أنتَ في حِلٍّ مِن بَيعَتي ، فَاعمَل في فِكاكِ ابنِكَ .
أجاب :
أكَلَتنِي السِّباعُ حَيّاً إن فارَقتُكَ . ^۱
وجاء في رواية اُخرى أنّ الإمام عليه السلام قال إنّه سيعطيه فدية فكاك أسر ابنه أيضاً ، لكنّه لم يقبل ذلك ، وقال :
هَيهاتَ أن اُفارِقَكَ ، ثُمَّ أسأَلَ الرُّكبانَ عَن خَبَرِكَ ! لا يَكونُ - وَاللَّهِ - هذا أبَداً ، ولا اُفارِقُكَ . ^۲
واستناداً لرواية الطبري ^۳ فإنّ بشيراً وسويداً كانا آخر أصحاب الإمام الذين التحقوا بموكب شهداء كربلاء .
خرج لقتال الأعداء وهو يرتجز بهذه الأبيات حتّى استشهد :

اليَومَ يا نَفسُ اُلاقِي الرَّحمانَ‏وَاليَومَ تُجزَينَ بِكُلِّ إحسانِ‏
لا تَجزَعي فَكُلُّ شَي‏ءٍ فانٍ‏وَالصَّبرُ أحظى‏ لَكَ عِندَ الدَّيّانِ ^۴
ورد اسمه في زيارة الناحية المقدّسة هكذا :
السَّلامُ عَلى‏ بِشرِ بنِ عُمَرَ الحَضرَمِيِّ ، شَكَرَ اللَّهُ لَكَ قَولَكَ لِلحُسَينِ وقَد أذِنَ لَكَ فِي الاِنصِرافِ : أكَلَتني إذَن السِّباعُ حَيّاً إن فارَقتُكَ وأسأَلُ عَنكَ الرُّكبانَ ، وأخذُلُكَ مَعَ قِلَّةِ الأَعوانِ ، لا يَكونُ هذا أبَداً . ^۵

راجع : ج ۱ ص ۷۵۶ (الفصل الأوّل / من وقائع ليلة عاشوراء)
و ص ۷۵۸ (حوار برير و شمر)
و ص ۷۸۷ (الفصل الثاني / احتجاجات الإمام عليه السلام على جيش الكوفة) .

۳ / ۵

بَشيرُ بنُ عَمروٍ الحَضرَمِيُ‏

ذكر بشير بن عمرو الحضرمي ^۱ في المصادر بأسماء مختلفة، منها: بشر بن عمر الحضرمي، ^۲ بشير بن عمرو، ^۳ ومحمد بن بشير الحضرمي. ^۴ وهو من أصحاب‏الإمام عليه السلام الراسخين والأوفياء.
سمع النبأ الفادح لأسر ابنه وهو في كربلاء ، وفي حين كان بإمكانه أن يترك ساحة الحرب بذريعة فكاك ابنه من الأسر، إلّا أنّه أثبت فتوّته ولم يترك الإمام عليه السلام . وعندما قال له الإمام عليه السلام :