263
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني

عَن يَمينِهِ : اِنزِل وَيحَكَ إلَى الحُسَينِ فَأَرِحهُ ! فَنَزَلَ إلَيهِ - قيلَ هُوَ خَولِيُّ بنُ يَزيدَ الأَصبَحِيُّ - فَاحتَزَّ رَأسَهُ ، وقيلَ : بَل هُوَ شِمرٌ .
ورُوِيَ أنَّهُ جاءَ إلَيهِ شِمرُ بنُ ذِي الجَوشَنِ وسِنانُ بنُ أنَسٍ - وَالحُسَينُ عليه السلام بِآخِرِ رَمَقٍ يَلوكُ بِلِسانِهِ مِنَ العَطَشِ - فَرَفَسَهُ شِمرٌ بِرِجلِهِ ، وقالَ : يَابنَ أبي تُرابٍ ، ألَستَ تَزعُمُ أنَّ أباكَ عَلى‏ حَوضِ النَّبِيِّ يَسقي مَن أحَبَّهُ ؟ فَاصبِر حَتّى‏ تَأخُذَ الماءَ مِن يَدِهِ ، ثُمَّ قالَ لِسِنانِ بنِ أنَسٍ : اِحتَزَّ رَأسَهُ مِن قَفاهُ ! فَقالَ : وَاللَّهِ لا أفعَلُ ذلِكَ! فَيَكونَ جَدُّهُ مُحَمَّدٌ خَصمي .
فَغَضِبَ شِمرٌ مِنهُ ، وجَلَسَ عَلى‏ صَدرِ الحُسَينِ عليه السلام ، وقَبَضَ عَلى‏ لِحيَتِهِ ، وهَمَّ بِقَتلِهِ ، فَضَحِكَ الحُسَينُ عليه السلام وقالَ لَهُ : أتَقتُلُني ، أوَ لا تَعلَمُ مَن أنَا ؟ قالَ : أعرِفُكَ حَقَّ المَعرِفَةِ : اُمُّكُ فاطِمَةُ الزَّهراءُ ، وأبوكَ عَلِيٌّ المُرتَضى‏ ، وجَدُّكَ مُحَمَّدٌ المُصطَفى‏ ، وخَصمُكَ اللَّهُ العَلِيُّ الأَعلى‏ ، وأقتُلُكَ ولا اُبالي . وضَرَبَهُ بِسَيفِهِ اثنَتَي عَشرَةَ ضَربَةً ، ثُمَّ حَزَّ رَأسَهُ . ۱

۱۱۹۸.المزار الكبير - في زِيارَةِ النّاحِيَةِ - : الشِّمرُ جالِسٌ عَلى‏ صَدرِكَ ، مولِغٌ سَيفَهُ عَلى‏ نَحرِكَ ، قابِضٌ عَلى‏ شَيبَتِكَ بِيَدِهِ ، ذابِحٌ لَكَ بِمُهَنَّدِهِ ۲ ، قَد سَكَنَت حَواسُّكَ ، وخَفِيَت أنفاسُكَ ، ورُفِعَ عَلَى القَنا رَأسُكَ ۳ . ۴

1.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۳۶ ؛ بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۵۶ .

2.المُهنَّدُ : السيف المطبوع من حديد الهند (الصحاح : ج ۲ ص ۵۵۷ «هند») .

3.المزار الكبير : ص ۵۰۵ ، مصباح الزائر : ص ۲۳۳ وفيه «خمدت» بدل «خفيت» ، بحار الأنوار : ج ۱۰۱ ص ۳۲۲ ح ۸ .

4.اشتهرت بعض العبارات على أنّها آخر ما تكلّم به الإمام الحسين عليه السلام، نظير: «رضاً برضائك وتسليماً لأمرك». إلّا أنّنا لم نعثر على هذه العبارة وشبيهاتها في شي‏ء من النصوص المعتبرة، بل لم نعثر على التعبير المذكور في شي‏ء من المصادر الضعيفة فضلاً عن القوية. وأساس هذه الكلمات هو النصّ المنقول عن كتاب مقتل الحسين عليه السلام المنسوب لأبي مخنف، وهو كتاب ضعيف، حيث ورد فيه: «بقي الحسين ثلاث ساعات من النهار ملطّخاً بدمه، رافعاً بطرفه الى السماء وينادي: يا إلهي، صبراً على قضائك، لا معبود سواك، يا غياث المستغيثين»، فهذا النصّ مضافاً لعدم وروده في مصدر معتبر، لا يخلو من الإشكال؛ إذ كيف يبقى الإمام مطروحاً على الأرض ثلاث ساعات عصر عاشوراء، ومع ذلك لا يقوم العدوّ بأيّ شي‏ء؟! راجع : ص ۷۰۷ (الفصل الثاني / آخر دعاء للحسين عليه السلام يوم عاشوراء).


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
262

قالَ : فَحَمَلوا عَلَيهِ مِن كُلِّ جانِبٍ ، قالَ : وأوثَقَتهُ الجِراحُ بِالسُّيوفِ ، فَضَرَبَهُ رَجُلٌ يُقالُ لَهُ زُرعَةُ بنُ شَريكٍ التَّميمِيُّ - لَعَنَهُ اللَّهُ - ضَربَةً عَلى‏ يَدِهِ اليُسرى‏ ، وضَرَبَهُ عَمرُو بنُ طَلحَةَ الجُعفِيُّ - لَعَنَهُ اللَّهُ - عَلى‏ حَبلِ عاتِقِهِ مِن وَرائِهِ ضَربَةً مُنكَرَةً ، ورَماهُ سِنانُ بنُ أنَسٍ النَّخَعِيُّ - لَعَنَهُ اللَّهُ - بِسَهمٍ ، فَوَقَعَ السَّهمُ في نَحرِهِ ، وطَعَنَهُ صالِحُ بنُ وَهبٍ اليَزَنِيُّ - لَعَنَهُ اللَّهُ - طَعنَةً في خاصِرَتِهِ ، فَسَقَطَ الحُسَينُ عليه السلام عَن فَرَسِهِ إلَى الأَرضِ ، وَاستَوى‏ قاعِداً ، ونَزَعَ السَّهمَ مِن نَحرِهِ ، وأقرَنَ كَفَّيهِ فَكُلَّمَا امتَلَأَتا من دَمِهِ خَضَّبَ بِهِ رَأسَهُ ولِحيَتَهُ ، وهُوَ يَقولُ : هكَذا حَتّى‏ ألقى‏ رَبّي بِدَمي ، مَغصوباً عَلى‏ حَقّي !
قالَ : وأقبَلَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ حَتّى‏ وَقَفَ عَلَيهِ ، وقالَ لِأَصحابِهِ : اِنزِلوا إلَيهِ فَخُذوا رَأسَهُ ! قالَ : فَنَزَلَ إلَيهِ نَصرُ بنُ خَرشَبَةَ الضِّبابِيُّ ۱ - لَعَنَهُ اللَّهُ - وكانَ أبرَصَ ، فَضَرَبَهُ بِرِجلِهِ فَأَلقاهُ عَلى‏ قَفاهُ ، ثُمَّ أخَذَ بِلِحيَتِهِ ، فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : أنتَ الأَبقَعُ الَّذي رَأَيتُكَ في مَنامي ، قالَ : أوَ تُشَبِّهُني بِالكِلابِ يَابنَ فاطِمَةَ ؟ قالَ : ثُمَّ جَعَلَ يَضرِبُ بِسَيفِهِ - لَعَنَهُ اللَّهُ - عَلى‏ مَذبَحِ الحُسَينِ عليه السلام وهُوَ يَقولُ :

أقتُلُكَ اليَومَ ونَفسي تَعلَمُ‏عِلماً يَقيناً لَيسَ فيهِ مَزعَمُ ۲
ولا مَحالَ لا ولا تَأَثُّمَ ۳إنَّ أباكَ خَيرُ مَن يُكَلِّمُ ۴
قالَ : فَغَضِبَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ ، ثُمَّ قالَ لِرَجُلٍ : اِنزِل أنتَ إلَى الحُسَينِ فَأَرِحهُ ! قالَ : فَنَزَلَ إلَيهِ خَولِيُّ بنُ يَزيدَ الأَصبَحِيُّ - لَعَنَهُ اللَّهُ - فَاحتَزَّ رَأسَهُ . ۵

۱۱۹۷.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي عن عمرو بن الحسن عن أبيه : غَضِبَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ فَقالَ لِرَجُلٍ كانَ

1.ويظهر من المصادر الاُخرى أنّه شمر بن ذي الجوشن الضبابي ، وأنّ ما ذكر هنا هو تصحيف .

2.في المصدر «مرغم» ، والتصويب من بعض المصادر الاُخرى‏ .

3.في جميع المصادر الاُخرى‏ «و لا مجال لا و لا تكتّم».

4.في المصدر «تكلّم» ، والتصويب من بعض المصادر الاُخرى .

5.الفتوح : ج ۵ ص ۱۱۸ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۳۵ نحوه وراجع : مطالب السؤول : ص ۷۶ وكشف الغمّة : ج ۲ ص ۲۶۳ وبحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۵۶ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 18457
صفحه از 952
پرینت  ارسال به