27
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني

۹۱۱.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : أصبَحَ الحُسَينُ عليه السلام فَصَلّى‏ بِأَصحابِهِ ، ثُمَ قُرِّبَ إلَيهِ فَرَسُهُ فَاستَوى‏ عَلَيهِ ، وتَقَدَّمَ نَحوَ القَومِ في نَفَرٍ مِن أصحابِهِ ، وبَينَ يَدَيهِ بُرَيرُ بنُ خُضَيرٍ الهَمدانِيُّ ، فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : كَلِّمِ القَومَ يا بُرَيرُ وَانصَحهُم . فَتَقَدَّمَ بُرَيرٌ حَتّى‏ وَقَفَ قَريباً مِنَ القَومِ وَالقَومُ قَد زَحَفوا إلَيهِ عَن بُكرَةِ أبيهِم ، فَقالَ لَهُم بُرَيرٌ : يا هؤُلاءِ اتَّقُوا اللَّهَ ؛ فَإِنَّ ثَقَلَ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله قَد أصبَحَ بَينَ أظهُرِكُم ، هؤُلاءِ ذُرِّيَّتُهُ وعِترَتُهُ وَبناتُهُ وحَرَمُهُ ، فَهاتوا ما عِندَكُم ، ومَا الَّذي تُريدونَ أن تَصنَعوا بِهِم ؟
فَقالوا : نُريدُ أن نُمَكِّنَ مِنهُمُ الأَميرَ عُبَيدَ اللَّهِ بنَ زِيادٍ فَيَرى‏ رَأيَهُ فيهِم .
فَقالَ بُرَيرٌ : أفَلا تَرضَونَ مِنهُم أن يَرجِعوا إلَى المَكانِ الَّذي أقبَلوا مِنهُ ؟ وَيلَكُم يا أهلَ الكوفَةِ ! أنَسيتُم كُتُبَكُم إلَيهِ وعُهودَكُمُ الَّتي أعطَيتُموها مِن أنفُسِكُم وأشهَدتُمُ اللَّهَ عَلَيها وكَفى‏ بِاللَّهِ شَهيداً ؟ وَيلَكُم ! دَعَوتُم أهلَ بَيتِ نَبِيِّكُم وزَعَمتُم أنَّكُم تَقتُلونَ أنفُسَكُم مِن دونِهِم ، حَتّى‏ إذا أتَوكُم أسلَمتُموهُم لِعُبَيدِ اللَّهِ ، وحَلَّأتُموهُم ۱
عَن ماءِ الفُراتِ الجاري وهُوَ مَبذولٌ ، يَشرَبُ مِنهُ اليَهودُ وَالنَّصارى‏ وَالمَجوسُ ، وتَرِدُهُ الكِلابُ وَالخَنازيرُ ! بِئسَما خَلَفتُم مُحَمَّداً في ذُرِّيَّتِهِ ! ما لَكُم ؟! لا سَقاكُمُ اللَّهُ يَومَ القِيامَةِ ! فَبِئسَ القَومُ أنتُم .
فَقالَ لَهُ نَفَرٌ مِنهُم : يا هذا ! ما نَدري ما تَقولُ .
فَقالَ بُرَيرٌ : الحَمدُ لِلَّهِ الَّذي زادَني فيكُم بَصيرَةً ، اللَّهُمَّ إنّي أبرَأُ إلَيكَ مِن فِعالِ هؤُلاءِ القَومِ ، اللَّهُمَّ ألقِ بَأسَهُم بَينَهُم حَتّى‏ يَلقَوكَ وأنتَ عَلَيهِم غَضبانُ .
فَجَعَلَ القَومُ يَرمونَهُ بِالسِّهامِ ، فَرَجَعَ بُرَيرٌ إلى‏ وَرائِهِ . ۲

۹۱۲.المناقب لابن شهرآشوب : بَرَزَ بُرَيرُ بنُ خُضَيرٍ الهَمدانِيُّ وهُوَ يَقولُ :
أنَا بُرَيرٌ وأبي خُضَيرٌلَيثٌ يَروعُ الأُسدَ عِندَ الزِّئرِ
يَعرِفُ فينَا الخَيرَ أهلُ الخَيرِأضرِبُكُم ولا أرى‏ مِن ضَيرِ ۳
كَذاكَ فِعلُ الخَيرِ مِن بُرَيرِ
قَتَلَهُ بَحيرُ بنُ أوسٍ الضَّبِّيُّ . ۴

1.يُحلّأون عنه : أي يُصَدّون عنه ويُمنَعون من وروده (النهاية : ج ۱ ص ۴۲۱ «حلأ») .

2.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي: ج‏۱ ص‏۲۵۲، الفتوح: ج‏۵ ص‏۱۰۰ وليس فيه ذيله من«يوم‏القيامة»؛ بحارالأنوار: ج ۴۵ ص ۵ وراجع : الملهوف : ص ۱۵۵ .

3.يضيره ضيراً : أي ضرّه ، لغة فيه (النهاية : ج ۳ ص ۱۰۷ «ضير») .

4.المناقب لابن شهر آشوب : ج ۴ ص ۱۰۰ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۵ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
26
  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14144
صفحه از 952
پرینت  ارسال به