۹۱۱.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : أصبَحَ الحُسَينُ عليه السلام فَصَلّى بِأَصحابِهِ ، ثُمَ قُرِّبَ إلَيهِ فَرَسُهُ فَاستَوى عَلَيهِ ، وتَقَدَّمَ نَحوَ القَومِ في نَفَرٍ مِن أصحابِهِ ، وبَينَ يَدَيهِ بُرَيرُ بنُ خُضَيرٍ الهَمدانِيُّ ، فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : كَلِّمِ القَومَ يا بُرَيرُ وَانصَحهُم . فَتَقَدَّمَ بُرَيرٌ حَتّى وَقَفَ قَريباً مِنَ القَومِ وَالقَومُ قَد زَحَفوا إلَيهِ عَن بُكرَةِ أبيهِم ، فَقالَ لَهُم بُرَيرٌ : يا هؤُلاءِ اتَّقُوا اللَّهَ ؛ فَإِنَّ ثَقَلَ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله قَد أصبَحَ بَينَ أظهُرِكُم ، هؤُلاءِ ذُرِّيَّتُهُ وعِترَتُهُ وَبناتُهُ وحَرَمُهُ ، فَهاتوا ما عِندَكُم ، ومَا الَّذي تُريدونَ أن تَصنَعوا بِهِم ؟
فَقالوا : نُريدُ أن نُمَكِّنَ مِنهُمُ الأَميرَ عُبَيدَ اللَّهِ بنَ زِيادٍ فَيَرى رَأيَهُ فيهِم .
فَقالَ بُرَيرٌ : أفَلا تَرضَونَ مِنهُم أن يَرجِعوا إلَى المَكانِ الَّذي أقبَلوا مِنهُ ؟ وَيلَكُم يا أهلَ الكوفَةِ ! أنَسيتُم كُتُبَكُم إلَيهِ وعُهودَكُمُ الَّتي أعطَيتُموها مِن أنفُسِكُم وأشهَدتُمُ اللَّهَ عَلَيها وكَفى بِاللَّهِ شَهيداً ؟ وَيلَكُم ! دَعَوتُم أهلَ بَيتِ نَبِيِّكُم وزَعَمتُم أنَّكُم تَقتُلونَ أنفُسَكُم مِن دونِهِم ، حَتّى إذا أتَوكُم أسلَمتُموهُم لِعُبَيدِ اللَّهِ ، وحَلَّأتُموهُم ۱
عَن ماءِ الفُراتِ الجاري وهُوَ مَبذولٌ ، يَشرَبُ مِنهُ اليَهودُ وَالنَّصارى وَالمَجوسُ ، وتَرِدُهُ الكِلابُ وَالخَنازيرُ ! بِئسَما خَلَفتُم مُحَمَّداً في ذُرِّيَّتِهِ ! ما لَكُم ؟! لا سَقاكُمُ اللَّهُ يَومَ القِيامَةِ ! فَبِئسَ القَومُ أنتُم .
فَقالَ لَهُ نَفَرٌ مِنهُم : يا هذا ! ما نَدري ما تَقولُ .
فَقالَ بُرَيرٌ : الحَمدُ لِلَّهِ الَّذي زادَني فيكُم بَصيرَةً ، اللَّهُمَّ إنّي أبرَأُ إلَيكَ مِن فِعالِ هؤُلاءِ القَومِ ، اللَّهُمَّ ألقِ بَأسَهُم بَينَهُم حَتّى يَلقَوكَ وأنتَ عَلَيهِم غَضبانُ .
فَجَعَلَ القَومُ يَرمونَهُ بِالسِّهامِ ، فَرَجَعَ بُرَيرٌ إلى وَرائِهِ . ۲
۹۱۲.المناقب لابن شهرآشوب : بَرَزَ بُرَيرُ بنُ خُضَيرٍ الهَمدانِيُّ وهُوَ يَقولُ :
أنَا بُرَيرٌ وأبي خُضَيرٌلَيثٌ يَروعُ الأُسدَ عِندَ الزِّئرِ
يَعرِفُ فينَا الخَيرَ أهلُ الخَيرِأضرِبُكُم ولا أرى مِن ضَيرِ ۳
كَذاكَ فِعلُ الخَيرِ مِن بُرَيرِ
قَتَلَهُ بَحيرُ بنُ أوسٍ الضَّبِّيُّ . ۴
1.يُحلّأون عنه : أي يُصَدّون عنه ويُمنَعون من وروده (النهاية : ج ۱ ص ۴۲۱ «حلأ») .
2.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي: ج۱ ص۲۵۲، الفتوح: ج۵ ص۱۰۰ وليس فيه ذيله من«يومالقيامة»؛ بحارالأنوار: ج ۴۵ ص ۵ وراجع : الملهوف : ص ۱۵۵ .
3.يضيره ضيراً : أي ضرّه ، لغة فيه (النهاية : ج ۳ ص ۱۰۷ «ضير») .
4.المناقب لابن شهر آشوب : ج ۴ ص ۱۰۰ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۵ .