303
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني

فَقالَ لَها : يا اُمَّه ، اُريدُ أن أخرُجَ إلَى العِراقِ .
فَقالَت : إنّي اُذَكِّرُكَ اللَّهَ تَعالى‏ أن تَخرُجَ إلَى العِراقِ .
قالَ : ولِمَ ذلِكِ يا اُمَّه ؟
قالَت : سَمِعتُ رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله يَقولُ : «يُقتَلُ ابنِيَ الحُسَينُ بِالعِراقِ» ، وعِندي يا بُنَيَّ تُربَتُكَ في قارورَةٍ مَختومَةٍ دَفَعَها إلَيَّ رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله .
فَقال : يا اُمّاه ، وَاللَّهِ ، إنّي لَمَقتولٌ ، وإنّي لا أفِرُّ مِنَ القَدَرِ وَالمَقدورِ ، وَالقَضاءِ المَحتومِ ، وَالأَمرِ الواجِبِ مِنَ اللَّهِ تَعالى‏ .
فَقالَت : وا عَجَباه ! فَأَينَ تَذهَبُ وأنتَ مَقتولٌ ؟
فَقالَ : يا اُمَّه ، إن لَم أذهَبِ اليَومَ ذَهَبتُ غَداً ، وإن لَم أذهَب غَداً لَذَهَبتُ بَعدَ غَدٍ ، وما مِنَ المَوتِ - وَاللَّهِ يا اُمَّه - بُدٌّ ، وإنّي لَأَعرِفُ اليَومَ وَالمَوضِعَ الَّذي اُقتَلُ فيهِ ، وَالسّاعَةَ الَّتي اُقتَلُ فيها ، وَالحُفرَةَ الَّتي اُدفَنُ فيها ، كَما أعرِفُكِ ، وأنظُرُ إلَيها كَما أنظُرُ إلَيكِ .
قالَت : قَد رَأَيتَها ؟ قالَ : إن أحبَبتِ أن اُرِيَكِ مَضجَعي ومَكاني ومَكانَ أصحابي فَعَلتُ .
فَقالَت : قَد شِئتُها . فَما زادَ أن تَكَلَّمَ بِسمِ اللَّهِ ، فَخَفِضَت لَهُ الأَرضُ حَتّى‏ أراها مَضجَعَهُ ، ومَكانَهُ ومَكانَ أصحابِهِ ، وأعطاها مِن تِلكَ التُّربَةِ ، فَخَلَطَتها مَعَ التُّربَةِ الَّتي كانَت عِندَها ، ثُمَّ خَرَجَ الحُسَينُ عليه السلام ، وقَد قالَ لَها : إنّي مَقتولٌ يَومَ عاشوراءَ .
فَلَمّا كانَت تِلكَ اللَّيلَةُ الَّتي صَبيحَتَها قُتِلَ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام فيها ، أتاها رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله فِي المَنامِ أشعَثَ ۱ باكِياً مُغبَرّاً . فَقالَت : يا رَسولَ اللَّهِ ، ما لي أراكَ باكِياً مُغبَرّاً أشعَثَ ؟
فَقالَ : «دَفَنتُ ابنِيَ الحُسَينَ عليه السلام وأصحابَهُ السّاعَةَ» .

1.الأشعث : هو المُغبرّ الرأس (الصحاح : ج ۱ ص ۲۸۵ «شعث») .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
302

فَقُلتُ : مالَكَ يا رَسولَ اللَّهِ ؟ قالَ : «شَهِدتُ قَتلَ الحُسَينِ آنِفاً» . ۱

۱۲۷۱.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : إنَّ سَلمَى المَدَنِيَّةَ ، قالَت : دَفَعَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله إلى‏ اُمِّ سَلَمَةَ قارورَةً فيها رَملٌ مِنَ الطَّفِّ ، وقالَ لَها : إذا تَحَوَّلَ هذا دَماً عَبيطاً ۲ فَعِندَ ذلِكَ يُقتَلُ الحُسَينُ .
قالَت سَلمى‏ : فَارتَفَعَت واعِيَةٌ ۳ مِن حُجرَةِ اُمِّ سَلَمَةَ ، فَكُنتُ أوَّلَ مَن أتاها ، فَقُلتُ لَها : ما دَهاكِ يا اُمَّ المُؤمِنينَ ؟ قالَت : رَأَيتُ رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله فِي المَنامِ وَالتُّرابُ عَلى‏ رَأسِهِ ، فَقُلتُ : ما لَكَ ؟
قالَ : «وَثَبَ النّاسُ عَلَى ابني فَقَتَلوهُ ، وقَد شَهِدتُهُ قَتيلاً السّاعَةَ» .
فَاقشَعَرَّ جِلدي ، وَانتَبَهتُ وقُمتُ إلَى القارورَةِ ، فَوَجَدتُها تَفورُ دَماً ، قالَت سَلمى‏ : ورَأَيتُها مَوضوعَةً بَينَ يَدَيها . ۴

۱۲۷۲.شرح الأخبار عن اُمّ سلمة : رَأَيتُ النَّبِيَّ صلى اللَّه عليه وآله في مَنامي يَبكي ، فَقُلتُ : يا رَسولَ اللَّهِ ، ما يُبكيكَ ؟
قالَ : قُتِلَ ابنِيَ الحُسَينُ . ۵

۱۲۷۳.الثاقب في المناقب عن الباقر عليه السلام : لَمّا أرادَ الحُسَينُ عليه السلام الخُروجَ إلَى العِراقِ بَعَثَت إلَيهِ اُمُّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنها - وهِيَ الَّتي كانَت رَبَّتهُ ، وكانَ أحَبَّ النّاسِ إلَيها ، وكانَت أرَقَّ النّاسِ عَلَيهِ ، وكانَت تُربَةُ الحُسَينِ عليه السلام عِندَها في قارورَةٍ دَفَعَها إلَيها رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله - فَقالَت : يا بُنَيَّ ، أتُريدُ أن تَخرُجَ ؟

1.سنن الترمذي : ج ۵ ص ۶۵۷ ح ۳۷۷۱ ، المستدرك على الصحيحين : ج ۴ ص ۲۰ ح ۶۷۶۴ عن سلمان ، المعجم الكبير : ج ۲۳ ص ۳۷۳ ح ۸۸۲ ، تهذيب الكمال : ج ۶ ص ۴۳۹ ، تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۳۸ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج ۵ ص ۱۷ ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۳۱۶ ، اُسد الغابة : ج ۲ ص ۲۹ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۹۶ ؛ العمدة : ص ۴۰۴ ح ۸۳۰ عن اُمّ سلمى ، الصراط المستقيم : ج ۳ ص ۱۲۴ كلاهما نحوه ، كشف الغمّة : ج ۲ ص ۲۲۳ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۲۳۲ ح ۳ .

2.العَبيطُ : الطريّ (لسان العرب : ج ۷ ص ۳۴۷ «عبط») .

3.الواعية : هو الصراخ على الميّت ونعيه (النهاية : ج ۵ ص ۲۰۸ «وعا») .

4.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۹۶ ؛ بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۲۳۲ ح ۳ .

5.شرح الأخبار : ج ۳ ص ۱۶۷ ح ۱۱۰۶ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14247
صفحه از 952
پرینت  ارسال به