ۶ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۸۹ ح ۲۷ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 13861
صفحه از 952
پرینت  ارسال به